الاثنين 17 شباط (فبراير) 2014

“إسرائيل” على حافة الزلزال

الاثنين 17 شباط (فبراير) 2014 par صالح عوض

قادة اسرائيل يتخبطون، لا يعرفون ما يريدون بالضبط، ورغم ان تطمينات دولية واقليمية تتهاطل عليهم، والجميع يبدي التزاما بشرعية وجود اسرائيل وبأمنها.. ولا يقف الأمر عند حدود الكلام، بل يتعداه إلى مستويات عملية.. رغم ذلك، فقادة اسرائيل لا يعرفون بالضبط ما هو سقف مطالبهم.. إن مرد ذلك كله القلق الوجودي والخوف العميق الذي ينتاب اللص والمجرم وإصراره على أن ينتزع من المظلوم إعترافا يحرمه من مجرد الحلم بحقه أو تذكره.
في عرف حركة الشعوب وحياة الأمم لا يقاس الزمن بالسنين والأشهر والأيام، انما بما تم انجازه على طريق أهداف الشعب والأمة، وهنا نقف لتدبرالكيان الصهيوني والذي تولد في حصن المشروع الاستعماري الغربي في استهدفه الأمة لاسيما المشرق العربي في بديات القرن العشرين.. نقف متأملين حركة هذا الكيان الصهيوني بعد ما يقارب 66 عاما على انطلاقه رسميا لنسجل أول ملاحظاتنا العلمية عليه تلك التي تشير بوضوح إلى تفككه العنصري وتعبه الروحي واستشراء الفساد والرذيلة والجريمة وانتشار منظمات المافيا في أوساطه العديدة لاسيما مؤسسة الأمن والعسكر.. والملاحظة الثانية انتفاء الصفة العقائدية مقابل تقدم البراغماتية السياسية التي تضطر الكيان الصهيوني للتنازل عن عناصر مهمة من النظرية الصهيوينة والمشروع الصهيوني، بل والأرض التي يدعيها الكيان الصهيوني.
كما يقولون فإن القلاع تنهار من داخلها.. ورغم ان المشروع الصهيوني أخذ العبر من فشل دولة بيت المقدس التي أقامها الفرنجة اثر حروبهم على فلسطين والتي تدور حول أهمية الأرض وقيمتها في إنجاز المشروع، وكذلك أخذ العبرة من انتهاء الحالة الكولونيالية الاستعمارية في الجزائر، الا ان المسألة لم تبدد الهاجس الأمني ولم تنف القلق الوجودي، واصبح ملايين اليهود الذين تم جلبهم بأساليب خسيسة إلى فلسطين تحت طائلة الخوف والاختباء كلما هز غلام في المنطقة بندقيته، وكلما فكر أحد في المنطقة بالخروج من مأزقه او إثبات حضوره او البحث عن جدوى لمشروعه الوطني او القومي او الاسلامي او الثوري.. وهكذا يكتشف اليهود ان سهوب فلسطين وتلالها وجنانها لم تكن أرض عسل ولبن للمستوطنين الصهاينة، بل أرض حرب ومعارك دامية لا تتوقف.. وهكذا اصبح المشروع الصهيوني، كما انه عدوان على الشعب الفلسطيني، فهو في أحد أوجهه مؤامرة على اليهود ومحاولة للتخلص منهم بعد ان فعل فيهم الغربيون ما فعلوا من محاكم تفتيش وإجرام منظم في كل الدول الأوروبية، بل وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية..
لقد ألقى المشروع الغربي بهم في قلب الأمة وهو يعرف مكانة فلسطين في العرب والاسلام، وهو يدرك ان ذلك سيجلب حربا لن تتوقف ضد هذا الجسم الغريب حتى يطرد نهائيا من المنطقة.. جاء الغربيون باليهود وانشأوا لهم أخطر غيتو في العالم محاصر بأمة عريقة نسيبة شامخة وحضارة نقيضة متجذرة في نفوس الناس.. فكان الكيان الصهيوني أخطر غيتو لليهود في العالم.. وعندما وجد هذا الكيان نفسه قد أحكم عليه الحصار في المنطقة، ذهب لتفتيتها على أسس عرقية ومذهبية كي تنشأ الفرصة لاستمرار حياته.. ان عوامل الانهيار تستفحل في اعصابه ومفاصله والأرض تميد تحت قوائمه.. ولم يتبق له من عمره الا النزق الأخير.. فيما تظل فلسطين هي فلسطين بكل جلالها وجمالها.. يتولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2176497

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2176497 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40