الأحد 29 كانون الأول (ديسمبر) 2013

طبيعة المخطط

الأحد 29 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par وليد الزبيدي

كشف إصرار المؤتمر الصهيوني والجماعات اليهودية على الهجرة إلى فلسطين واستعدادهم للتضحية بأموالهم الغالية جداً عندهم في سبيل تحقيق ذلك الهدف، كشف عن طبيعة المخطط الصهيوني وأبعاده، وبهذا نجد أن اليهود لم يتوقفوا عن بناء المستوطنات في فلسطين، كما فعل اليهودي (فتاح تكفا) الذي قرر بناء المستعمرات عام 1883 وبدون رخصة المتصرفية، وبعد رفع دعوى ضده ووقوف القنصل الالماني إلى جانبه ، فأن الامور كانت تسير بصورة مخطط لها كما يقول ـ د. احمد النعيمي ـ في كتابه اليهود والدولة العثمانية، وفي 29 نوفمبر من العام نفسه، عممت وزارة الداخلية العثمانية منشوراً على جميع متصرفيات الدولة العثمانية بخصوص منع توطين اليهود في فلسطين، وقد جاء في هذا المنشور أن الدولة العثمانية لا تسمح ابداً في أي حال من الأحوال ولا لسبب من الأسباب توطين اليهود في الأراضٍي‏ “المقدسة”، كما أن الدولة العثمانية في زمن عبد الحميد الثاني، قد أوجدت نظام “الشارة الحمراء” الذي كان بموجبه يلتزم كل يهودي يزور فلسطين بحمل بطاقة حمراء اللون بعد اخذ جواز سفره لكيلا يبقى أكثر من ثلاثـة أشهر. وقد قام سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا بالضغط على الحكومة العثمانية وأجبروها على تخفيف العديد من اجراءاتها وخاصة في ما يتعلق بالمستوطنات، ولعب سفير اميركا لدى الدولة العثمانية اليهودي الاصل “اوسكار شتراوس” دوراً مهماً في ذلك وعمل على عزل متصرف القدس (رؤوف باشا) ، ولم يتوقف دور اليهود في تركيا عند هذا الحد ، بل إن حاخاماتهم قد اقاموا علاقات صداقة مع المسؤولين في الدولة العثمانية، واستطاع ناحوم افندي رئيس الحاخامين في تركيا العثمانية وعن طريق صداقته لطلعت باشا (الصدر الاعظم)، أن يسهل اقامة المستوطنات اليهودية في فلسطين. وتُعد الفترة التي بدأت فيها موجات الهجرة تزداد إلى فلسطين، واحدة من المراحل المهمة في حياة الجاليات اليهودية ويهود الدونمة من جهة والقصر السلطاني والمسؤولين في الدولة العثمانية من جهة اخرى، وعند دراسة تلك الفترة بالذات والمراحل التي سبقتها، يجب ألا نمنح اليهود كل اوجه النجاح ونعدهم قادرين على صنع المعجزات واختراق العناصر القيادية في الدولة العثمانية، بل أن الذي حصل إن اليهود استطاعوا التسلل إلى مواقع مهمة وخطيرة في مفاصل الدولة، ووضعوا مخططاتهم التي كانت ترمي إلى تحقيق اهداف بعيدة، ولم يدر في خلد الكثير من المسؤولين العثمانيين إن اليهود سيتمكنون من الوصول إلى أهدافهم، وساعد على ترسيخ تلك القناعة، ما أشرنا اليه سابقاً من أن اليهود كانوا يعطون انطباعاً لدى الآخرين، يؤكد حالة الضعف والتشتت والضياع التي يعيشونها والتي ستلازمهم إلى فترات ليست قصيرة، ومن خلال دراسة أوضاع اليهود في دول العالم، نجد أنهم يستخدمون ذات الأسلوب ، المتمثل بدفع عناصر يهودية أخرى أو مؤيدة لأفكارهم وطروحاتهم ومساندة لمشاريعهم ومخططاتهم، لتحتل مراكز مؤثرة في صنع القرار في أغلب تلك الدول، ومن شروط بقاء تلك العناصر أن يستمر نشاطها في الظل، وأن يزداد التركيز على ضعف اليهود وتشتتهم في وسائل الإعلام وتغذية الرأي العام بذلك باستمرار وهذا ما يحقق لهم اهدافهم بعيدة المدى.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 31 / 2165621

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165621 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010