الخميس 2 كانون الثاني (يناير) 2014

ثيودور هرتزل وزياراته للسلطنة العثمانية

الخميس 2 كانون الثاني (يناير) 2014 par وليد الزبيدي

قام هرتزل بزيارة إلى اسطنبول في حزيران/يونيو 1896م، وكان معه في هذه الزيارة صديقه الصحفي اليهودي نيولنسكي رئيس تحرير جريدة “بريد الشرق” وانصبت جهودهما في لقاء ابن الصدر الأعظم، كي يرتب لهما لقاء مع والده، وأكد لهما ابن الصدر الأعظم (أن الاحتلال اليهودي لفلسطين يعتبر اساءة لمشاعر المسلمين) وهكذا نجد أن المسؤولين في الدولة العثمانية قد اصبحوا على بينة مـن المخططات الصهيونية، إذ إن ابن الصدر الأعظم يستخدم كلمة “الاحتلال اليهودي لفلسطين” وكان ذلك قبل عدة سنوات من نهاية القرن التاسع عشر، وبرغم أن قلة من المسؤولين في الدولة العثمانية قد تنبه لحجم الخطر اليهودي، إلا أن ذلك كان مؤشراً على دخول التحرك اليهودي مرحلة التنفيذ المباشر لبعض خططهم السرية والعلنية، وفي هذه المرحلة، بدأ اليهود يتجهون في طروحاتهم إلى محاولة فرض حالة وجودهم المستقبلي فـي فلسطين، وبعد أن فشل هرتزل في مقابلة السلطان عبد الحميد الثاني كلف صديقه نيولنسكي لمقابلة السلطان، حيث كانت هناك علاقة صداقة تربط بين الاثنين، ويبدو أن السلطان أراد أن يبلغ رسالة واضحة لهرتزل والجماعات الصهيونية من خلال تلك المقابلة، كما أن السلطان قد ادرك حجم المخططات الصهيونية على هذا الصعيد، خاصة بعد أن اتضحت أمامه صورة التحركات اليهودية ورشوتهم للموظفين العثمانيين في فلسطين، وعمليات التهريب الواسعة التي تقوم بها الجماعات اليهودية للوصول إلى الأراضي المقدسة في فلسطين. ومن هنا سأل السلطان عبد الحميد الثاني نيولنسكي قائلاً: هل بإمكان اليهود أن يستقروا في مقاطعة أخرى غير فلسطين؟
اجابه نيولنسكي: إن فلسطين هي المهد الأول لليهود ولهم الرغبة في العودة إليها. فقال السلطان:(إن فلسطين لا تعتبر مهداً لليهود فقط، وانما تعتبر مهداً لكافة الأديان الأخرى).
يبدو أن تلك المقابلة لم تكن كافية لإقناع هرتزل بجدية السلطان وصلابة موقفه من هذا الموضوع، حيث استمرت الوساطات والضغوط التي حاولت أن تغير من موقف السلطان من هذه القضية، ويلاحظ في البداية أن السلطان قد تحاشى مقابلة هرتزل، وحتى عندما ازدادت عليه الضغوط فإنه لم يتحدث إليه مباشرة، وقد كتب إلى نيولنسكي موضحاً موقفه الحاسم من هذا الأمر، يقول السلطان عبد الحميد الثاني في رسالته تلك (انصح صديقك هرتزل أن لا يتخذ خطوات جديدة حول هذا الموضوع لأني لا استطيع أن اتنازل عن شبر وأحد من الأراضٍي المقدسة لأنها ليست ملكي، بل هي ملك شعبي، وقد قاتل اسلافي من اجل هذه الأرض ورووها بدمائهم، فليحتفظ اليهود بملايينهم واذا مزقت دولتي يمكن الحصول على فلسطين بدون مقابل ولا اوافق على تشريح جثتي وأنا على قيد الحياة).
وكان السلطان يقر بقوة اليهود وقدرتهم على تحقيق الكثير من أهدافهم، وبرغم أنه كان يدرك تماماً إن الاعتماد على اليهود لحل مشاكل الدولة المالية قد يجعله حاكماً اكـثر قوة، إلا أنه اعلن موقفه الصريح والواضح من قضية احتلال اليهود لفلسطين.
يقول السلطان عبد الحميد الثاني عن اليهود (لا اخشى من ثورة الروم والارمن ولا اخشى الارناؤوط فأنا قادر على اخمادها، إلا اليهود فإنهم اغنياء ومن الصعب مكافحتهم).



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2165248

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165248 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010