السبت 11 كانون الثاني (يناير) 2014

القدس الفلسطينية: ما العمل بعد أن تجاوزت “اسرائيل” كل الخطوط الحمراء ؟!

السبت 11 كانون الثاني (يناير) 2014

وجهت“ اسرائيل” أمس، ضربة قوية لجهود السلام بإعلانها مناقصات لبناء حوالي ألفي وحدة سكنية جديدة في مستوطنات القدس وباقي أنحاء الضفة الغربية لتؤكد مجددا ليس فقط للجانب الفلسطيني بل وللولايات المتحدة الأميركية التي يبذل وزير خارجيتها جهودا شاقة لإحراز تقدم في عملية السلام وللمجتمع الدولي قاطبة أنها غير معنية بالسلام وأن ما يهمها هو ترسيخ الاحتلال والاستيطان ضاربة بعرض الحائط الجهود الدولية لإنقاذ عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية وأسس ومبادىء عملية السلام.

السؤال الذي يطرح الآن بعد أن أدان الجانب الفلسطيني رئاسة وحكومة ووفداً مفاوضاً هذا التطور الخطير هو: ما العمل الآن بعد أن اتضح جليا استخفاف اسرائيل بالجانب الفلسطيني وبالشرعية الدولية بل وبحليفها الأول الولايات المتحدة الاميركية ؟! وهل يعقل ان يكتفي الفلسطينيون بهذه الادانة بانتظار الضربة الاسرائيلية القادمة أم أن هناك من الأوراق والوسائل ما يمكن استخدامها لردع اسرائيل وإفهامها انها لا تستطيع حرمان شعب بأكمله من حقوقه وتواصل فرض احتلالها البشع غير المشروع لأراضيه عدا عن فرض المعاناة اليومية على ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وما يمارس من تمييز عنصري ضد فلسطينيي الداخل ؟

وإذا كان الجانب الفلسطيني قد ناشد الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي التدخل إزاء هذه التطورات الخطيرة فهل يعقل أن يتدخل المجتمع الدولي دون موقف فلسطيني واحد وموحد وصلب ودون موقف عربي ـ اسلامي داعم للموقف الفلسطيني ؟ وهو ما يعيدنا مجددا إلى الحديث عن هذا الانقسام المخزي ومأساته التي تطال شعبنا وقضيتنا وأن نقول للانقساميين الذين يرفضون الاستجابة لارادة وصوت شعبنا ان الوقت قد حان لمغادرة مربع الانقسام البغيض وتمكين شعبنا من قول كلمته في صناديق الاقتراع لإفراز ممثلين منتخبين شرعيين بعد ان استغل البعض الانقسام لتغييب الديمقراطية والدوس على مبدأ سيادة الشعب وفرض أنفسهم أوصياء على شعبنا وقضيته، فأية شرعية هي تلك التي يستمد الانقساميون مواقفهم منها وقد تعطلت الأطر الشرعية الفلسطينية خاصة المجلس التشريعي عن أداء مهامها وواجباتها ؟

واذا كان الانقساميون يتلهون اليوم بإصدار بيانات المناكفات والاتهامات ويتشبثون بالقضية ومصالح شعبنا لستر عوراتهم فإن الأجدر بهم ان يفهموا ان ما تفعله اسرائيل اليوم هو التحدي الأكبر لمصداقية مواقفهم وهو التحدي الأكبر امام شعبنا وقضيته ولن تنطلي الشعارات البراقة التي يطلقونها على أصغر طفل فلسطيني فيما يعجزون عن مواجهة التحدي الحقيقي.

جاء الوقت لوأد صفحة الانقسام وإطلاق عملية حشد للجهود الفلسطينية في مواجهة التحدي الرئيسي بكلمة واحدة وصوت واحد يحشد خلفه الموقف العربي ـ الاسلامي، وهو ما يكون قادرا على مطالبة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل وإلزام اسرائيل بوقف هذا العبث بأمن واستقرار المنطقة وإنهاء احتلالها اللامشروع لشعبنا وتمكينه من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على تراب وطنه وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

وفي المحصلة، وبعد ان أفرغت اسرائيل عملية السلام من أي مضمون بمواقفها وممارساتها سواء بشأن القدس او الاستيطان أو اللاجئين أو غيره من القضايا فإن السؤال الذي يطرحه كل مواطن فلسطيني هو: ما هي جدوى هذه المفاوضات العبثية التي تستغلها اسرائيل لتكريس الاستيطان والاحتلال ؟! فما العمل ؟ وكيف يمكن الخروج من هذا المأزق واستعادة الوجه المشرق لعدالة قضيتنا ونضال شعبنا وتضحياته بعد ان تجاوزت اسرائيل كل الخطوط الحمراء ؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165903

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165903 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010