مظاهرات في عمان ضد « كيري» والعدو يواصل قمع الضفة المحتلة وسرقة مواردها

 الشتات يهب ضد كيري في عمان

دعت تظاهرات أردنية حاشدة، أمس الجمعة، للغضب على تصفية القضية الفلسطينية تزامناً مع لقاء ملك البلاد عبد الله الثاني الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن جهة بحث المفاوضات و“التسوية” وهتف محتجون بأسقف عالية انتقدت جوانب رسمية وطالبت برحيل الحكومة والبرلمان وردم منابع الفساد .

وقادت قوى سياسية حزبية ونقابية وحركات شعبية مسيرة وسط العاصمة عمّان حملت شعار “اغضب في وجه المؤامرة” رداً على خطط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة وأكدت وحدة الشعبين الأردني والفلسطيني ورفض جميع محاولات زرع الفتنة .

وشدد متظاهرون على عدم قبول جميع حلول الوطن البديل والتنازل عن حقوق اللاجئين في مقدمتها العودة والتراجع عن كامل السيادة الفلسطينية على الأراضي المحتلة ومزاعم “الدولة اليهودية” واختيار قوات مشتركة على الحدود هاتفين ضد المساومة على الوطن ومع انهيار الكيان الصهيوني .
وتلا ناشطون في المسيرة بياناً أكد وقوف الشعب في مواجهة كافة محاولات تمرير مشروعات خطرة، وأعلن مشاركون رفضهم هتافات أقحمها بعض إسلاميين انضموا للتظاهرة تناولت الأوضاع في مصر وأحرق آخرون الأعلام “الإسرائيلية”، بينما ترددت معلومات حول اعتقال الأجهزة الأمنية الناشط علاء ملكاوي قبيل وصوله المكان .

وهاجمت وقفات احتجاجية في محافظات الكرك والطفيلة ومعان الجنوبية بضراوة إعلان رئيس الحكومة عبد الله النسور تأييد البلاد جولات كيري في المنطقة واعتبرت ترويج أفكار “التجنيس” مصدرا رئيسا للفساد على حساب الهوية الوطنية وحقوق اللاجئين الفلسطينيين .

وانتقدت شعارات رفعها مشاركون في التظاهرات انتهاج حكومة النسور رفع الأسعار وتراجعها عن طرح قانون انتخاب جديد وتوافقها مع نوّاب على “مصالح تمديد مشتركة” وعدم إعلانها نتائج محاكمة بيع أسهم للأردنيين في صندوق الضمان الاجتماعي وتحريك قوى “متنفذة” لأعمال العنف والشغب ميدانياً “جهة صرف الأنظار عن قضايا مؤرقة”، وعدم ملاحقة أسماء معروفة طالتها شبهات مالية واستيلاء على أراض من دون حق .

واستنكر المتظاهرون التعتيم الحكومي لمباحثات كيري وما نتج عن المفاوضات الثلاثية بين جانب السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية وطالبوها بالنزول عند رغبة الشارع الأردني ورفض أي مشروع تسوية سيؤدي في نهاية المطاف إلى شطب الهوية الأردنية وشطب نضالات الشعب الفلسطيني على مدار أربعة وستين عام.

وأكدوا أن الدفاع عن القدس والأقصى هو واجب شرعي وإنساني على كل عربي وخاصة الشعب الأردني والفلسطيني ولن نتخلى عنه مهما كانت الإغراءات التي يقدمها أصحاب المشروع الاستعماري في المنطقة، وشدد بعض المتظاهرين على وقوفهم في وجه مشروع كيري حتى إسقاطه كما تم إسقاط مشروع برافر الصهيوني حتى لو تطلب الأمر منا تقديم أرواحنا على مذبح الخلاص من كيري ومن أسياده.

وأكدت جموع المتظاهرين على أن مشروع كيري ما هو إلا امتداد للحلم الصهيوني بدولة تمتد من النيل للفرات، وسيكون أول الدافعين للثمن هو الأردن من خلال تحويله إلى وطن بديل للاجئين الفلسطينيين في الشتات وطرد الفلسطينيين من دولتهم وأرضهم في سبيل تأمين حياة آمنة للإسرائيليين الحليف الأول لأمريكا في المنطقة في دولة فلسطين العربية المحتلة.

