كان الله في عون الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي الى سورية لان بدء المفاوضات بين طرفي الازمة والهوة الواسعة بين مطالبهما يعني صادعا مزمنا حيث يتمسك كل وفد بشروطه ومطالبه علاوة على حقيقة ثابته مفادها انهما غير مؤهلين لاتخاذ قرارات حاسمة ولا بد من الرجوع الى مرجعيتهما، دمشق في حالة الوفد الرسمي، والرياض في حالة الوفد المعارض.
السيد عمران الزعبي وزير الاعلام السوري اضاف يوم امس مرجعية ثالثة وهي الشعب السوري، عندما قال ان اي اتفاق يتم التوصل اليه لا بد من عرضه على الشعب في استفتاء عام لكي يقول كلمته النهائية سلبا او ايجابا.
***
الوفد الرسمي برئاسة السيد وليد المعلم وزير الخارجية يصر على البدء بمناقشة مسألة الارهاب، ويطالب السيد الابراهيمي بادانة مجزرة راح ضحيتها 40 علويا سقطوا في قصف للمعارضة في مدينة معان، لانه يدرك جيدا ان هناك اهتماما دوليا بهذه القضية، حيث اعلنت مصادر بحثية امريكية امكانية تحول سورية الى قاعدة لهجمات تنظيم القاعدة على اهداف في اوروبا وامريكا.
وفد المعارضة الذي يقوده السيد احمد الجربا، يرى ان قرارات مؤتمر “جنيف 1″ يجب ان تطبق بالمقلوب، وليس حسب التسلسل، والبدء ببند الانتقال الكامل للسلطة الى هيئة حكم انتقالي تكون كاملة الصلاحيات، وهو ما يرفضه وفد النظام كليا ويصر على التسلسل، اي البنود التي تطالب باتفاقات وقف اطلاق النار، وتسهيل مرور المساعدات الانسانية وفك الحصار.
وهذه خطة ذكية تريد ارباك وفد المعارضة لانه لا يسيطر على جميع القوى المقاتلة على الارض، ولذلك قد لا يستطيع ان يلتزم ويلزم بأي اتفاق لوقف اطلاق النار وتسهيل مرور قوافل المساعدات الانسانية.
***
الايام السبعة الاولى من المفاوضات غير المباشرة كادت ان تؤدي بالسيد الابراهيمي الى الانهيار الكامل، فقد جحظت عينيه، واصفر وجهه، وتشعث شعره، وبات يمشي بتثاقل، ترى ماذا ستفعل به الايام السبعة المقبلة، مع مثل هذه البداية الصعبة؟
نتمنى الصحة والعافية للمبعوث الابراهيمي، مثلما نتمنى له الصبر وسعة الصدر والصمود في مفاوضات يعلم الجميع انها لن تتوصل الى اتفاق.
الثلاثاء 11 شباط (فبراير) 2014
بداية اصعب للمفاوضات السورية
الثلاثاء 11 شباط (فبراير) 2014
par
عبدالباري عطوان
مقالات هذا المؤلف
- هل جاءت زيارة الرئيس الأسد للإمارات تتويجًا لانقلابٍ خليجيّ حقيقيّ على الهيمنة الأمريكيّة؟
- مُفاوضات فيينا ،لماذا ترتعد إسرائيل ؟
- إعادة اعتِقال صُقور مُعجزة نفق التّحرير الأكبر ليست مُناسبةً للحُزن وإنّما للفخر.. وإليكُم الأسباب
- قراءة “هادئة” للانتِصار “الطّالباني” والهزيمة الأمريكيّة
- هل هي الخدعة؟
- [...]
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
16 /
2165961
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
21 من الزوار الآن
2165961 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 17