الخميس 2 كانون الثاني (يناير) 2014

ربيع العرب أم ربيع “إسرائيل”؟

الخميس 2 كانون الثاني (يناير) 2014 par أمجد عرار

اللجنة الوزارية “الإسرائيلية” لما تسمى الشؤون التشريعية صادقت على قانون لضم منطقة الأغوار المحاذية للأردن إلى الكيان الصهيوني . المخطط القديم-الجديد تقدمت به امرأة عضو في “الكنيست” عن حزب “الليكود” .
القرار يعني إخراج المنطقة من أي تداول، خاصة في ظل المفاوضات الجارية والخطة التي طرحها ويرعاها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول الترتيبات الأمنية في الأغوار، وحين يجري المصادقة على شيء في “الكنيست” فإن أي مسؤول “إسرائيلي” لا يستطيع الحديث عنه مع أحد .
إذا أضفنا لمنطقة الأغوار ما يجري من تهويد للنقب، والقرارات الاستيطانية الأخيرة القاضية ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس وغيرها من مناطق الضفة الفلسطينية المحتلة، فإن هذا يعني أن الكيان الصهيوني “فرك بصلة” في عيون مدمني التفاوض الفلسطينيين الذين ألزموا أنفسهم بخطة كيري لمدة تسعة أشهر يلتزمون فيها حتى بعدم التوجّه للأمم المتحدة .
يستطيع أي فلسطيني أو عربي أن يضع أمامه خارطة فلسطين التي نعرفها وليست المعروضة في الفضائيات المشبوهة، وأن يطبق عليها الخارطة السياسية . هناك ثمانية وسبعون بالمئة منها اعترف بها فريق أوسلو التفاوضي وبعض العرب الرسميين باعتبارها “إسرائيل” . تبقى الضفة وغزة، معاً تشكلان اثنين وعشرين بالمئة، جزء كبير منها ذهب خلف جدار النهب والتوسع والعنصرية غرب الضفة، وجزء أكبر يشكّل الكتل الاستيطانية إذا استثنينا المستوطنات والبؤر المتناثرة، وفي حال تم نزع الأغوار من الضفة، والحصول على موافقة فلسطينية على هذه الخارطة، فإن “إسرائيل” حينئذ مستعدة للقبول بإقامة كيان ما اسمه دولة، جمهورية، مملكة، إمبراطوية، لا فرق ولا ضير، لأن مثل هذا الكيان لن يكون أكثر من مطفأة سجائر للمدخنين .
وما دامت معايير عملية التسوية متروكة ل “جلالتها”، ول “السيدة” أمريكا، فإن الفلسطيني المفاوض ليس أمامه إلا أن يبصم، لأنه فيما عدا ذلك أمامه خياران آخران، هما الانسحاب من مهزلة المفاوضات، والعودة لخيار المقاومة، وكلا الخيارين مرفوض بالنسبة له، ولا يبقى بالتالي سوى التوقيع .
لم نتحدّث عن القدس لأن “إسرائيل” تعتبرها “عاصمة أبدية موحدة” لكل يهود العالم، حتى من يعيش منهم في القطبين . لم نتحدّث عن المدينة المقدّسة لأن ملياراً ونصف المليار مسلم سيكونون مضطرين للتوسل إلى مجنّدة صهيونية واحدة تمسك زر البوابة الحديدية على معبر قلنديا، كي تسمح أو لا تسمح لمن يحصل منهم على تصريح من المخابرات الصهيونية بالدخول لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، باعتبارها ذروة الفروض بعد إسقاط الجهاد في فلسطين، وانتعاشه في كل مكان غيرها .
خلال السنوات الثلاث الماضية، صعّدت “إسرائيل” عمليات الاستيطان على نحو غير مسبوق، وأطلقت حملة مسعورة لتهويد القدس هي الأخطر منذ النكبة، وما زالت تحتفظ بالآلاف من الفلسطينيين أسرى، وما زالت تقتحم المدن والقرى والمخيمات وتعتقل العشرات يومياً، ومع أنها لا تستطيع أن تمنع ملايين الفلسطينيين اللاجئين من ممارسة الحلم بالعودة، إلا أنها من دون تفاوض جعلت العرب يقدمون مبادرة تنص على “حل متفق عليه”، أي مرهون بموافقة “إسرائيل” لهذه القضية وتحت عنوان إنساني لا سياسي . “إسرائيل” خلال السنوات الثلاث الماضية هي المكان الوحيد الذي لا يشهد تفجيرات ومفخّخات وجهاديين، فهل هذا ربيع العرب أم ربيعها؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165692

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2165692 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010