الثلاثاء 14 كانون الثاني (يناير) 2014

نتينياهو ملك “اسرائيل” ،حيث لا ينفع الندم ....

الثلاثاء 14 كانون الثاني (يناير) 2014 par أيمن اللبدي

واضح أن محمود عباس وفرق التصفية قد نزلت عند رغبة نتينياهو ومسموحاته وممنوعاته في مسألة الصفقة التي يستطيع تقديمها أي نتنياهو كما يردّد هو أمام كيري والكاميرا و بألم بالغ لهؤلاء من أجل تحقيق ما يدعوه التسوية التاريخية مع العرب والفلسطينيين والمشرق بشكل عام حتى تتحول دولته التي أقامها بن غوريون ومجموعة عصابات شتيرن وهاغاناه إلى جزء حقيقي في المنطقة غير معلّق على أي مطالبات مستقبلية كما يقول هو بنفسه لمحازبيه وعموم ناخبي الكيان الصهيوني.

فقط عندما يتكلم لبيرمان بحماسة فائقة من هذا النوع لهذه الصفقة يمكن الاستدلال أن الجنرال الميت منذ دهر والمقبور فقط منذ عدة ساعات قد حقّق ما أراده من “مساعدة الرب أحيانا” بالتعبير الذي استخدمه أمام جورج بوش الابن للتخلص مما كان قد أعلن عنه بأنه العقبة الكأداء أي الشهيد ياسر عرفات وهكذا يكون شارون المقبور آنفاً والذي وضع حدود الكانتون “الفلسطيني” فعليا هو المنتصر الحقيقي في هذه المعركة السابقة وأما بالنسبة لعباس فالامر مختلف.

بالنسبة لعباس وفريقه وحتى الذين هاج وماج عليهم لمجرّد انهم اعترضوا على ما قالوه عن فساد أولاده وتغوّلهم على البزنس الفلسطيني في أراضي تحكمها سلطة عباس بأجهزة أمن مدرّبة جيدا من قبل الجنرالات الأمريكان ومدارة حماية شخصيات العمل السياسي فيها بحسب الأهمية لمشروع استمرار السلطة في دورها من قبل شركات أمن امريكانية أنموذج بلاك وتر وغيرها في مناطق مختلفة، حتى هؤلاء كانوا جميعا في مسار معلوم أصلاً وكل المسرحيات الهزلية التي أداروها باقتدار على الشعب الفلسطيني المنهك من تطبيق معادلات خلق الفلسطيني الجديد حيث كان شرط اختفاء العقبة الكأداء هو شرط وصول الشريك الجيد« لاسرائيل» بالضبط كما قال شارون ولذا فهم جاءوا ليسيروا في مسار محدّد سلفا.

المدهش ليس في هذه النهاية المعلومة قبل أن تبدأ مسرحية سنوات المفاوضات والتوقف والذهاب إلى الجمعية العامة وما إلى ذلك من مطريّات لعدم الملل في الصورة والرواية التالفة، المدهش هو أن شارون لم يكن يريد من عرفات وقبله حتى الجنرال أيهود باراك سوى الموافقة على مرتكزين اثنين بالنسبة لهما تختصر كل الحكاية وتؤمن لاسرائيل ما تريده في المرحلة المقبلة وأتحدّث استراتيجيا على المدى الاوسط، فهؤلاء الجنرالات أرادوا من عرفات نسيان القدس ونسيان السيادة المطلقة وكانوا مستعدين لفتح كل ما هو ممكن أو غير ممكن له من الباقي فالمهم بالنسبة «لاسرائيل» أن لا تكون القدس جزءا يبيت خارج «العبّ الاسرائيلي» حتى لو كان ذلك جزئيا فهي عنوان تحقيق حلم الاتكاء على روايات ثبت تاريخيا حتى الساعة أنها مختلقة جدا بحيث أنهكت ميزانية« اسرائيل» المبذولة على حفريات لم تخرج ولو ظل حكاية منها، ومسألة السيادة المنتهية عند العلم والنشيد والبساط الاحمر والسلاح الفردي لا تضير مع اتفاق حول كيفية ادارة الهواء والماء والمجالات الحيوية لكن ليس أكثر.