وطالبوا بوقف المفاوضات مع الجانب الصهيوني لما اعتبروها مضيعة للوقت في ظل تمادي الاحتلال في غيٌه وجبروته على المدنيين الفلسطينيين والاقتحامات اليومية للمدن الفلسطينية واستمرار مسلسل تهويد الأرض العربية وبناء المستوطنات وزج الشباب والأطفال الفلسطينيين في السجون.

ولم يغب عن فعالية اليوم موضوع الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية وطالب المتظاهرون الحكومة الأردنية بتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين الأردنيين المعتقلين في سجون الإرهاب الصهيوني، والتدخل مع الصهيانة لضمان إطلاق سراحهم وعودتهم إلى ربوع وطنهم وبين أبنائهم وعائلاتهم .

وطالبوا أيضا بإطلاق سراح الجندي احمد الدقامسة من السجون الأردنية وتعويضه عن سنوات سجنه الظالمة، واعتبروا أن ما قام به الدقامسة هو شرف وعز لكل الأردنيين وتاج وقار على رؤوس أبناء الأردن بمختلف أطيافه ومكوناته.

وفي نهاية المسيرة أكد منظمو الفعالية أن مسيرة اليوم هي باكورة فعاليات سيقوم الملتقى بتنظيمها حتى يتم إسقاط مشروع كيري الذي وصفوه بالأسود.

وهتف المتظاهرون بهتافات تجاوز مداها عرين السماء تطالب بإجهاض مشروع كيري والوقوف بوجه الوطن البديل والتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين في الشتات إلى أراضيهم التي هجروا منها عام ١٩٤٨ والتعويض المالي عن سنوات الشتات والهجرة ومنها:

هذا الأردن أردنا.. مشروعك كيري ما يلزمنا

يا الله ويا الله.. احمي الأردن يا الله.. احمي الأقصى يالله

حنا للأردن فداء.. حنا لفلسطين فداء.. حنا للأقصى فداء

لا ولاء ولا انتماء.. إلا لرب السماء

دين علينا دين علينا.. دم الشهيد دين علينا

بدنا نقاوم وبدنا سلاح..وما بنكل ولا بنلين.. وبدنا نحرر فلسطين

مش للبيع مش للبيع.. أراض الأردن مش للبيع.. حق العودة مش للبيع

يا كيري اسمعني زين.. عن العودة ما بنلين

هذا فيما أصدرت المخيمات الفلسطينية بيانات شديدة اللهجة تدين التفريط والتصفية والمفرطين وتدعو إلى كنسهم مع العدو الصهيوني وتطالب بانتفاضة شعبية عارمة ضد مخططات التصفية ومشاريعها المشبوهة التي يسوق لها جون كيري.

 العدو يقمع في الضفة

أصيب 13 فلسطينياً بجروح، أمس الجمعة، برصاص جيش الحرب “الإسرائيلي”، شرق جباليا بشمال قطاع غزة،وفي الضفة الغربية استخدمت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لقمع المسيرات الأسبوعية المناهضة لجدار الفصل العنصري والاستيطان .

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في القطاع الدكتور أشرف القدرة، إن حصيلة الإصابات من جراء إطلاق النار من جيش الحرب “الإسرائيلي” شرق جباليا، ارتفعت إلى 13 إصابة بأعيرة نارية، فيما أصيب سابع بحالة اختناق من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع . وأشار إلى أن القوات المتمركزة داخل السياج الأمني شرق جباليا، أطلقت النار تجاه مجموعة من المواطنين تواجدوا في الأراضي الزراعية بالمنطقة، ما تسبب بإصابة شاب بعيار ناري في ساقه اليسرى، ووشابين برصاص في البطن .

