الجمعة 27 كانون الأول (ديسمبر) 2013

آمال معلقة على كاهل 2014!

الجمعة 27 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par عادل سعد

هل يمكن لنا عربيًّا ان نتمنى لعام 2014 بأن نربح شيئًا ما لأوضاعنا الإعلامية والسياسية والاقتصادية، أقول ذلك، وأمامي قائمة لا تحصى من التداعيات إن لم تكن خسائر في هذه الميادين الثلاثة، إذ ما زلنا نتقاذف على مساحة البث الفضائي العربي بالاتهامات، بل والشتائم متحصنين بطابور طويل من النزعات الضيقة وكأنه لا فكاك منها، فحسب معرفتي المتواضعة لم نصل في حواراتنا إلى نتائج معينة تكون دليل عمل لنا في المخاطبة الإعلامية الأمينة على قيم التضامن والتآلف والمؤازرة، لكني في هذا الميدان لا أنفي وجود وسائل إعلام عربية ما زالت حريصة على استخدام الخطاب المبدئي البعيد عن المهاترة والتخوين والتحريض، فهناك عدد لا يستهان بأرقامه من (الخبراء) المختصين في صناعة الشجار الدعائي، أما في الميدان السياسي فيكفي أن نشير إلى ما يعرف بالتوالد الأميبي لأحزاب وهيئات مكرسة في الترويج لعيوب الآخرين، وادعاء التمثيل الجماهيري الواسع ولكن بالنسخة المسلحة، ويكفينا في ذلك أن نستطلع الشواهد العراقية والليبية واللبنانية، وشواهد أخرى ضمن محاولات لتسويق بعض الوجوه تحت لافتات من الادعاء أن الآخر هو السبب في الويلات التي نعيشها، أعني هنا بالويلات المتمثلة بضريبة الدم التي يدفعها الأبرياء!
أما إذا تصفحنا الميدان الاقتصادي فيكفي أن نستطلع ما فاضت به منظمة العمل العربية ومراكز بحث ورصد، إذ أجمعت بلا استثناء أننا لم نعطِ حتى الآن الأهمية اللازمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، في حين يؤكد خبراء الأمم المتحدة أن لا حل جذريًّا لظواهر البطالة والبطالة المقنعة وضعف الاستثمارات في الريف إلا من خلال هذا النوع من المشاريع كونها قادرة فعلًا على احتواء أفواج كبيرة من خريجي المعاهد والجامعات، فضلًا عن الخط التنموي التقليدي السائد.
كما أننا ما زلنا عند حدود الأمل فحسب مع إجراءات بسيطة لمواجهة إفلاس الطبيعة وشحة المياه وانقراض العديد من الأحياء النباتية والحيوانية والإسراف في المياه الجوفية لتعويض النقص في المياه السطحية، وأذكر هنا أنني دعوت العرب قبل عدة سنوات في مقال نشرته في الوطن الغراء وفي صفحة آراء بالتحديد لإعلان عطشهم نتيجة تراجع مناسيب المياه السطحية بما يعادل 60% من المياه المتوفرة.
وإذا كان لا بد من التوسع من الاستذكار استعدادًا لعام 2014 فلنا أن نشير إلى ضآلة التجارة البينية العربية فهي ما زالت تراوح عند حدود الـ7% من النشاط التجاري العربي العام دون أن يرف لنا جفن حزنًا على ما فاتنا من ضرورات لتنشيط علاقاتنا الاقتصادية العربية ـ العربية، في الوقت الذي ما زلنا في نتمنطق قولًا عن ضرورات التكامل الاقتصادي العربي، ومع كل ذلك تظل فرصة الاكتفاء الاقتصادي الذاتي العربي القومي بعيدة المنال.
وبعودة إلى فضاء التمني لعام 2014 لا يكون الأمل واقعيًّا إذا لم نعِد ترتيب أولوياتنا بما يخدم قضية التنمية المستدامة تأسيسًا على مفهوم التنمية البشرية بوصفها مفتاح التنمية الحضارية الأساسية التي تصون كرامة الإنسان، كما لا يكون الأمل واقعيًّا في هذا النوع من التمني إذا لم نحسم أمرنا قوميًّا في توخي خطوات بعيدة عن النزعات الاحتفالية، أما في النسخة الأقرب من التمنيات فنحن بحاجة ماسة إلى (وجبات) إعلامية تدين ثقافة التبشير بالقتل وتدعو إلى طاولات تفاهم من أجل أن نصل ولو بالحد الأدنى إلى تنظيم خلافاتنا على أسس حضارية بعد أن فشلت سجالات التشهير والتخوين والرفض في أن تجد حلًّا واحدًا للكثير من الأزمات التي تعصف في بعض بلداننا، مع ملاحظة أننا جربنا إصدار بيانات تحث على إيجاد مواثيق شرف تبعدنا عن تلك السجالات، ولكن دون طائل.
لا بديل لنا عن تعليق آمالنا على مؤتمر جنيف (2) لمواجهة الكارثة السورية، وبذات الاتجاه أن تجد خريطة الطريق في مصر فرصتها الوطنية من التنفيذ مع هامش حقيقي لمعادلة (مصر هبة النيل)، وأن يكف البعض من استخدام النفط الليبي سلعة للمساومة، وأن تكون تونس خضراء بالعفوية والانسجام، وأن يجد لبنان طريقه إلى وحدة وطنية بعيدة عن الإقصاء السياسي، وأن يعرف العراق اتجاهًا واضحًا للديمقراطية لا يكون بالضرورة قائمًا على زحام الأحزاب والكيانات المتشرذمة، وأن نكسب المزيد من الأيدي البيضاء في الميدانين الإداري والمالي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2165427

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165427 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010