إذن أين المدهش؟
المدهش أن نتينياهو قدّم قصة يهودية الكيان وهي المقابل الموضوعي لنفي رواية اللاجئين حيث هي لبّ القضية الفلسطينية وهو يقامر على أساس اللعب بالفائض ومعها أدار معركة لافتة لم تكن نتائجها إلا مفاجئة مدوّية لنتينياهو نفسه حيث قدّم له عباس قصة تحطيم اللاجئين من الباب الخلفي الذي يقود إلى وصول يهودية الكيان إلى شاطئ حكاية الامر الواقع، لا يلزم عباس المهتزّ والمرتعش الشاربين المبعثرين أن يوقّع نصاً يقول بيهودية الدولة فقد وقعها من الباب الخلفي وما حكاية العودة مسألة حق شخصي وقياسها على عقود الزواج إلا إلقاء طرفة من صاحب ذوق فجّ وشخصية سمجة لم تضحك أحدا لكنها بالقطع أبكت قلوب كل شهداء هذه الثورة التي عرفت باسم ثورة اللاجئين وقامت اتكاء على روايتهم الحقيقية والتي عمرها مجرّد ستين عاما في مواجهة رواية متقطعة مقيفة على قياس الحركة الصهيونية بدون أي دلالئل من أي نوع سوى من رتوش أوراق وحروف يمكن لأي كان أن يقدّمها اليوم ليدعي ملك وتملك القمر والمريخ معا، هكذا سقط الدم الطازج واللحم الحي معروف العنوان أمام إدعاءات غازات ومسرحيات هجرات.

باختصار كانت أمنية شارون وأظنها أمنية أيهود باراك أن يوافق عرفات فقط على الخصم من الارض وخاصة في القدس والخصم من مستقبل التواصل والتنمية والازدهار وكانا مستعدين لتتويجه ملكا على الشرق الاوسط برمته،لكنه لم يدر في خلدهما وأحدهما فاغرا فمه الآن والآخر مقبور يندب حظه حسرة أن لم يكمل حتى ولو ربع سنة أخرى كانت ستكون كافية له للحصول على الحسم الاكبر والجائزة الأعلى وتجعله فعلا كما كان يردّد محبوه شارون “ملك اسرائيل” لو حصل على الحسم في التاريخ حيث هو المعنى في نهاية الامر وهو جوهر القصة، فالرواية تقوم على عنصري الزمان والمكان وطالما المكان خاضع اليوم لمسألة موازين القوى وتوازناتها وهي في يد« اسرائيل» بما هو واضح فإن عنصر المعادلة الثاني وهو الزمن هو الذي يقتل فكر آباء« اسرائيل» واستراتيجييها لأنه ليس لديهم معه حيلة خاصة إن ظلّت الرواية الفلسطينية سليمة في ضمائر هذا العالم حتى لو لم ينصرها اليوم، لكن أن يهدم فلسطيني هذه الرواية ويقدّم الحسم الذهبي لم يدر مطلقا في خلد شارون ولا أيهود هذا الامر البتة.

نتينياهو هو ملك« اسرائيل» فعلا وليس شارون اليوم فهذا السفير السابق وهذا المتنمر الليكودي الذي لا يصل بحال حتى لتلامذة شامير وبيغن وصل إلى ما يفوقهم جميعا بل وحتى انتصر على نظريات الاب الروحي لكل هؤلاء أي جابوتنسكي نفسه، لقد حصل على الجائزة الذهبية من عباس الذي جاء مستعدا لكي يكون الشريك المناسب ففاجئهم انه الشريك فوق المناسب ، وهكذا فرواية اللاجئ مجرّد حق شخصي في فندق او جسد ينام فوقه أما الكيان فهو «اسرائيل» القديمة التوراتية التي انتهك العرب عذريتها واغتصبوها أكثر من مرة بل ألقوا إلى الفرس مرة كي ينتقموا منهم ومنها ومرة إلى الرومان حتى يحرموهم أرض الرب التي أعطاهم اياها وها هم احفاذهم المجانين الفلسطينيون يريدون أن يحرموهم اليوم مما حرموا منه في مدارات التشرد والضياع والتيه سابقا واليوم لن يسمحوا لاحد أن يفعل بهم هذه الفعلة مرة أخرى، محمود عباس مماثل يهوذا الاسقريوطي في الدور التاريخي للرواية التاريخية باع لهم الرواية الفلسطينية مقايل بضعة رواتب ومثقال فضة وبعض بيزنس وفرق كشفية مسلحة بعلم ونشيد وأضابير لحماية المستقبل التوراتي وندم الفلسطيني اليوم خاصة ذلك المقيم بين جسري أجهزة أمن عباس ونتينياهو لاتَ ولاتَ ولاتَ .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 42 / 2165260

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165260 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010