أسرى يجرون أول عملية جراحية لرفيقهم في أقبية سجن العدو

أكد مدير نادي الأسير الفلسطيني، في محافظة الخليل، أمجد النجار، أمس، أن الأسرى في سجن «ريمون» قاموا بإجراء عملية جراحية داخل غرفتهم للأسير رامي سمير حسان، 30 عاماً، والمعتقل منذ عشر سنوات.
وأوضح النجار في بيان، أن الأسير حسان يعاني من شظايا في كف يده ولم يتم إخراجها، رغم تقدمه بعشرات الطلبات لعيادة السجن إلا أنها وعلى مدار سنوات عدة ماطلت في تقديم العلاج المناسب له، وأصبح يعاني بشكل كبير ولا يستطيع النوم لشده الألم، ما اضطر رفقا ءه للقيام بذلك واستخراج الشظايا.
وقال: «إن هذه ليست المرة الأولى التي يجبر الأسرى على إجراء عمليات جراحية لرفقائهم، بسبب الإهمال الطبي المتواصل بحق الأسرى المرضى، والمماطلة بنقلهم للعلاج في المستشفيات».
ولفت أمجد إلى أن إدارة سجن «ريمون» عاقبت الأسير رامي ووضعته بالعزل الانفرادي، إضافة إلى حرمانه من زيارات الأهل لمدة شهر ومن الكنتين.

 المضربون الأربعة
وفي سياقٍ منفصل، أفاد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن 4 أسرى فلسطينيين دخلوا شهرهم الثاني في إضرابهم عن الطعام.
الناطق الاعلامي للمركز، الباحث رياض الأشقر، قال: «إن الأسرى المضربين هم: معمر اسحق بنات، 28 عاماً، معتقل منذ 20 08 2013 ، وحيد حمدي أبو ماريا، 47 عاماً، معتقل منذ 30 10 2012، أكرم يوسف الفسيسي، 27 عاماً، معتقل منذ 16 11 2012، وأمير عدلي الشماس، 23 عاماً، معتقل منذ 3 9 2013، وجميعهم من مدينة الخليل، ويخضعون للاعتقال الاداري المتجدد منذ اعتقالهم، من دون تهمة أو محاكمة».
وكان الأسرى الثلاثة قد قرَّروا خوض الإضراب في التاسع من الشهر الماضي، بينما شرع الأسير الشماس في إضرابه منذ الحادي عشر من كانون الثاني، وذلك احتجاجاً على استمرار الاعتقال الاداري بحقه ورفقائه.
وأشار الأشقر إلى أن حالة الأسرى الاربعة الصحية تراجعت إلى حد الخطورة في اليومين الأخيرين حيث يعانون من نقص في الوزن، آلام حادة في المفاصل، ضيق في التنفس، صداع مزمن، آلام في الصدر، دوخة، اضطرابات أثناء النوم، موضحاً أنهم يتعرضون لحالات إغماء للحظات، ويستخدمون الكراسي المدولب بسبب الهزال العام الذي يعانون منه، ما يخفف من قدرتهم على المشي أو الوقوف.
وأكد أن الأسرى ما زالوا يرفضون القيام بفحوصات طبية وذلك في إطار تصعيدهم، ما ينذر بخطورة حقيقة على حياتهم، وأنهم مصممون على الاستمرار في الإضراب حتى وقف سياسة تمديد الإعتقال الاداري.
وحمَّل الأشقر سلطات الاحتلال وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين، نتيجة استهتارها بمطالبهم الإنسانية العادلة، وعدم توفيرها للظروف الصحية المناسبة لهم، بعد تراجع أوضاعهم الصحية، والضغوطات التي تمارسها عليهم لوقف إضرابهم وعزلهم في غرف مستقلة للاستفراد بهم.
وبيَّن أن الأسرى لا يمثلون العدد الكلي للأسرى المضربين حيث يخوض عدد آخر من الأسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام ومنهم الأسير عبد المجيد خضيرات، احتجاجاً على إعادة اعتقاله بعد الافراج عنه في صفقة وفاء الأحرار، وكذلك الأسيران حسام عمر وموسى صوفان، احتجاجاً على عزلهما منذ أكثر من خمسة شهور، إضافةً إلى الاسير إياد استيتي، الذي شرع بالإضراب احتجاجاً على استمرار عزله، فيما انضم الى قافلة المضربين الاسيرين عزام الشويكي ومحمد البطران، احتجاجاً على نقلهما إلى زنازين سجن «مجدو».
وطالب الأشقر الشعب الفلسطيني بضرورة الاستمرار في فعاليات التضامن والإسناد للأسرى المضربين حتى لا يستفرد الاحتلال بهم.