وفي الضفة الغربية أصيب 6 شبان فلسطينيين بالرصاص الحي أمس الجمعة في مواجهات مع قوات الاحتلال أعلى مدخل مخيم الجلزون شمال شرق مدينة رام الله . وذكرت مصادر محلية وطبية أن قوات الاحتلال المتمركزة على مدخل المخيم أطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط صوب مجموعة من الشبان الفلسطينيين، ما أدى لإصابة 6 منهم بالرصاص .

كما أصيب فلسطينيان بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة كفر قدوم الأسبوعية السلمية بمحافظة قلقيلية، المناوئة للاستيطان والمطالبة بفتح الشارع الرئيسي للقرية المغلق منذ أكثر من 13 عاماً .

واشتبك عشرات المتظاهرين مع جنود الاحتلال بالقرب من حاجز الحمرا في منطقة الأغوار الوسطى . وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال تصدت للمتظاهرين الذين يحتجون ضد سياسة السيطرة على منطقة الأغوار ونية الاحتلال ضمها، ودفع الاحتلال بقوات إضافية إلى الحاجز، ومنع المتظاهرين من التقدم نحو المنطقة، وأطلق نحوهم قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة بعضهم بالاختناق .

وتعرضت حافلة استيطانية قرب قرية مديا في نابلس، لالقاء زجاجة حارقة، من دون أن تسفر عن إصابات مع أضرار طفيفة تعرضت لها الحافلة .

 المستوطنون يواصلون سرقة المياه

رحبت سلطة المياه الفلسطينية بما ورد على لسان رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، في كلمته أمام الكنيست الصهيوني، وقالت: «إن المستوطنات «الإسرائيلية» في الضفة تعمد الى استنزاف الموارد المائية الفلسطينية وعدم عدالة توزيع المصادر بما يتنافى مع القانون الدولي، والذي نجم عنه تقليل فرص التطوير والتنمية في قطاع المياه لدى الجانب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة، وانعكس ذلك على كافة القطاعات لا سيما قطاع الزراعة الفلسطيني الذي يشكل 11 من الدخل القومي الفلسطيني، حيث بلغت كمية المياه المتاحة للمزارعين في الضفة الغربية حوالي 51 مليون متر مكعب، بحسب جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني عام 2011، في حين استخدام المزارع لنفس العام في «إسرائيل» بلغ 1042 مليون متر مكعب بحسب جهاز الإحصاء المركزي «الإسرائيلي».

وأكدت السلطة أنه في ما يتعلق بحصة الفرد من المياه في المناطق الفلسطينية، فقد بلغ ما معدله 73 لترا للفرد يوميا بحسب معطياتها الرسمية، بينما يتجاوز 242 لترا للـ «إسرائيلي» يومياً، في حين يتجاوز استهلاك المستوطنين في الضفة الغربية أكثر من 800 لتر يوميا للمستوطنين في الضفة، وهو ما يشكل 12 ضعفاً مقابل ما هو متاح للفلسطينيين وهذا ما أكده مركز «بيتسيلم» الحقوقي في العام 2011، لغايات الاستخدام المنزلي، وتتفاقم النسبة الى أكثر من ذلك بكثير عند المقارنة في الاستخدامات الزراعية، مع العلم ان المقارنات تعتمد المعدلات الاجمالية من دون التطرق للتجمعات الفلسطينية غير المخدومة بشبكات مياه، حيث لا يتجاوز الاستخدام 10 لترات للفرد يومياً.

وأشارت إلى أن بعض التجمعات الحيوية والواقعة في المناطق المصنفة ج والتي تبلغ 61 من مساحة الضفة الغربية لا يتجاوز الاستخدام الفردي من المياه فيها 17 لترا لليوم.

وأكدت أن سلطات الاحتلال تقف عائقاً أمام تطوير قطاع المياه والصرف الصحي، قائلة: «إن التقارير الدولية، مثل البنك الدولي 2009 وتقرير منظمة العفو الدولية للعام 2009 وتقرير الأمم المتحدة العام 2012 حول غزة إضافة إلى تقريري منظمة بيتسيلم حول المياه العام 2011، لا تدع مجالا للجانب «الإسرائيلي» بإنكار الحقائق وذر الرماد في العيون».