الثلاثاء 14 كانون الثاني (يناير) 2014

حقيبة الحاوي

الثلاثاء 14 كانون الثاني (يناير) 2014 par كاظم الموسوي

قبل الإعلان عن غزوة وزير الخارجية الاميركية، جون كيري، العاشرة في تسلسلها منذ استلامه منصبه، بداية العام الماضي، سربت مواقع الكترونية ووسائل إعلام صهيونية افكار وخطط الادارة الاميركية لحل، (تصفية)، القضية الفلسطينية. هي كل ما يحمله في حقيبته، اشبه بالحاوي الذي يتمرن على مهنته المعروفة. لم تجد الإدارة الاميركية وأجهزتها وغيرها فرصة افضل لها مما هي عليه الاوضاع العربية عموما والحال الفلسطيني خصوصا. سميت بخطة او اتفاق اطار او خارطة طريق للمفاوضات.
لقاءات مكوكية بين كيري وممثلي الاحتلال الاستيطاني والسلطة الفلسطينية وجولات لعواصم عربية لاستكمال الصورة لمستقبل الحل أو التصفية للقضية المركزية للأمة العربية والإسلامية. وتقابلها حكومة الاحتلال بخططها وممارساتها الاجرامية هي الأخرى. استمرار تهويد ارض فلسطين وخاصة مدينة القدس المقدسة. قبل وصول الوزير وبعد انتهاء غزوته العاشرة بخفي حنين لاشتداد الفوارق والهوة في المواقف اعلن عن عطاءات لبناء 1400 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة. اي جدد الاعلان عن التهويد والممارسات الصهيونية المعروفة التي تسعى لفرض الأمر الواقع بعد كل تلك الجولات والصولات. فما نفع تلك المفاوضات والخطط والاتفاقات بعد؟!. التي وصل الامر بـ”كبير المفاوضين” الفلسطينيين صائب عريقات إلى التصريح “كلما كثف كيري جهوده وقرر العودة إلى المنطقة، كثف نتنياهو تدمير عملية السلام”، مشيراً إلى أن هذا الأخير “يشن حرباً على القانون الدولي والشرعية الدولية”!.
من بين ابرز تلك الافكار التي حملتها حقيبة الحاوي الاميركي هو الضغط للحصول على اعتراف فلسطيني ومن ثم عربي بيهودية الدولة، القاعدة الاستراتيجية الامبريالية العسكرية في المنطقة، وبعدها اعتراف كامل بخطط التصفية، التي لها سوابق في مبادرات ومشاريع مؤتمرات جامعة الدول العربية والدول والحكام الذين قرروا ذلك فيها، وآخرها مبادرة تبادل الاراضي، التي اعلنها وزير خارجية قطر، الذي ابعد عن منصبه الآن، وكان على رأس لجنة المتابعة التي اسمها عربية إلى نيويورك.
اشار وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مؤخرا في تصريح معلن أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يلتقي عدداً من وزراء الخارجية العرب في باريس، في محاولة منه لإقناعهم بالاعتراف بـ”يهودية دولة إسرائيل”!، مضيفاً أن “كيري يطرح أفكارا هي الأقرب للحكومة “الإسرائيلية”". وأضاف أن “الوزير الأميركي زار كلا من الأردن، والسعودية خلال جولته الأخيرة، لإقناعهما بفكرة يهودية الدولة، وهو الأمر الذي يرفضه الجانب الفلسطيني”.
سبقه النائب قيس عبد الكريم “أبو ليلى” نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في تصريح، كما يبدو، اشارة لتوارد خواطر فلسطينية عربية أو وصف وقائع قبل ان تكون اتفاقا وتفاهما مسبقا، من خلال ما تعيشه القضية الفلسطينية وشعبها والصراعات والخلافات البينية، اذ اكد ابو ليلى: إن الأفكار التي يروج لها وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحت مسمى اتفاق الإطار اقرب ما تكون إلى تبني وجهه النظر “الإسرائيلية”، مؤكداً انها تتعارض في العديد من نقاطها، مع الخطوط الحمر التي انعقد عليها الإجماع الفلسطيني.
