الاخوان والفرصة الضائعة

فرصة تاريخية سنحت للحركة الاسلامية بقيادة حركة الاخوان المسلمين من خلال ما جرى في الوطن العربي السليب من تونس , الى ليبيا , وصولآ الى مصرالعروبة , فالشعوب العربية والاسلامية التي كانت متعطشة للتغيير من خلال حكم القوى الاسلامية وتحديدآ حركة الاخوان المسلمين قامت بما هو مطلوب منها عندما تم اختيار هذه الحركة للحكم في الكثير من الدول التي شهدت ذلك الطوفان , ( تونس , ليبيا , مصر ) هذه الفرصة التاريخية للحكم كما قلنا كانت سانحة بكل قوة وكان يمكن ان يكون هذا هو التغيير التاريخي المنشود من قبل معظم الشعوب الاسلامية والعربية , ولكن !!!!!
المشكلة بل المصيبة تمثلت بالاخطاء بالتعاطي من قبل حركة الاخوان المسلمين وتحديدآ في القضايا الداخلية للدول واخص بالذكر ( مصر ) كشاهد على ما جرى ويجري اضا فة الى التخريب من قبل الغرب ان صح التعبير والسبب الرئيسي المعلن والغير معلن ( ضرب الحركة الاسلامية عبر العالم ) او بالاحرى ضرب الاسلام من خلال المسلمين والفرصة التاريخية لذلك المشروع سانحة بكل ما تعنيه الكلمة ,حركة الاخوان المسلمين وقعت في المغطس او الفخ الذي نصب لها من خلال التعاطي الخاطئ مع الآخر والذي كان يعتمد على ثوابت اساسية على الصعيد الفكري وهو .
( من كان له علاقة بفكر الاخوان المسلمين فهو مني , ومن كان عكس ذلك فهو خارج عن الملة , بل الادهى والاخطر هو اخراجه من الدين الاسلامي ) , وهذا هو احد الاسباب الرئيسيةالتي ساعدت بشكل كبير على الثورة الثانية والتي كان عنوانها اقصاء حركة الاخوان المسلمين عن السلطة , بل اكثر من ذلك شطب حركة الاخوان بكل مكوناتها وهذا ما جرى حتى اليوم باستثناء المؤيدين والمتواجدين بالشارع وهنا يمكن القول ان مشروع الاقصاء مستمر اذا لم يكن هناك تدارك من قبل المسؤلين عن الحركة الاسلامية بكل مكوناتها , بالعودة الى اخطاء الحكم الاسلامي في مصر فكان لزامآ عليهم ان يعرفوا وهم يعرفون ان القوى الناصرية هي قوى مصرية يتبع معظمهم الدين الاسلامي ويمارسون كل الطقوس الدينية بشكل كامل رغم انهم ليسوا منظمين تحت لواء أي فصيل اسلامي او تيار , وهنا يمكن القول ان المقتل الرئيسي لحركة الاخوان المسلمين كان هذا السبب , والكارثة على المستوى الاسلامي ان ردة الفعل لم تقتصر على الشارع بمعنى اقصاء الاخوان المسلمين بل الكارثة هي خروج الكثير من الملتزمين الديني عن الالتزام بهذا الدين الحنيف ان كان بالنسبة للمحجبات مثلآ او بالنسبة للرجال الملتزمين , يجب العودة الى احصائيات خطيرة بهذا الخصوص وتحديدآ في مصر العروبة نشرت عبر الاعلام وفيها اعداد غير قليلة من الذين ارتدوا عن الالتزام ان صح التعبير , وهنا دعوة للتركيز من قبل المؤسسات الدينية على هذا الموضوع الخطير على الاسلام والمسلمين , وبالتالي يجب التوضيح ان الاسلام لا يرتبط بحزب او دولة او شخص بحد ذاته , فالاسلام اكبر من الجميع وهو ايضآ جامع وموحد في بوتقة الايمان والمحبة والسلام والشراكة , وليس عكس ذلك ,
من هنا يجب ان لا نكون ظالمين على حركة الاخوان المسلمين بهذا الشكل الذي يمارس بشكل فظيع , ويجب النظر الى الامور بشكل اوضح من قبل الجميع وبالتالي فعلى حركة الاخوان المسلمين مراجعة كل حساباتها من خلال التجربة التي خاضوها بايجابياتها وسلبياتها والعمل على تصحيح الاخطاء من خلال الممارسة التي يعملون منها .
