الخميس 6 شباط (فبراير) 2014

لسان الفتنة ومشروعها

الخميس 6 شباط (فبراير) 2014 par أمجد عرار

ألسنة عجائزنا تجود بجميل الكلام وعمق الدعاء ما يصلح ليكون حِكماً ومأثورات خالدة . ثمّة واحد من هذه الأدعية يقع على النفس وقع البلسم إذ يدعو لنا بحسن الختام . دائماً ما يقال إن “الأمور بخواتيمها”، فكيف بمسيرة الإنسان نفسه؟ من الرائع والمريح للنفس أن يدعو لك الآخرون “الله يحسن ختامك” . لكن يبدو أن رجلاً بلغ من العمر عتياً مثل يوسف القرضاوي لا يبحث عن حسن الختام، بل يصر على شطب عقود من سيرته العلمية والدينية .
وإذا نظرنا إلى ما يجري في بعض الدول العربية من فوضى وفتن وشلالات دماء وطوفان تكفيري مدمّر، وإذا ربطنا كل ذلك بالفتاوى المتتالية للقرضاوي وغيره، فإننا نفهم المشروع على حقيقته بلا جهد . ماذا يعني أن يفتي القرضاوي بقتل كل من لا يرون ما يراه من “عسكريين ومدنيين وعلماء وجاهلين”؟ ماذا يعني أن يفتي بقتل رجال دين لمجرد أنهم ليسوا في جوقته؟ ماذا يعني أن يفتي بحرق مركبات الجيش المصري ورجال الشرطة، لدرجة أن المستمع يظنّه يتحدث عن الجيش “الإسرائيلي”؟ ماذا يعني أن يطالب أمريكا ب“وقفة لله”، بأن تقصف وتدمر وتحتل بلاد العرب والمسلمين؟
لا يخفى على أحد أن الأمة العربية والإسلامية تمر بأسوأ مراحلها عبر التاريخ، وفي مثل ظروف كهذه يعوّل على علماء الأمم ومثقفيها أن يكونوا الرافعة وشعاع الأمل بنهوض أمتهم مجدداً وخروجها من الزوايا المظلمة، والعمل لأجل استعادة وحدتها، أو على الأقل تضامنها في وجه التحديات، وهل هناك تحدّ أخطر من احتلال صهيوني لأولى القبلتين وثالث الحرمين؟ القرضاوي لا يرى هذا التحدي، بل راح يطمئن الغرب بأن إسقاط سوريا بيد التكفيريين لا يعني أن هؤلاء سيقاتلون “إسرائيل”، رغم أنه نطق الحقيقة عن مشروع يعرف مداه . القرضاوي لا يرى الخطر “الإسرائيلي” ويجتهد لكي ينسى العرب والمسلمون أن فلسطين محتلة، أو أن وقت المتاجرة بها قد انتهى . الآن يتفرّغ القرضاوي للتحريض على جيش مصر، وهو يعلم أن أكثر الفترات هدوءاً في سيناء كانت في سنوات احتلالها من الصهاينة .
لم يكتف القرضاوي بما فعله تحريضه وفتاواه من تخريب وسفك دماء وفتن في دول العرب، فعاد ليتطاول على الإمارات بسبب دعمها لمصر في أزمتها الراهنة، ويتجاهل عن عمد أن هذا الدعم يذهب للدولة والشعب وليس لحزب أو جماعة، فضلاً عن أن هذا الدعم يتحوّل إلى قوت ووقود وخدمات، وشتان بينه وبين دعم على شكل سلاح يفتك بالناس ويدمر حياتهم



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2177325

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2177325 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40