الأربعاء 19 شباط (فبراير) 2014

دراسة «إسرائيلية» تؤكد قذارة الكيان الغاصب في التعامل مع الفلسطينيين

الأربعاء 19 شباط (فبراير) 2014

نشرت صحيفة «هآرتس» دراسة «إسرائيلية» جديدة أعدتها عالمة الاجتماع «الإسرائيلية»، إيفا إيلوز، حللت فيها نظرية الاحتلال «الإسرائيلي»، وأكدت أن وضع الفلسطينيين الذين يرزحون تحت نير الاحتلال يشبه كثيراً وضع العبيد السود في أميركا في القرن الـ 19، وأن «الإسرائيليين» المأسورين في نظرية التوسع الاستيطاني ليسوا على استعداد للاعتراف بذلك.
وقالت: «إن «الإسرائيليين» يتعاملون مع الفلسطينيين من منطلقات عسكرية فقط، حيث يعتبرونهم جنود، أعداء ويجب هزيمتهم، ليسوا مواطنين عاديين، يشكلون خطراً على «الإسرائيليين» ويملكون الوسائل لذلك، يجب استعبادهم بالقوة، ويجب الانتصار عليهم بالضربة القاضية، لأن غير ذلك، سيكون بمثابة هزيمة «للإسرائيليين».
وجاء أيضا أن النزاع الذي بدأ بصبغة عسكرية، يخفي حقيقة مهمة جدا أن النزاع تحول بسبب الاحتلال إلى شكل من أشكال السيطرة على الفلسطينيين، السيطرة التي تقترب اليوم كثيراً إلى ظروف العبودية.
التهديد بالاعتقال
وأوردت الدراسة معطيات مفزعة عن الاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال، مشدِّدة على أن الفلسطيني الذي لم يعتقل منذ الاحتلال في العام 1967 يعيش في حالة خوف دائم وتحت تهديد الاعتقال، مشيرةً إلى أن أساليب التحقيق التي تمارسها المخابرات «الإسرائيلية» مع المعتقلين تتناقض جوهرياً مع جميع القوانين والمواثيق الدولية. علاوة على عنف الجيش.
وأضافت: «إن الفلسطينيين يتعرضون بشكل دائم للعنف من قبل المستوطنين، الذين لا يقدمون إلى المحاكمة، إلا في حالات نادرة جداً». وأكدت أن الجيش يحاكم الفلسطينيين بقسوة شديدة في حين يتساهل مع عنف المستوطنين بشكل جلي وواضح.
سبب الحواجز
وتابعت: «إن الحواجز التي يضعها الاحتلال هدفها ليس فقط إعاقة تحرك الفلسطينيين، إنما لإفهامهم من هو السيد ومن هو العبد، لافتة إلى أن خطة الانفصال أحادي الجانب التي نفذها رئيس الوزراء «الإسرائيلي» الأسبق، أرئيل شارون، كان هدفها الرئيس تقطيع الأوصال بين قطاع غزَّة والضفة الغربية.
إضافة إلى ذلك، فإن سلطات الاحتلال، تقوم بفرض أوامر وتعليمات لمنع الفلسطينيين من تطوير الاقتصاد، موضحةً أن القسم المفصلي في السيطرة «الإسرائيلية» يتم عن طريق إيجاد تعلق فلسطيني بـ «إسرائيل» من أجل لقمة العيش ومن أجل التنقل في الضفة، وهذان الأمران يوجدان لدى الفلسطيني ارتباط خوف نفساني لدى الفلسطينيين من الاحتلال، كما أن الاحتلال يجبر الفلسطينيين على العمل في المستوطنات بهدف رفع منسوب إهانتهم وسلبهم.
قانون لمّ الشمل
كما أن الاحتلال، يستخدم قانون لم الشمل للإمعان في احتقار الفلسطينيين ومنع الزوج من لقاء زوجته، بسبب القانون الذي يحظر على الفلسطينيين الزواج من فلسطينيين يعيشون في «إسرائيل» أو بالعكس، وهذا الأمر ينسحب على أزواج يعيشون في الضفة والقطاع أيضا.
وبحسب الدراسة فإن أكثر من سبعين بالمئة من الفلسطينيين يعيشون في ظروف احتقار وازدراء، وخوف مستمر من ممارسات الجيش القمعية ومن الإرهاب اليهودي، وعليه، فإنه إذا جمعنا العوامل المذكورة بعضها البعض فإنه، بحسب الدراسة، لا يمكن الهرب من استخدام مصطلح ظروف العبودية لتوصيف حالة الفلسطينيين تحت الاحتلال.