اما القضية الاخرى فهي الخيار الثاني الذي اخذته نسبة كبيرة من الشعب المصري باختيار ( حكم العسكر ) هذا الخيار الذي عمل عليه الغرب بشكل كبير وتحديدآ الولايات المتحدة الامريكية , اضافة الى المال الخليجي ممثلآ بالسعودية والامارات العربية المتحدة هذا المال الذي استعمل بشكل كبير في معركة اقصاء حكم الاخوان المسلمين وهذا ما نجح حتى الآن , بالعودة الى حكم العسكر فالخطورة لا تتمثل بما يجري في مصر فقط , بل المصيبة الاكبر هي محاولة شطب القضية الفلسطينية من منظور قطاع غزة مع العلم ان مصر تاريخيآ تتحمل مسؤلية ضياع هذا القطاع عام 1967 لانه كان تحت الوصاية والحكم المصري بشكل مباشر , اما الحجج التي تمارس فهي واهية بالنسبة للكثير من الشعوب العربية والاسلامية وهو موضوع مشاركة حركة حماس بالمشاكل الداخلية المصرية وهي مشاركة لا تتعدى الجزء البسيط جدآ بالنسبة للاحداث الجارية في مصر العروبة , اضافة الى انه ليس مبررآ ان يتم خنق قطاع غزة بهذا الشكل الغير انساني تحت هذه الحجج , ويمكن ان يكون هناك علاج لهذه القضية ولو من الناحية الانسانيةعلى الاقل والذي يمكن ان يتمثل باتفاق يمكن اهل القطاع من الدخول والخروج من القطاع اضافة للسماح بدخول المواد الغذائية والطبية , اما اذا استمر هذا الخنق فيجب ان تطرح اسئلة عديدة بحاجة للتوضيح .
1 : هل المطلوب الضغط على الفلسطيني من اجل غايات لها علاقة بالمفاوضات الجارية ؟
2 : وهل الموضوع له علاقة بالضغط على حركة حماس للخضوع لشيئ ما ؟
3 : ام ان هناك اتفاقات قد تمت فعلآ وهي في طور التنفيذ ؟
كيفما كان يجب ان يعرف حكام مصر الجدد ان الامن القومي المصري مرتبط بشكل وثيق بالامن القومي الفلسطين الغزاوي , والعكس صحيح , واي ضرر يصيب قطاع غزة تحديدآ سيصيب حكمآ مصر العروبة بكل مكوناته والتاريخ يشهد , اما الاتهامات بالارهاب فاني اعتقد ان ايمن الظواهري هو مصري الجنسية , وان معظم الذين يمارسون الارهاب الديني او التكفيري هم من الجنسية المصرية , ولكن هناك مشكلة اخطر من خلال الممارسة وهي تتمثل ايضآ بالاعلام المبرمج بخصوص هذا الموضوع والسؤال من يمول هذه الجهات الاعلامية لتمارس هذا الشحن على الفلسطيني رغم انهم يمارسونه بشكل غير منطقي ويعتمد على الكذب في الكثير منه , على سبيل المثال صحيفة الاخبار المصرية نشرت خبر بتاريخ 28 -1 2014
( يوم الثلاثاء ) مفاده ( ان أحمد الجعبري، يقود عمليات أرهابية ضد النظام المصري،) من المعيب أن تنفرد صحيفة من المفترض أنها محترمة بنشر وثيقة تزعم أنها حصلت عليها، وتكيل اﻻتهامات للشهيد “الجعبري”، الذي استشهد في العام 2012، وتزعم أنه منتظر اﻷوامر لتنفيذ عمليات ارهابية في العام 2014، الغباء ﻻ دين له
مع العلم ان الشهيد الجعبري استشهد من قبل طيران العدو الصهيوني منذ اكثر من 11 شهرآ اضافة الى نشر الصحافة ذاتها لاسماء قالت انهم متورطين بالاحداث الداخلية وفي الحقيقة ان منهم شخص معتقل في سجون الاحتلال منذ سنوات وشخص آخر متوفي ,
هذه الكارثة يجب الانتباه لها حتى يعلم الجميع ان هناك مؤامرة مبرمجة بشكل متكامل تستهدف مصر وفلسطين معآ , وهنا يجب التحذير بعدم الذهاب زحفآ من قبل القوى والاحزاب الوطنية باتجاه التأييد الاعمى لحكم العسكر الذي سيكون برأي احد اهم الكوارث على صعيد الامة العربية جمعاء والايام ستثبت ذلك , اعود واكرر التبنيه والتحذير الى القوى الوطنية والناصرية تحديدآ بعدم الذهاب والتهليل لهذا الحكم العسكري لانهم يجب ان يضعوا ميزان بسيط ومن خلاله يستطيعون الحكم ,
( من كان مع فلسطين فهو في الاتجاه الصحيح , ومن كان ضد فلسطين ارضآ وشعبآ فهو حكمآ في الاتجاه الخاطئ )

* كاتب فلسطيني