الجمعة 14 شباط (فبراير) 2014

لا تضيعوا عمر الأمة

الجمعة 14 شباط (فبراير) 2014 par صالح عوض

كم ضيعنا من عمر الأمة في مسلسل التجارب والأخطاء، وكم أهدرنا من طاقات ونحن نعلن اهداف امتنا بوضوح تحرير فلسطين، وتحقيق الوحدة وانجاز النهضة.. وضاع منا الدليل وتفرقت بنا السبل، وخسرنا اموالا طائلة، وفرصا ثمينة، وأهم من ذلك كله ابناء نجباء، وتجذر فينا الاحساس بأننا لسنا اهلا لانتصار او وحدة او نهضة.

وكما اكتشفنا بعد زمن طويل ان ثورتنا العربية الكبرى لم تكن ثورة، ولم تكن عربية، انما هي حراك وتحريض، وحرب بالوكالة، القصد منها اسقاط الحكم العثماني موحد الأمة ووالمدافع عنها.. اكتشفنا ان الدولة العربية الكبرى التي وعدنا بها الانجليز، كانت مجرد لعبة سمجة، وضحك على ذقوننا فما، افقنا من كابوسها حتى راينا اتفاقية سايكس-بيكو وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا ،على تقسيم المشرق العربي، واقتطاع فلسطين من خريطة بلاد الشام.

فهل يكون الربيع العربي وما نتج عنه من سفك الدماء في كل بلدانه وسقوط هيبة الدولة، وتدخلات القوى الخارجية، كما حصل بشكل سافر في العراق وسوريا وليبيا واليمن وسواها، هل يكون هذا الحراك الدامي مقدمة لإنفاذ مخطط امريكي جديد في بلداننا العربية والاسلامية.

فمن الثورة العربية الكبرى الى الربيع العربي، مررنا بمحاولات استرجاع هيبة امتنا، الا ان مشاريعنا كلها كانت تؤدي الى الفشل، فأجهزنا على بقية فلسطين وسلمنا بالدم الذي سكب في ميادين المعركة، وعقدنا سلما مع العدو، ولم تنته بعد الحرب بيننا والصهاينة والاستعماريين.

ومما ابتليت به الأمة في هذه المرحلة الممتدة من “الثورة” الى “الربيع”، توالد الاحزاب كما يفقس النمل، وكل حزب بما لديهم فرحون.. واصبحت العناوين الكبيرة الجامعة للامة كالاسلام والقومية والاستقلال والحرية امرا يدعو الى الفرقة والتنابز والتنافر، كتشكيل العصبيات التي تكون لمصالح كثيرة ليس منها مصلحة الوطن والشعب..

الآن بعد ان هدات عواصف تسونامي الربيع العربي، من الضروري الالتفات الى ما ينفع الناس والسير نحوه مباشرة دون التواء، فإن المتربصين بنا يلفون حبالهم برقابنا وهنا يصبح التوجه الثوري الضروري بعدم التعامل مع الفرنجة على اعتبار انهم بديل عن بعضنا لبعضنا، ولكن هذا لا يعني الزهد في التكنولوجيا والعلوم التي بسطها الله للمجدين في الغرب وهي حق للجميع.

لعل الاحزاب والسياسيين والمثقفين والاعلاميين يدركون خطورة المرحلة التي تمر بها الأمة، ومن هنا يصبح للكلام اهمية، ولكن في اطار المسئولية في اطار البحث عما ينفع الناس في حياتهم ومعاشهم، فنحن محتاجون للمستشفيات اكثر بكثير من تشكيل حزب سياسي، ونحن محتاجون لمراكز البحث العلمي والدراسات الاستراتيجية، اكثر بكثير من السطو على اوقات الناس واشغالهم بالقيل والقال.. نحن محتاجون لنشر القيم والفضيلة، بدل ارباك المجتمعات في قصص وروايات لا هدف منها الا زرع بذور الفتنة في المجتمعات.. وصدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما قال “من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او فليصمت”.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2165235

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165235 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010