 اقتحام سجن «عسقلان»
من ناحية اخرى، أكد المركز أن الوحدات الخاصة التابعة إلى إدارة مصلحة السجون التي تعرف باسم «كيتر» اقتحمت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، قسم رقم 3 في سجن «عسقلان» بشكل قمعي، وأجرت حملة تفتيش في إحدى الغرف.
وأوضح الأشقر أن الوحدات الخاصة استهدفت غرفة رقم 11 في القسم رقم 3 بسجن «عسقلان» بشكل مفاجئ، وقامت بإخراج الأسرى من الغرفة بعد تقيدهم وتفتيشهم بشكل عاري، واستفزازي، وإجراء حملة تفتيش للغرفة استمرت لأكثر من 7 ساعات متواصلة، قامت خلالها بتخريب محتويات الغرفة، وتحطيم أغراض الأسرى، بحجة البحث عن أجهزة اتصال ادعت بأن الأسرى هربوها إلى السجن.
وأشار إلى أن قسم 3رقم في «عسقلان» يتعرض بين الفينة والأخرى إلى حملات من التفتيش والقمع حيث انه القسم الوحيد للأسرى الآمنين في السجن وعددهم 60 أسيراً، حيث كانت قد اقتحمته الوحدات الخاصة قبل أسبوع وأخرجت الأسرى إلى ساحة الفورة في البرد الشديد، وعاثت فساداً بمقتنياتهم، لمدة 5 ساعات متتالية، وكانت إدارة السجون قد أجرت حملة تنقلات طالت 13 أسيراً في السجن قبل حوالي شهر ونصف الشهر، موضحاً أن الأسرى في «عسقلان» يشتكون من حالة الاكتظاظ داخل غرف السجن، لأنه يحتوى على قسم واحد للأمنيين فقط، وكذلك يشتكون ومن وانتشار «الصراصير والفئران» داخل غرفهم، ونقص الأغطية والملابس.
ونقل الأشقر عن الأسرى تهديدهم بالدخول فى برنامج تصعيدي ضد ممارسات الإدارة بحقهم، في حال لم تتوقف إدارة السجون عن إجراءاتها التعسفية بحقهم، كما طالب المؤسسات الدولية التدخل لحمياتهم من جرائم الاحتلال المتواصلة بحقهم.

 محمد بدر
وعلى صعيدٍ مختلف، أفادت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان، أن إدارة مصلحة السجون «الإسرائيلية» تماطل بعلاج النائب في المجلس التشريعي محمد ماهر بدر.
وأوضح الباحث في المؤسسة، أحمد البيتاوي، أن إدارة سجن «عوفر» تماطل في تقديم العلاج للنائب الأسير محمد بدر الذي يعاني من البروستات وتورمات في القدمين.
وأشار إلى أن إدارة السجن نقلت بدر مرة واحدة إلى المستشفى، وقالت الإدارة: «إنها ستجري له صور أشعة، وهو الأمر الذي لم ينفذ بعد».
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت بدر بتاريخ 28 10 2013 بعد اقتحام منزله في محافظة الخليل وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري التعسفي.
ولفت البيتاوي إلى أن إدارة سجن «عوفر» نقلت أول أمس الأسير المريض نبيل النتشه إلى المستشفى بغرض إجراء فحوصات طبية له بعد تأخر ومماطلة طويلة.
وذكر أن النتشه يعاني من آلام الغضروف في العمود الفقري ومشاكل في الأعصاب تسبب له صعوبة في المشي وآلام في الأرجل.
وقوات الاحتلال اعتقلت النتشه، 57 عاماً، بتاريخ 27 3 2013 وحوّلته مباشرة إلى الاعتقال الإداري، علماً بأنه معتقل سابق وأمضى أشهر طويلة في الاعتقال الإداري، وهو أحد مبعدي مرج الزهور.

 محمود غلمة
إلى ذلك، علم نادي الأسير الفلسطيني أن إدارة سجن «ريمون» قامت بنقل الأسير محمود غلمة إلى مستشفى «سوروكا».
وكانت الدائرة القانونية في النادي قد قدمت أمس، التماساً لما يسمى بالمحكمة المركزية في بئر السبع تطالب فيه بنقل الأسير غلمة إلى المستشفى بشكل عاجل.
ومن جهة أخرى، أكدت مصادر فلسطينية أن قوات القمع اقتحمت أمس قسم رقم 1 في سجن «ريمون»، ونقلت الأسرى إلى مكان مجهول.
فيما حذر أسرى حركة فتح في سجون «شطة»، «نفحة»، و»عسقلان»، إدارة السجون من المساس بقيادة حركة فتح في سجن «ريمون».