أضاف النائب أبو ليلى “إن مساعي وزير الخارجية الأميركي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق اطار يعالج القضايا الرئيسية للصراع بصيغ غامضة ومطاطة تترك هامشا واسعا لاستمرار التعنت “الإسرائيلي”، بينما هي تتضمن تحديداً ملموساً للترتيبات الأمنية يكاد يتطابق مع المطالب “الاسرائيلية” التي هي في الجوهر مطالب توسعية على حساب الأرض الفلسطينية وبما ينتقص من سيادة دولة فلسطين على أراضيها. وأن اتفاق الاطار هذا هو دون الحد الأدنى الذي تكفله الشرعية الدولية، ويراد به بالتالي أن يشكل مرجعية جديدة للمفاوضات بديلا عن قرارات الشرعية الدولية الأمر الذي يعني خفض السقف التفاوضي الفلسطيني. وتابع: “إن فكرة اتفاق الاطار هي وسيلة للتحايل على السقوف الزمنية التي كانت قد تقررت للعملية التفاوضية، فالولايات المتحدة و”اسرائيل” تريدان بهذه المناورة فتح المجال لاستمرار المفاوضات لسنوات اضافية، بينما يواصل الإسرائيليون تغيير الوقائع على الأرض وفرض الأمر الواقع الاستيطاني”. وأن الجولات العشر التي قام بها الوزير الأميركي تؤكد انحياز الولايات المتحدة للموقف الإسرائيلي وعدم استعدادها لممارسة أي ضغوطات على حكومة نتنياهو من أجل تلبيه المستلزمات لعملية سلام جادة وحقيقية”. وشدد النائب أبو ليلى “إن الشعب الفلسطيني يمتلك البدائل لتلك المفاوضات العقيمة وفي مقدمتها الانضمام الفوري إلى المواثيق والمؤسسات الدولية وبخاصة تلك المعنية بإنفاذ القانون الدولي من أجل وضع اسرائيل موضع المساءلة ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يرتكبونها بحق شعبنا وصولاً إلى فرض العقوبات الدولية على دولة الاحتلال رداً على انتهاكاتها الصارخة للقوانين والأعراف الدولية.
ضمن السياق ذاته اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د. رباح مهنا بأن تحركات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة تخدم في النهاية دولة الاحتلال الصهيوني ومخططاته في القدس، وتصفية قضية اللاجئين من خلال توطينهم في استراليا وبلدان أخرى. وحذر د.مهنا في تصريح صحفي القيادة الفلسطينية من التعاطي مع هذا المخطط الذي يكرس وجود الاحتلال الصهيوني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في منطقة الأغوار، ويحافظ على استمرار التغلغل الاستيطاني وبقاء الوحدات الاستيطانية الكبرى في مدن الضفة الفلسطينية، وانتقاص السيادة الفلسطينية عليها. وأكد بأن زيارة كيري لبعض البلدان العربية مثل السعودية والأردن تستهدف الضغط على القيادة الفلسطينية لتقديم مزيد من التنازلات، داعياً الأخيرة لعدم الاستجابة لهذه الضغوطات، وأن تكون أولوياتها هي انهاء الانقسام واستعادة الوحدة. ودعا د.مهنا جماهير شعبنا إلى التحرك العاجل للضغط على القيادة الفلسطينية المتنفذة من أجل عدم القبول بهذا المخطط الخطير الذي سيؤدي القبول به إلى ولادة أوسلو جديدة.
الخلاصة ان الحاوي لا يحمل غير هذا ويجهد لتسويقه وفرضه والضغط باتجاهه، وكل جهوده وإدارته تصب في الأخير بما رسمته وخططت له.. وهنا تختبر المسألة الأساسية: المواجهة؟!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2178248

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2178248 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40