الثلاثاء 6 تموز (يوليو) 2010

تصفيق ونعيق

الثلاثاء 6 تموز (يوليو) 2010 par د. راضي الشعيبي

كما جرت العادة، كلما دعتني الحاجة إلى الكتابة للتعبير عن حدث يتعلق بالشأن الوطني والقومي الفلسطيني، أو للنقد البنّاء لتصرفات من يحاول الاستئثار بالقضية ويدخلها في المزاد التجاري السياسي، ويُنصِّب نفسه وصياً على شعب بأسره يتميز عن غيره من الشعوب بالعلم والثقافة والذكاء والمعرفة، إلى جانب الصمود والنضال والممانعة، والرفض لمن يريد أن يطبق نظام الحكم الديكتاتوري والسياسة البوشية وأسلافه من المحافظين والفاشيين ـ إذا لم تكن معي، فأنت ضدي ـ ، وانطلاقاً من تعليمات النبي الكريم وإحدى احاديثه (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه وإن لم يستطع فقلبه، وهذا أضعف الإيمان).

تلقى هذه الكتابات ترحيباً كبيراً في الساحة الوطنية ورفضاً يكاد لا يُذكر من حفنة من الأشخاص الذين يعيشون على أجر بخس من قبل مجموعة الفساد والتسلط التي تدوس على ذيولهم وأذنابهم في رام الله، لينهقوا ويُعوّوا في أرض الشتات. إنها نفس المجموعة التي التي أصبحت كالأسطوانة المخدوشة لكثرة الاستعمال.

لن يُعيق أحد مسيرتنا وصمودنا ونضالنا، وسنتركهم يسبحون بين أمواج الحسد والحقد والفشل. فنحن إذ نعتز بالتراث، نتبع ونسرتشد بأمثالنا العربية المأثورة : «من راقب الناس مات هماً»، «وقل لي مع من تسير أقول لك من أنت»، «إن الطيور على اشكالها تقع».

إنها مجموعة من النعامات البشرية تدس رأسها في الرمال خوفاً من رؤية الحقيقة وخشية من هيبة الرجال.

عقود من السنوات وهم في اوروبا، ألا يستطيعون القول لنا ماذا كسبوا من ثقافتها الديمقراطية ومُثُلها في احترام الرأي وحرية الفكر والنقد؟

ماذا قدّموا لفلسطين وشعبنا الصامد العظيم؟ لعائلات الشهداء، للطلبة المتميزين والمتفوقين؟

ما هي العلاقات التي أقاموها مع قيادات الأحزاب السياسية والنقابية والإعلامية من أجل خدمة قضايانا العامة، وعلى رأسها حق العودة؟

كم مرة ظهروا على شاشات التلفزيون في ندوات تدحض وتُفند كل أكاذيب الحركة الصهيونية ونزع القناع عن وجهها الكريه؟

كم من وفد برلماني أو اعلامي أو حقوقي موّلوا ورافقوا لإطلاعهم على حقيقة ما تقترفه هذه الطغمة النازية الصهيونية بحق شعبنا من مجازر وقتل وتدمير، إذلال وحصار وتجريف، وإقامة الحواجز لتعيق وترهق أهلنا في الوطن، اختراق في كل نهار وفي كل ليلة للقرى والمدن في الضفة الغربية لقتل وخطف رجال وأبطال المقاومة والصمود.

كل هذا يجري أمام عيون ورغم أنوف وشوارب وزراء السلطة.

أيستطيع أحد أن ينكر هذه الحقائق والوقائع؟

أليس من الكفر أن يجتمع رئيس وزراء السلطة أمس (الإثنين) مع أحد رموز الإجرام الصهيوني النازي والقتل الجماعي والفردي والاغتيال للقادة الشرفاء، ولا يجتمع بإخوته في العرق والدم والدين في قطاع غزة ودمشق؟

هل يستطيع أحد إن كان شريفاً أو من أهل شهيد أو صامد ومقاوم أن يصمت على ذلك ويدير وجهه إلى الناحية الأخرى؟ فمن يصمت على ذلك، فهو دليل الرضا أو الجبن أو العمالة.

إن اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات أنشئ للدفاع عن حق العودة والثوابت الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية بالمفهوم والمغزى الذي أُسست من أجله، والتصدي في أوروبا وباقي دول العالم لوسائل الإعلام الصهيونية وعملائها وتوثيق العلاقات الإنسانية مع المجتمعات المدنية والإعلامية والثقافية والسياحية، لتُرغم قيادتها السياسية التي تتخذ القرار على الاعتذار للشعب الفلسطيني الصامد على ما اُقترف بحقه من جريمة كبرى بدعمه لتأسيس دولة عدوان على أرض فلسطين، وطرد سكانها الأصليين ليعيشوا في مخيمات تفتقر إلى كل المقومات الإنسانية للعيش بكرامة وتشتيت الأكثرية في شتى بقاع العالم، وإقناعها على إرغام إسرائيل بتنفيذ كل قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بفلسطين وسوريا ولبنان.

إننا في اتحاد الجاليات يهمنا بالدرجة الأولى النوعية لا الكمية، الوفاء والإخاء والعمل الجاد من أجل قضايانا القومية والوطنية ووضع كل المقدرات الشخصية لخدمة هذه المؤسسة الوطنية العملاقة بأهدافها وبرامجها ونواياها.

لا ثم لا، لأولئك الذين يريدون التسرب إلى مؤسساتنا الوطنية من أجل تجييرها لخدمة مصالحم الشخصية والانقضاض عليها لتغيير وجهة بوصلتها المتجهة إلى القدس الشريف عاصمة فلسطين العربية والأبدية.
وسنجابه كل من يحاول أن يبذر الشقاق والتعدي على أهدافنا الوطنية والقومية، ولكن بسرد الحقائق، مبتعدين عن لغة الشارع والحانات البذيئة، واختلاق الإشاعات والأكاذيب، فهذه ليست من ثقافتنا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 48 / 2165470

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165470 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010