أمريكا: حرب سوريا شر مستطير

أقل ما يمكن وصف الحالة المعنوية والأمنية الغربية في ظل تنامي المجموعات المسلحة في سوريا لاسيما الأجانب القادمين من دول غربية به هو: انقلب السحر على الساحر.. فبعد أن جيش الغربيون كل ما بوسعهم لصناعة قوى مسلحة لتكسير الدولة السورية وتفتيها تحت غطاء مواجهة الديكتاتور السوري ها هم يتصايحون خشية عودة المقاتلين الأوربيين من ساحات المعارك إلى عواصم بريطانيا وفرنسا وسواهما من الدول الغربية.. ويبدو أن الذعر يستشري في الأوساط الأمنية الأوروبية إلى الدرجة التي أخرجتهم عن صمتهم يتهمون المستوى السياسي بتوريط البلدان في معركة الإرهاب.

قال “جيمس كلابر” مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية يوم الثلاثاء إن الحرب في سوريا خلقت “كارثة تنذر بشر مستطير”، وأضاف: “إنها رهيبة. وإذا نظرت إلى الكارثة الإنسانية ووجود 2.5 مليون لاجيء و6.5 مليون أو 7 ملايين من المهجرين في الداخل ومقتل ما يربو على 134 ألف شخص ترى أنها كارثة تنذر بشر مستطير”.

وقال كلابر إن توقعاته لمفاوضات السلام السورية في جنيف “ضعيفة”، ووصف احتمالات التوصل إلى حل سياسي دائم للحرب الأهلية الدائرة رحاها منذ ثلاثة أعوام بأنها “مشحونة بالمشكلات”

ويشير كلابر ومسئولون آخرون إلى سوريا بوصفها مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة وأيضا خطرا على البلدان الأوروبية والولايات المتحدة.

وقال كلابر إن تقديرات عدد قوات المعارضة السورية الآن تتراوح من 75 ألف مقاتل إلى 115 ألف مقاتل، وأنهم ينتظمون في أكثر من 150 جماعة “تتباين تباينا واسعا في اتجاهاتها السياسية”.

وأضاف قوله “إننا نعتبر ما يتراوح بين 20 ألفا منهم وربما ما يصل إلى 26 ألفا متطرفين. وهم مؤثرون تأثيرا لا يتناسب مع أعدادهم، لأنهم من بين أكثر المقاتلين فعالية في ميدان المعارك”.

وقال كلابر إنه بين مقاتلين ينحدرون من 50 بلدا يوجد بعض مقاتلي تنظيم القاعدة الذين شاركوا في الحرب في أفغانستان وباكستان ويتطلعون إلى الهجوم على أوروبا وكذلك الولايات المتحدة.

والسيناريو الأفغاني واضح تماما، كيف أنهم بعد أن جندوا الشباب المسلم من كل مكان للقتال ضد الشيوعيين الملاحدة استفردوا بهم ونقلوهم إلى “غوانتينامو” أو قتلوهم او سلموهم الى أنظمة الحكم في بلدانهم وتعاملوا معهم على طريقة بنادق للإيجار.

الآن بدأ صوت الغربيين يعلو عندما شعروا بالخطر والآن سيتحركوا في سيناريوهات قد يصل بعضها إلى حد التعاون مع النظام السوري في إبادة جماعية لأفراد الجماعات المسلحة.. ذلك لأن الموضوع الآن يمس أمنهم القومي وهذا ليس مجالا للمناورة واللعب. وهذا ما اشرنا إليه منذ أكثر من ستة اشهر وحذرنا حينها من ان المذبحة التي يشرف عليها الغربيون في سوريا إنما يراد منها قتل أبناء الأمة في معركة عمياء غبية وعندما تقترب من نهايتها سيتولى الغربيون ذبح من كانوا بالأمس يظنون الخير فيهم.. فالشر المستطير هو ذلك الذي يهدد مصالحهم المباشرة.. وهكذا تتكشف المؤامرة على بلداننا وشعوبنا.. تولانا الله برحمته.