الاثنين 12 تموز (يوليو) 2010

نتنياهو وأوباما : ضوء أخضر للحرب؟

الاثنين 12 تموز (يوليو) 2010 par سعد محيو

هل ثمة مضاعفات ما على لبنان لـ «استسلام» أوباما لنتنياهو؟

أجل، وربما تكون مضاعفات خطيرة أيضاً . . فـ «الأسرلة» المتجددة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ستعيد إلى الأذهان كل الأضواء الخُضْر التي منحتها إدارة بوش لتل أبيب، والتي خاضت هذه الأخيرة على أساسها حربي 2006 في لبنان و2008 في غزة .

هذه نقطة. وثمة أخرى لا تقل أهمية : «إسرائيل» انتهت على ما يبدو من إعداد العدّة والعديد لشن الحرب الثالثة الكبرى على لبنان، والسيناريو، كما أوردته صحيفة «هآرتس» قبل أيام، يسير على النحو الآتي :

في الأيام الثلاثة أو الأربعة الأولى من الحرب «التي باتت مؤكدة» (وفق تعبير الصحيفة)، يُطلق حزب الله ما بين 2000 إلى 3000 صاروخ قصير ومتوسط المدى على شمالي «إسرائيل» ووسطها.

ترد «إسرائيل» بتدمير تام لنحو 160 قرية لبنانية في جنوب الليطاني، جواً ثم في اجتياح بري، ولن تستثني المستشفيات والمدارس، فيما يقوم طيرانها وبحريتها بقصف كل المواقع والبنى التحتية لكل من لبنان وحزب الله .

يُطلق حزب الله عشرات الصواريخ بعيدة المدى على تل أبيب والنقب، لكن قدرته بعد ذلك على شن الهجمات الصاروخية ستتراجع إلى درجة التلاشي .

سيسقط في الحرب الجديدة آلاف اللبنانيين، وستكون «إسرائيل» هذه المرة مستعدة للتضحية بمئات الإصابات في صفوف جنودها ومدنييها .

ويوم الخميس الماضي، أطلّ الكولونيل في الجيش «الإسرائيلي» رونين مارلي برأسه، ليعلن أن حزب الله بات جاهزاً هو الآخر لخوض حرب مدينية في الجنوب، وليعرض صوراً سرّية تُظهر ما وصفه بنشطاء حزب الله في قرية الخيام وهم يقيمون مراكز الاتصالات والبنى التحتية استعداداً للحرب. ومرة أخرى كان الكولونيل يركّز على أن «إسرائيل» ستدمر كل المنشآت المدنية في الـ 160 قرية، «لأن حزب الله» حوّلها إلى مخابئ للأسلحة .

كل هذه المعطيات تشي، كما أشرنا، بأن آلة الحرب «الإسرائيلية» باتت جاهزة للدوران، وبأنه لم يعد ينقصها سوى الضوء الأخضر من واشنطن .

فهل حصل نتنياهو من أوباما على مثل هذا الضوء خلال قمة واشنطن؟

لا أحد في وسعه الجزم حول ما جرى في الاجتماع المُغلق، لكن الحبور الذي بدا على وجه نتنياهو وهو يُغادر البيت الأبيض، يجب أن يُحرّك مشاعر الحيطة والحذر لدى اللبنانيين، خاصة أن الحرب في لبنان قد تسمح لواشنطن بإصابة العديد من العصافير بحجر واحد : إضعاف قاعدة حزب الله الشعبية، وبالتالي ضعضعة نفوذ إيران في المشرق العربي، وفي الوقت نفسه (وبسبب التكاليف الباهظة للحرب بشرياً ومادياً على «إسرائيل»)، تليين مواقف تل أبيب من مسألة التسويات العامة في المنطقة.

ثم، ثمة دافع آخر للحذر: الممارسات السياسية الأمريكية بعد قمة واشنطن لن تبقى كما كانت قبلها، إذ يُرجح أن تطغى عليها السرّية والغموض الذي قد يكون «غير بنّاء». ومرة أخرى، هذه الممارسات ستكون شديدة الشبه بتلك التي استخدمتها إدارة بوش، لكن مع كل العدّة الدبلوماسية «الناعمة» التي برعت فيها إدارة أوباما .

باختصار : قمة واشنطن وما أسفرت عنه من رضوخ أوبامي شبه كامل لكل الشروط «الإسرائيلية»، يجب أن تقرع أجراس إنذار قوية في بيروت وضاحيتها، فالضوء الأخضر الأمريكي للحرب، قد لا يتأخر كثيراً في الوصول إلى تل أبيب، هذا إن لم يكن قد وصل بالفعل .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165945

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165945 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010