الاثنين 12 تموز (يوليو) 2010

أوقفوا سارقي الشرعية الفلسطينية عند حدّهم

الاثنين 12 تموز (يوليو) 2010 par حسن خليل

العالم كله.. من أقصاه إلى أقصاه بات يعاني من القضية الفلسطينية، وتعقيداتها.. ولكي ينفض يديه منها وصفها سياسيوه ومشرّعوه بأنها بالغة التعقيد، وتحتاج إلى وقت طويل لحل كل طلاسمها، في حين لو نظرنا إليها من زاوية محايدة وعادلة لوجدنا أنها في غاية البساطة والوضوح.. وهل هناك ما هو أبسط من قضية يمكن إيجازها في جملة واحدة؟

«القضية هي أرض كان يقطنها شعب آمِنٌ منذ آلاف السنين، ثم تآمرت عليها عصابة لصوص مارقين بحماية دولة عظمى غازية متسلطة، فسرقوها عنوة، وقتلوا أو شردوا شعبها منذ ستين عاماً، فما هو الحل العادل لهذه المشكلة؟»

وكما هي القضية يكون حلها بسيطا وبلا تعقيد :

«يعود الشعب المشرد إلى أرضه المغتصبة ودياره السليبة، ويعود اللصوص المارقون من حيث أتوا».. لكن المشكلة جاءت كثمرة لمؤامرة غادرة، ولهذا فإن أطراف المؤامرة لا يريدون التخلّي عمّا سرقوه، وحين ابتدعوا حلاً هزيلاً ملتوياً لإنقاذ الكيان الصنيع من مقاومة وطنية شجاعة باتت تهدد الغاصبين وتزلزل كيانهم.. لكن أصحاب الأرض الحقيقيين استطاعوا أن يسيطروا على زمام الأمور في هذا الحل الهزيل، فانتفض السادة والمرتدون العملاء، وراحوا يدافعون عن الخدعة الكبرى، وزجّوا بالمقاومين الشرفاء في غيابات السجون، وجردوهم من السلاح، ونعتوهم بتهمة الإرهاب، وقطعوا عنهم كل وسائل الحياة، وحاصروهم إلى درجة الخنق، وأمام صمودهم البطولي وإصرارهم على الحياة تحرك الضمير الإنساني في عروق بني الإنسان، وطالبوا بكسر الحصار ورفع الظلم عن إخوانهم المقهورين في فلسطين، وإعادة الحق المغتصب إلى أصحابه.

من هنا أصاب المرتدين الذعر، وأحسوا أنهم باتوا منبوذين أمام الضمير الإنساني، وراحوا يتوسلون من خلال كل القوى المؤثرة بأن يكون لهم نصيب من هذا الحل العادل الذي يحاول الضمير الإنساني فرضه على كل قوى الحل والأمر والعقد في هذا العالم، وبات زعيم المرتدين يطالب بأن يكون الحل بكل عناصره من خلال السلطة الشرعية الفلسطينية!!!

ونحن نتساءل بكل بساطة : أين هي الشرعية التي يعترف بها العالم؟ وأين هي السلطة الشرعية في فلسطين والتي على العالم أن يتعامل معها ومن خلالها؟!

الشرعية التي يعترف بها عالم العصر الحديث بقرونه الثلاثة الأخيرة هي التي يأتي فيها الرئيس بالانتخاب المباشر من قبل أبناء شعبه أو ممثلي شعبه المنتخبين، بينما تتكون السلطة التشريعية من ممثلين منتخبين مباشرة من قبل الشعب، في حين يشكل السلطة التنفيذية بقرار من رئيس الدولة، بحيث يرأسها زعيم الكتلة النيابية الأكبر حجماً.. وفي فلسطين كانت حركة حماس هي الكتلة النيابية الأثقل وزناً، ومن ثم فهي التي تشكل السلطة التنفيذية داخل الوطن.

وحين استخدم الرئيس المنتخب حقّه الدستوري، فأقال حكومة «حماس» لغاية في نفسه أخفاها، واختار مَنْ شَكَّلَ حكومة بديلة، إلا أنها لم تنل ثقة نواب الشعب، فاستقالت، وبالتالي لا يجوز لها أن تحمل صفة حكومة تسيير أعمال؛ لأنها لم تحظ بالصفة الرسمية كحكومة للشعب، وكما قال أبو الدستور الفلسطيني الأستاذ الدكتور أحمد الخالدي فإن حكومة إسماعيل هنية تبقى هي حكومة تسيير الأعمال!!

وليست صفة الشرعية لعبة يمكن سرقتها من هواة سرقة إرادة الشعوب الذين تعودوا على سرقة القرار الفلسطيني والتفرد به، وفقهاء القانون الدستوري موجودون في كلّ مكان، ويمكن الاستعانة بهم للتحكيم في هذا الخلاف!!

يجب أن يوضع حدّ حاسم وحازم لأسلوب اللصوص الذين تعودوا على سرقة كل السلطات، وتصرفوا بها كما يشاؤون!! لقد سرقوا السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، والسلطة القضائية، وصدقوا أنفسهم، فادعوا أنهم هم السلطة الشرعية للشعب الفلسطيني!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2179037

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2179037 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40