الاثنين 30 كانون الأول (ديسمبر) 2013

يريدونها.. “مصر الإرهابية”

الاثنين 30 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par عبدالناصر

ما وقعت فيه الجزائر من أخطاء، منذ ربع قرن، يتكرّر في مصر، ولكن هذه المرة، مع سبق إصرار “الإعلام” وترصّد “جنرالات الانقلاب”، فالبلد الآمن الذي قال فيه تعالى على لسان سيدنا يوسف: “وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” و“اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم”" تحوّل إلى بلد يقطنه الإرهابيون، يُذبّحون أبناءه ويستحيون نساءه كما كان الشأن في مصر الفراعنة.

وسنكرّر نفس الأسطوانة، عندما نقول إنه لا مستفيد من تفجير المنصورة والأحداث التي سبقت هذا العمل الهمجي والتي ستلحقه في المستقبل بكل تأكيد، غير الصهاينة، وسنكرر نفس الأسطوانة عندما نقول إن “المعتوه” هو من يظن أن مصريا عاقلا من ارتكب هذه الجرائم، ولا أحد، بمن في ذلك أعداء مصر يُصدق أن إخوانيا يمكنه أن يفجر قنبلة في الشارع، لأن الإخوان الذين ظلموا وهُجّروا وسُجنوا على مدار عقود، لم يرتكبوا جريمة قتل واحدة، فما بالك الآن والعالم بأسره تابع ما تعرضوا له من مظالم!؟

المشكلة ليست في تشويه صورة الإخوان المسلمين بتهمة الإرهاب، ولا في تشويه صورة الحكومة المؤقتة باتهامها بحبك هذه المشاهد الدامية، وإنما في تشويه صورة مصر التي نافست دائما عالميا في مجال السياحة، وكانت مثالا لتعايش الأديان، لأن العالم بأسره، يشهد أن أكثر من نصف المصريين منحوا أصواتهم للإخوان المسلمين، واتهام الإخوان بالإرهاب، كما تفعل الحكومة المؤقتة التي لم تعد تجد إحراجا في إطلاق تهم مع أول طلقة، أو عبوة ناسفة في توجيه أصابع الاتهام للإخوان ووصفهم بالإرهابيين، ضمن معادلة قانونية مقلوبة، وهي أن المتهم مُدان حتى ولو ثبتت براءته، سيجعل العالم يتصوّر بشهادة شهود من أهل مصر أن غالبية المصريين إرهابيين أو مع الإرهابيين.

لا يمكن لمصر الآن أن تستقطب الاستثمارات الأجنبية ولا السياح الأجانب، وهي تعترف للعالم بأسره بأن أبناءها من دكاترة ومهندسين وعلماء دين ولاعبي كرة إرهابيون، كما اعترفت من قبل دول كثيرة، جعلت أبناءها جميعا يتعرضون للتفتيش المذل في كل مطارات العالم، ويشار إليهم بالبنان، ويُنكّت عليهم كما فعل الرئيس الفرنسي وهو يتحدث عن وزير خارجيته الذي عاد سالما معافى من رحلة الموت إلى الجزائر. لقد بذلت الولايات المتحدة وإسرائيل جهودا كبيرة منذ اشتداد حروب الشرق الأوسط وأحداث الحادي عشر من سبتمبر لأجل تصوير العالم العربي والإسلامي بالهمجي والإرهابي، ولكنها الآن صارت تأتيها الاعترافات تباعا جاهزة من المتهمين أنفسهم، الذين يقدمون الصورة والصوت كدليل إدانتهم دون علمهم، وأحيانا برضاهم.

قديما اعترف الأمريكان بأن الخطر القادم من الشرق يتركز في ثلاث دول، تمتلك رصيد التاريخ والجغرافيا والإمكانات المادية وعدد السكان الكبير، وهي العراق والجزائر ومصر، فتم جرّ العراق في حروب خارجية وداخلية، حتى صار نصف العراق الشيعي يتهم النصف السنّي بالإرهاب، والنصف السنّي يتهم النصف الشيعي بالإرهاب، فنسفت القوة المستقبلية الأولى، وطمعت الجزائر في ديموقراطية توصلها إلى الأعلى، فغرقت في مستنقع دم لم تستفق منه لحد الآن، وها هي القوة المستقبلية الثالثة تسير بمحض إرادتها إلى المقصلة، لتنظم إلى بلاد الفوضى من طرابلس الغرب إلى طرابلس الشرق، مقتنعة بأن الحرب يجب أن تكون ضد إرهاب أبنائها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165282

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165282 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010