الجمعة 27 كانون الأول (ديسمبر) 2013

“إسرائيل” تخلط أوراق الأسرى والاستيطان وغزة

الجمعة 27 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par حلمي موسى

اختلطت الأوراق هذا الأسبوع بشدة على الصعيد« الإسرائيلي» - الفلسطيني سواء بسبب العدوان «الإسرائيلي» على غزة أم بسبب قرب الإفراج عن الدفعة الثالثة من معتقلي ما قبل أوسلو في إطار المفاوضات القائمة برعاية أميركية. وبدا أن كلاً من عنصري التفاعل السياسي والعسكري متداخلان بشكل لم يسبق له مثيل بحيث أن دعوة رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري الأمني المصغر لم تكن فقط بسبب غزة وإنما أيضاً بسبب الأسرى.
فقد طالب قادة عديدون في اليمين« الإسرائيلي» بتجنب الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين القدامى أو على الأقل بتأجيل هذا الإفراج إلى أن تتضح صورة الوضع في غزة. ولكن هذه الدعوة لم تقتصر فقط على الوضع في غزة، بل تخطّتها لتشترط هذا الإفراج بموافقة الإدارة الأميركية أيضاً على الإفراج عن الجاسوس الأميركي لمصلحة« إسرائيل» جونثان بولارد. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل طالبت قوى عديدة بعدم قبول حكومة نتنياهو الضغط الأميركي الرامي لتأجيل الإعلان عن توسيع المستوطنات، وهي الخطوة التي طالما اتخذتها« إسرائيل» بالتزامن مع الإفراج عن الأسرى.
وبديهي أن اختلاط الأوراق هذا يدلّ أكثر من أي شيء آخر على طبيعة المفاوضات الجارية وميل كل من الطرفين لتحقيق أغراض تكتيكية منها، خصوصاً أنه غير مقتنع بأنها ستحقق الغاية النهائية لها، وهي التوصل إلى اتفاق شامل أو حتى إلى اتفاقية إطار، كما يريد الأميركيون. وكشفت «معاريف» النقاب عن أن نتنياهو سيتخلى عن تعهّده لوزير الخارجية الأميركي جون كيري بتأجيل الإعلان عن توسيع الاستيطان بالتزامن مع الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين.
ونقلت «معاريف» عن مصدر حكومي رفيع المستوى ذي صلة بالاستيطان قوله إن نتنياهو كان قد وافق على الرجاء الأميركي والأوروبي وقرر التريث لأسبوعين أو ثلاثة بعد الإفراج عن الدفعة الثالثة من المعتقلين قبل الإعلان عن بناء جديد في المستوطنات. وأضاف المصدر أن نتنياهو بعد أحداث غزة ينوي الإعلان عن البناء الاستيطاني الواسع في موعد قريب من الإفراج عن المعتقلين مطلع الأسبوع المقبل. ونقلت الصحيفة عن مصادر أخرى استغرابها لتغيّر موقف نتنياهو هذا، خصوصاً أن الوزارات المختلفة لم تستعد لذلك جيداً. وشدد آخر على أن تغيير موقف نتنياهو يعود إلى حجم الضغوط، التي مورست عليه من جانب أوساط يمينية ترى أن عدم الإعلان عن مشاريع استيطانية سيفسّر على أنه ضعف من جانب الحكومة.
عموماً وبرغم حدة الاعتراض داخل الحكومة الإسرائيلية على الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين القدامى إلا أن الإفراج عنهم هو مجرد تنفيذ لأحد اشتراطات رزمة استئناف المفاوضات. ومعروف أن السلطة الفلسطينية تعهّدت، من جانبها، بعدم الخروج من مسار التفاوض من جهة وعدم اللجوء من طرف واحد إلى المؤسسات الدولية لإدانة إسرائيل أو لنيل اعتراف بالحقوق الفلسطينية. من جانبها تصرّ «إسرائيل» على أن الاستيطان هو ممارسة جزء من حقوقها وترى، وفق وزير الدفاع موشي يعلون، أن «هذا يتم بتأكيد وفق تفاهمات واتفاقات مع الأميركيين».
لكن إسرائيل تؤمن بأنه مثلما مرت الدفعتان الأولى والثانية وما رافقهما من تزامن استيطاني، فإن الدفعة الثالثة لن تختلف كثيراً حتى إذا كانت أصوات الإدانة أعلى حتى من جانب أميركا. ومعروف أن تنفيذ الإفراج عن الدفعة الثالثة سيتم على الأغلب مساء بعد غد الأحد.
عموماً كشف المعلق السياسي لصحيفة «يديعوت»، ناحوم بارنيع النقاب عن وجود قناة تفاوض سرية بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة «الإسرائيلية» عبر العاصمة البريطانية. وأوضح أن هذه القناة تعرف في العمل الديبلوماسي باسم «القناة الخلفية» وهي مسار غير رسمي لتبادل الرسائل والأفكار بين الجانبين.
وكتب بارنيع أن هذه القناة هي مدير مكتب الجامعة العربية في لندن الفلسطيني باسل عقل، والمقرب جداً من عباس، والمحامي« الإسرائيلي» اسحق مولخو الذي يعمل كمبعوث خاص لنتنياهو لشؤون المفاوضات مع الفلسطينيين. وأوضح أن لقناة التحادث السرية ثلاثة أهداف، وهي: حل مشكلات يومية على الارض؛ والإعداد لاختراق سياسي كبير؛ وإحداث انطباع عن المطلعين على الأمور أنه يوجد اهتمام بتقدم سياسي في فترة شلل.
وقد نفت الرئاسة الفلسطينية أن تكون هناك قناة سرية للمفاوضات بين الرئيس ونتنياهو، واعتبرت النبأ عارياً عن الصحة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 59 / 2165279

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165279 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010