الخميس 20 شباط (فبراير) 2014

حق العودة بين كيري و عباس

الخميس 20 شباط (فبراير) 2014 par عوني صادق

قبل شهر، أو أكثر، وتحت عنوان (لاءات أبو مازن)، كتب الصهيوني إيلي حزان مقالاً في صحيفة (“إسرائيل” اليوم 15-1-2014) جاء فيه: “ذكرنا رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، بقلق، بمؤتمر الخرطوم ،1967 حينما أعلن لاءاته الثلاث في رام الله، وهي: لا للتنازل عن حق العودة، ولا للاعتراف بالدولة اليهودية، ولا للتنازل عن القدس”! ومن جانبي كلاجئ فلسطيني، لا أطلب من أبو مازن أكثر من هذه “اللاءات”، شريطة أن تنطوي على مفاهيمها الصحيحة . لقد بحثت طويلاً عن “لاءات” أبو مازن، فلم أجد واحدة منها بالمعنى الذي يفهمه المواطن الفلسطيني، وخصوصاً اللاجئ الفلسطيني . وما وجدته مشابهاً، كان من حيث اللفظ وليس من حيث المضمون! فالقدس الشرقية ليست هي أبو ديس، وعدم تقسيم المدينة واعتبارها “مدينة مفتوحة” يعني تركها تحت السيادة “الإسرائيلية”، وهذا لا يجعلها “عاصمة للدولة الفلسطينية” . أما الاستعداد للاعتراف ب “يهودية إسرائيل” إن صدر عن الأمم المتحدة قرار بذلك، فيبدو تمهيداً للاعتراف بها فعلاً .
أما حل حق العودة، في نظر أبو مازن، فهو “حل متفق عليه” مع الطرف “الإسرائيلي” أساسا، وهو يتراوح بين التعويض والتوطين . وحتى العودة إلى “الدولة الفلسطينية” الموعودة، تتطلب موافقة “إسرائيلية”! وفي لقائه مع 300 طالب وطالبة في مبنى المقاطعة قبل أيام، قال أبو مازن في هذا الخصوص: “هناك دعاية”إسرائيلية“تقول إن أبو مازن يريد أن يعيد إلى”إسرائيل“خمسة ملايين لاجئ لتدمير”إسرائيل“. هذا الكلام لم يحصل إطلاقا . كل الذي قلناه هو تعالوا لنضع ملف اللاجئين على الطاولة لأنها قضية حساسة يجب حلها لنضع حدا للصراع، ولكي يكون اللاجئون راضين عن اتفاق السلام”! وأضاف: “لكن أن نسعى ونعمل لنغرق”إسرائيل“بالملايين لتغيير تركيبتها السكانية، فهذا كلام هراء . وما يقال في الصحافة”الإسرائيلية“غير صحيح”! (السفير- 17-2-2014) .
“لا” أبو مازن في موضوع حق العودة، تبدو لا علاقة لها بمفهوم اللاجئين الفلسطينيين لحق العودة، أو مفهوم غالبيتهم على الأقل . وحله لهذه القضية لا بد أن يكون، كما يكرر دائماً، حلاً “متفقاً عليه” مع الحكومة “الإسرائيلية” . وكل المطلوب وضعها على الطاولة للوصول إلى “الحل المتفق عليه”، وعلى أمل أن يرضي ذلك اللاجئين فلا يرفضون “اتفاق السلام” المعروض عليه! أما الحديث عن “الشرعية الدولية والقرار 194 والمبادرة العربية للسلام”، فكل هذه هو ما يحتاجه “الحل المتفق عليه” الذي لا يغرق “إسرائيل بملايين اللاجئين”، والذي هو “الهراء” الذي تبرأ منه أبو مازن .
في حديث لمسؤول فلسطيني لجريدة (الغد- 14-1-2014) الأردنية لم تسمه، قال: إن كيري قدم للقيادة الفلسطينية أربعة خيارات لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين هي: الهجرة إلى كندا، أو التوطين حيث هم لا سيما الموجودون في الأردن لأنهم الغالبية، أو العيش في الدولة الفلسطينية المستقبلية، أو عودة عدد محدود إلى أراضي 48 بطلبات وموافقة “إسرائيلية” . وأعاد المسؤول الفلسطيني التذكير بأن موقف القيادة الفلسطينية هو “حل قضية اللاجئين حلاً متفقاً عليه وفق القرار 194 الذي نصت عليه المبادرة العربية للسلام في بيروت 2002” .
وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، في رام الله، قال الرئيس محمود عباس: إن كندا “ستلعب دوراً مهماً في حل قضية اللاجئين الفلسطينيين”، وأضاف يقول: “ربما سيأتي لاحقا عندما يوضع بند مشكلة اللاجئين كملف للتحقيق والتنفيذ” . في الوقت نفسه، أوردت الإذاعة “الإسرائيلية” العامة خبراً قالت فيه: إن عباس حصل على تعهد من هاربر بأن توافق كندا، ضمن اتفاق سلام، على استيعاب بعض اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الأردن وسوريا ولبنان (وكالة الأنباء الألمانية 20-1-2014) .
وفي عددها الصادر بتاريخ 28-1-،2014 ادعت صحيفة “هآرتس”، أن المفاوض الفلسطيني طلب السماح للاجئين الفلسطينيين باختيار واحد من أربعة خيارات هي: العودة لأراضي ،48 أو العودة إلى مناطق الدولة الفلسطينية، أو الخروج إلى دولة ثالثة مع تعويض مالي، أو البقاء في مناطق تواجدهم الحالية!
وبتاريخ 28-1-،2014 عقد وليم بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكي، مؤتمراً صحفياً في عمان، أهم ما جاء فيه: إن أكبر التحديات المطلوبة لتحقيق التقدم في المفاوضات الفلسطينية - “الإسرائيلية”، ليس فقط نحو “اتفاق الإطار” وإنما نحو الحل الدائم هو “التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين” . وفي إشارة واضحة المغزى، أضاف بيرنز: “وليس لدينا شريك أفضل في هذا الجهد من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني”، مؤكداً أن “الأردن يشكل عاملا مهما لتحقيق السلام والاعتدال في هذه المنطقة، وهذا ما يجعل دوره الحيوي أكثر أهمية من ذي قبل”، وموضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية “تأخذ بعين الاعتبار وبشكل واضح مخاوف ومصالح الأردن في ما يتعلق بقضية اللاجئين والمسائل الأخرى” .
إن كل أقوال أبو مازن في موضوع حق العودة، تتفق مع التسريبات التي خرجت من مصادر متعددة حول “اتفاق الإطار” الذي يعده كيري . أكثر من ذلك، إنها تتفق مع تصريحات أوباما وكيري، خصوصا حول اللاجئين والمستوطنات و“يهودية إسرائيل”، الأمر الذي يشكك في صدقية المقبول من تصريحات المسؤولين الفلسطينيين حول “اتفاق الإطار” وما بعده .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165379

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165379 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010