وقالت: «إن الاحتلال سلب من الفلسطيني كل مقومات الإنسان، وتحول إلى سيطرة كاملة على حياته، و»الإسرائيليون» باتوا أصحاب أكبر مشروع للسيطرة العسكرية بالقوة على شعب آخر، إذ تحولوا إلى أسياد وحولوا الفلسطينيين إلى عبيد، ويعود السبب في ذلك إلى أنه في دوائر صنع القرار في الدولة العبرية توجد مجموعات ضاغطة تؤيد هذا الوضع، وهذه المجموعات السياسية هي التي تقوم بتحديد السياسة «الإسرائيلية» مع الفلسطينيين، معتمداً على أن هذا الثمن هو مقبول من أجل الحفاظ على أمن «إسرائيل» وإنشاء الأمة اليهودية».
المستوطنون يقررون
وأكدت الدراسة على أن المستوطنين، الذين كانوا حتى قبل عشرين عاماً على هامش المجتمع «الإسرائيلي»، باتوا اليوم يقرِّرون السياسة ويسيطرون على صنع القرار، وأن أفكارهم تتماشى مع أفكار مؤيدي العبودية في أميركا في القرن الـ 19».
ونوهت إلى أن الاعتقاد السائد لدى اليهود بأنهم يتفقون على العرب الدونيين ينتشر في جميع روافد المجتمع في «إسرائيل»، ولكن هذا الاعتقاد يصبح أكثر فجورا في التعامل مع الفلسطينيين بالضفة الغربية.
وأوضحت أن «الإسرائيليين» يرون أنفسهم الأكثر أخلاقية، مثقفون، ومتطورون أكثر من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية مقارنة بالعرب الدونيين، وهي النظرة نفسها التي كان يتبناها البيض في أميركا في زمن عبودية السود، تماماً كما كان يعتقد الرجل الأبيض في أميركا أن الرجال الأسود هو دوني ويشبهون الحيوانات.
«تقديس الأرض»
وقالت: إن المستوطنين يقدسون الأرض، تماماً مثل البيض بأميركا في القرن الـ 19، ويقومون بإضفاء مقولات من التوراة على ذلك، ويرون في أنفسهم أسياد الأرض، الذي يسيطرون على الفلسطينيين العبيد طاعة لأمر الله، وبالتالي فإن مواقف النواب المتشددين من اليمين مثل ميري ريغيف، داني دانون، نفتالي بينيت، وياريف لفين، هي مواقف لينة مقارنة بمواقف المستوطنين، الذين يقومون، أيْ نواب الكنيست، بالدفاع عنهم».
وأضافت إيلوز: «إن «إسرائيل» «الدولة» الأكثر أمنية على وجه هذه المعمورة، فشلت في تحويل النزاع مع الفلسطينيين إلى نزاع عسكري، والأخطر من ذلك، أنها أضافت للصورة العامة للاحتلال كارثة إنسانية، وخلقت بالتالي نقاشاً لن يتوقف في العالم حول «أخلاقية» الاحتلال، كما أن السواد الأعظم من اليهود في أميركا باتوا على قناعة بأن الاحتلال هو كارثة بالنسبة لـ «إسرائيل»، وبالتالي توقفوا عن الدفاع عن سياسات «إسرائيل» بكل ما يتعلق مع الفلسطينيين».
وخلصت الدراسة إلى القول: «إن إسرائيل توقفت منذ زمن طويل عن انتهاج الخطاب الأخلاقي كباقي الدول المتنورة، وبرفضها هذا، فإنها، أصدرت الحكم على نفسها بأنْ تكون دولة معزولة عالمياً، ذلك أنها لا تستطيع مواصلة الرقص في حلبة الديمقراطية على ألحان رقصة الاحتلال».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 47 / 2179061

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ملفات  متابعة نشاط الموقع دراسات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2179061 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40