الاثنين 3 شباط (فبراير) 2014

لبنان البلد الفتنة

الاثنين 3 شباط (فبراير) 2014 par صالح عوض

بلد الغواية السياسية والحريات في كل شيء إلا الحريات الحقيقية.. بلد السفارات المتنفذة والمليشيات الطائفية المتوزعة والزعامات والبريستيج المفصل على المقاس.. هي لبنان الصغيرة الكبيرة بمكتباتها وضخ الكتب التي لا تجد لها قارئا.. لبنان ببيروت الساحرة وشارع الحمراء.. إلى بيروت المطحونة والضاحية الجنوبية من شارع الجامعة إلى مخيم شاتيلا وصبرا وبرج البراجنة.. هي بيروت بأجهزة المخابرات الدولية والإقليمية والاغتيالات السياسية والعناد ولعب السياسيين كما لا يوجد في بلد آخر.

ولأن البلد لا يتمتع بانسجام وتجانس كانت الدولة دائما هشة صعيفة لا يحتاج إليها المجتمع، فلكل طائفة حكامها ومتنفذوها من تجارة الحشيش والمخدرات والسلاح واللحم الأبيض.. ورغم هشاشة جيشها إلا أنه مستبد وعنصري وهو جاهز للقيام بمهمات قذرة في كل حين ضد الفلسطينيين وضد المقاومة اللبنانية.

في هذا البلد ولدت المقاومة اللبنانية التي استطاعت أن تملأ فراغ المقاومة الفلسطينية عقدين من الزمن واقتحمت الأهوال وأثبتت للعالم كله أنه بالإمكان مقارعة إسرائيل وتكبيدها أفدح الخسائر.. واستطاعت أن تنتزع أرضا من يديها وأن تصنع قيمة الردع العربي في معركة حقيقية.

ولهذا كان المخطط الغربي الصهيوني يقضي بتعفين المناخ الأمني والسياسي في لبنان.. ووجدت بعض الدول العربية سبيلا لحضورها من خلال الزج بقوى طائفية في إيجاد تناقضات داخلية.. وكل ما يجري في لبنان لا يمكن إبعاده عن الرغبة والإرادة الأمريكية والغربية والإسرائيلية.

وهكذا نستطيع النظر إلى التفجيرات المتوالية في بيروت والضاحية بشكل أساسي والهرمل وسواها من مناطق لبنان شمالا ووسطا وجنوبا نستطيع النظر بوضوح لنقرر أن مشروعا ضخما يتم تنفيذه لجعل المقاومة أمرا مستحيلا.. وذلك بفتح جبهات حرب عليها وإشغالها بنفسها.. ولن تستطيع المقاومة إغفال خطورة الوضع الراهن والمستقبل، حيث تتركز قوى الخفاء في مفاصل الحياة في لبنان وترتبط مباشرة من خلال السفارات الأجنبية في البلد.

لبنان بلد الطوائف المتنافرة دخل مضطرا في دوامة سوريا ليزداد طينه بلة ويدخل على الخط عوامل جديدة من العنف والقتل ويصبح مصير لبنان مرتبطا بمستقبل سوريا.. كما أن مصير سوريا مرتبط بمآلات الوضع الفلسطيني.. وسيكون من الصعب فك الارتباط بين هذه العواصم وحل مشكلة إحداها بعيدا عن تناول العاصمتين الأخريين.

بيروت والقدس ودمشق أي عواصم بلاد الشام مرتبطة الواقع وموحدة المستقبل وأعداؤها يتحركون بمخطط واحد مترابط يضرب بإيقاعات متجانسة لكي يفقد الإقليم القدرة على النهوض والمقاومة ويكون الحلقة الضعيفة في جبهة الأمة أمام مشروع التقسيم والتفتيت الطائفي.

من هنا بالضبط تقع التحديات كبيرة على المقاومة اللبنانية.. فهل تستطيع أن تنسحب من المعاملات الخطإ والحروب الخائبة للتفرغ لمعركة الوجود العربية ضد المشروع الغربي.. إنها تستطيع لو حركت بعض صواريخها نحو العدو أن تشق طريقا آخر غير الذي يراد لها أن تندفع فيه.. وإنه مع ذلك كله، لا بد من تسجيل ألمنا من عدم قدرة العرب على حماية مقاومتهم.. كان الله في عوننا وتولانا برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165497

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165497 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010