الأربعاء 19 شباط (فبراير) 2014

في موقف الأردن عبرة

الأربعاء 19 شباط (فبراير) 2014 par صالح عوض

لأردن في الجغرافيا يقال عنه شقيق فلسطين، وأما الشعب فهو توأمه وفي عمان والسلط والزرقاء وإربد ومعان، فلسطينيون وأردنيون يتصاهرون ويتجاورون ويتشاركون..شعب واحد لا تفرقه السياسة ولا تستغفله المخططات.
ويبدو أن التركيب الخاص للأردن جعله الأكثر تحسسا لملف المسجد الأقصى والسيادة عليه، وهكذا جاء الرد الأردني على المستوى الشعبي والبرلماني والحكومي، ليحدث فارقة سياسية مهمة في هذه المرحلة الضبابية التي فقدت القضية الفلسطينية فيها قوة إسناد عربي، جاء الموقف الأردني مهددا بإلغاء اتفاقية وادي عربة، وباحتمال طرد السفير الإسرائيلي، وباحتمال تطورات شعبية تؤدي إلى توتر حقيقي على حدود فلسطين.
أجل، لا بد من تسجيل أهمية الموقف الأردني الذي جاء على أعقاب الإعلان الصهيوني عن مناقشة الكنيست لمسألة السيادة على المقدسات الإسلامية في القدس لاسيما المسجد الأقصى، ومن هنا جاء الموقف الأردني ليقطع الطريق على الكنيست وحكّام إسرائيل اليمينيين.
إن الأردن ليست دولة عربية محورية كمصر والعراق وسوريا، ولا تمتلك من القوة ما يؤهلها إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وهي لهذا تتجه دوما لإحداث تقاطعات مع السياسات الغربية، ولإيجاد علاقات مستقرة وعميقة مع الكيان الصهيوني، ورغم ذلك فإن موقفا واضحا محددا تجاه موضوع السيادة على الأقصى كان له الأثر البالغ في تعديل الموقف، إن هذا يعني بوضوح أن غياب الموقف العربي من ملفات القضية الفلسطينية، هو الذي يدفع بإسرائيل إلى التعنّت والتقدم في عجلة الاستيطان والعدوان على الشعب الفلسطيني.
إلا أنه لابد من التذكير بأن هناك عشرات الملفات الخاصة بالفلسطينيين والقضية الفلسطينية، بدءا من ملف المخيمات الفلسطينية في الأردن، ومخيمات الفلسطينيين في لبنان وسوريا، وذلك حيث تجمع معظم الفلسطينيين المهجرين من ديارهم والمعنيين بقانون حق العودة الدولي.
الآن في غزّة والضفة يقع الشعب الفلسطيني تحت طائلة العقاب الصهيوني الجماعي، وتتعرض الأرض الفلسطينية إلى أبشع حالة نهب وسطو، ويتم العمل بجنون لتغيير معالم الأرض وتهجير المواطنين من أراضيهم وممتلكاتهم.
إن الفلسطينيين بحاجة للموقف العربي المساند لكي يتم إحداث التوازن المنطقي في المعركة السياسية القائمة اليوم، ولعلنا أكثر إدراكا في هذه المرحلة بخطورة ما يراد بفلسطين وأهلها، من خلال صيغ تسوية تحاول فرض ما يصطدم مع كرامة الشعب وحقوقه المشروعة، وإن المسؤول الفلسطيني لا يجد ما يكفي من اسناد رسمي عربي لجعل العدو يتوقف عن ممارسة استفزازاته.
وهنا تبدو أهمية الموقف الأردني، كما تبدو أهمية الالتفات إلى الوضع في الأردن على اعتبار أنه سيكون مسرحا لأحداث قادمة، ولعل صمود الأردن ونباهة قواه السياسية سيصدان كثيرا من المخططات الصهيونية تجاه الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولعل هذا الصمود يجلب تعاطفا عربيا يرتفع بمستوى الأداء لإيقاف التمدد الاستيطاني وتهويد المقدسات، هذا ويتولاّنا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 47 / 2165510

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2165510 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010