الأربعاء 8 كانون الثاني (يناير) 2014

بين«قصرة»و«المعصرة»فرّت من قسورة .....

الأربعاء 8 كانون الثاني (يناير) 2014 par رئيس التحرير

غير صحيح أن جماهير شعبنا احتاجت يوما وصيّاً على إرادتها أو موجّها لعنفوانها وكرامتها وعزّتها، كما أنه أيضا غير صحيح بالمطلق أن الوعي الشعبي المتجذّر بتراب الأرض وصاحب مسيرة الخلق العظيم للمبادرات الجبّارة هو في حاجة إلى رسملة موجهين ومعلمين وقادة، بل على العكس تماما لطالما كان هذا الشعب العظيم أكبر من كل قياداته سواء أتلكم الحقيقية التي خرجت من بين صفوفه وتغمّست بتراب نضاله والتحفت سماء عنفوانه العظيم أو تلكم المكذوبة عليه والتي تسلّحت بعوامل التصنيع والتوجيه و«التزبيط» والتصدير لشعبنا على أنها تنطق باسمه منذ« أوسلو» وقبله وما أدراك ما« أوسلو.»...

هذا شعب عظيم أكبر من كل ّقياداته وأعظم من كل متصدريه ويصرّ على تقديم الدروس تلو الدروس وابتداع واجتراح الدروب بين كلّ الغابات المتشابكة على اختلاف حزمها وأنواعها، وإذا كان المدافعون الفاشلون عن قضية هذا الشعب دائما ولطالما كانوا سبّته ونقصه كما ردّد ضمير وحكيم الثورة الراحل الخالد جورج حبش من على لسان الشهيد العظيم غسان كنفاني «حارس الرواية التاريخية» لشعبنا الرائع،فإن هذا لم يمنع هذا الشعب الرائع أن يفتح في كلّ محطة تنغلق فيها الآفاق بوابات الحلول على مصاريعها بعزيمة جبارة وقدرة غير عادية على اجتراح كل أنواع البطولات مفردة ومجملة، ألم يقل عنه قائد هذا الشعب الجبار وشهيد ثوابته الوطنية التي يجري هذه الأيام بيعها لكيري ونتينياهو ممن يدّعي أنه يسير على نهجه، وبئس الكذب والافتراء على شهيد الثوابت الفلسطينية الرمز الثائر ياسر عرفات ، فعن أي نهج يتحدّث عباس وزمرة البائعين القابضين الناهبين الفاسدين ؟

جماهير شعبنا على تخوم «جبل النار» الذي أرادوا وأصرّوا أن يحولوه «جبل العار» عبر أجهزتهم المنسّقة مع العدو لحمياته وعبر أصحاب« البيزنس» المفتتحين لبيوتهم ودورهم في استقبال جنرالات القتل الصهاينة وجزّاري شعبنا وعبر الفاسدين ومن باعوا وطنهم وضمائرهم وتاريخهم وقيمتهم بثمن بخس بين هؤلاء وهؤلاء ، استطاعت الجماهير تقديم الدرس في قصرة كما جماهير قريوت وعقربا وما حولهما من سواعد مباركة منغرسة كالزيتون في كرامة الوطن وعظمة الوطن وانتصار الوطن الذي لا يطيق المنهزمون لا تذكّره ولا حتى المرور بمحطاته مروراَ لأنهم لم يفقدوا فقط كراماتهم وعزتهم الوطنية والشخصية، بل فقدوا معها وجودهم نفسه، إنه درس« الرد» ثأراً للكرامة وثأراً لتراب الوطن وافتتاحا َ للطريق الذي به يكون الفلسطيني فلسطينياً وبغيره يكون أيّ شيء آخر سوى أن يكون فلسطينيا وينتمي لهذه الملحمة العظيمة.

إن ما كان يجري ولا زال من خروج القوى والتيارات والحراكات وأحيانا بعض من يتقدّم الحديث باسم الفصائل والاحزاب ويسره أن يثبت له صورة اعلامية للكاميرا من هناك على أبواب الأجندة الأسبوعية المرتّبة للاحتاج «السلمي» والشعبي في المعصرة وبقية مواقع الاحتجاج الشعبي على الجدار وما وجدت فيه هذه القوى والتيارات المخنوقة هامشاً وحيداً تستغله كلما سئلت عن واجبها في مقاومة العدو واستيطانه وتغوّله وتهويده للوطن والمقدسات، والتي كانت بمثابة ورقة التوت التي تغطي عوراتها وانكشافاتها، إن ذلك كلّه لم يكن هو رد جماهير شعبنا حقاً وإن شاركت به الجماهير أسبوعيا وحافظت على دورها الرائع فيه، ولكنها عندما أرادت أن تقدّم درسها هي قامت بعصف قصرة وضربت بيدها الغليظة انفلات المستوطنين وأرادت أن تدرس درسها الوحيد في أن القوة والقوة فقط هي التي توقف هؤلاء الجبناء الذين لطالما فرّوا من قسورة كما قال القرآن عنهم دائما أمام صولة الفدائي العظيم وإسناد شعبه الجبّار له....هذا هو الدرس بين قصرة والمعصرة وقد افتتحت الجماهير درسها من جديد فحقا «سلمت الأيادي» أبناء شعبنا العظيم ....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 729 / 2165622

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165622 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010