الجمعة 27 كانون الأول (ديسمبر) 2013

عام جديد على القضية الفلسطينية

الجمعة 27 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par نواف أبو الهيجاء

على مشارف عام 2014 تكون المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني برعاية الولايات المتحدة الأميركية قد تجاوزت نصف المدة الزمنية المتفق عليها مبدئيا ـ أي تسعة أشهر. وليس ثمة من جديد إلا خطة وزير الخارجية الأميركي التي رفضت من الطرف الفلسطيني ومن جامعة الدول العربية أيضا. لهذا من المتوقع أن تعود الولايات المتحدة الأميركية إلى طرح مخطط جديد بشأن الترتيبات الأمنية لكيان العدو الصهيوني. الواقع الفلسطيني هش والواقع العربي ليس بأفضل منه. والحقيقة أن الشعب الفلسطيني قد سئم المفاوضات وهو متمسك بثوابته الوطنية المعروفة: حق العودة والدولة المستقلة على الثرى الوطني الفلسطيني والعاصمة هي القدس الشريف وإطلاق سراح الأسرى والسيادة الفلسطينية على الموارد الطبيعية بالكامل.
ومع نهايات عام 2013 شهدت الأرض المحتلة ما يشير إلى أن صبر الشعب الفلسطيني قد نفد، والدليل هو إقرار العدو الصهيوني أن حادث تفجير الحافلة الصهيونية قرب تل أبيب دليل على وجود انتفاضة شعبية جديدة. الموقف الشعبي الفلسطيني استطاع أن ينهي قانون برافر إلى الأبد. أما ما يمكن أن ينتج عن المفاوضات الحالية في عامها الجديد فهي مرشحة للتمديد لتسعة أو ستة أشهر أخرى. يبدو أن الولايات المتحدة مصرة على الخروج بنتيجة ما في هذه المفاوضات، ولذا فالمتوقع أن تحاول الضغط على الطرفين بمشروع لا يرضي أيا منهما. أتحاول فرض الأمر الواقع بإبرام اتفاقية مرحلية بين الجانبين؟ هذا هو المرجح. والخطة الجديدة ليست في كل الأحوال في صالح الحق الفلسطيني مهما كانت محتوياتها. الأمن الصهيوني أولوية أميركية أيضا، وهو بالمفهوم الإسرائيلي ـ الأميركي يتنافى مع الحقوق الفلسطينية في الاستقلال والحرية والدولة على الثرى الوطني الفلسطيني.
من المؤكد أن تبذل أميركا جهدا استثنائيا لإبرام الاتفاقية وإن كانت مرحلية أو إعلان مبادئ ما يشير إلى إمكانية ضياع المزيد من الوقت والجهد على الفلسطينيين. بعد عشرين عاما من المفاوضات لم يتحقق على الطبيعة أي قدر من الحقوق الفلسطينية. وعليه فالمتوقع أن تبدل الإدارة الأميركية ما جرى الحديث عنه عن الأمن الصهيوني والسيطرة العسكرية الصهيونية على الغور وعلى المعابر والممرات مع الإبقاء على كامل المستوطنات الصهيونية وتوسعاتها. أي أن تقلص المدة من عشرة أعوام طالب بها الكيان الصهيوني إلى أقل من ذلك. ومع ذلك فالتفاصيل اليوم ليست في صالح القضية الوطنية الفلسطينية.
المصالحة الوطنية الفلسطينية مؤجلة بسبب إصرار حركتي فتح وحماس كل على شروطه بعد أن تم التوقيع على المصالحة ثلاث مرات دون أن يحدث ما يفيد بإمكانية عودة الشعب الفلسطيني إلى أس قوته ـ أي الوحدة الوطنية.
بوضوح شديد ليس ثمة ما يقول أو يبشر بحل للمشكلة القومية للأمة العربية ـ أي القضية الفلسطينية. ليس ما يشير حاليا إلى إمكانية إنفاذ المصالحة الوطنية في المدى المنظور.
ليس ثمة من طريق حقيقي ومثمر إلا النضال الشعبي والكفاح المسلح والمقاومة المسلحة والأحداث كما التاريخ أكدا أن الشعوب تنتصر إن هي ناضلت واستمرت ولم تتراجع. وشعبنا الفلسطيني قادر وهو مستعد للتضحية والفداء وتقديم المزيد من التضحيات والشهداء على طريق العودة والتحرير.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165259

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165259 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010