الاثنين 23 كانون الأول (ديسمبر) 2013

صرخة في حفلة صخب

الاثنين 23 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par زهير ماجد

المشروعان اللذان يتصارعان في سوريا قد لا يصل احدهما إلى نصر مؤزر. لا يعطى انتصار بالمجان، بل يؤخذ بالقوة، وليس من يقدمه هبة أو هدية، أو يتنازل عن شرط مقاتلة الآخر، هو صراع محموم مقرون بالعض على الأصابع، من يقل آخ في البداية قد لا يعني سقوطه الكلي، لكن المؤشرات تدل على انه في الطريق إليه.
خصوم الرئيس الأسد يقرأون الميدان على طريقتهم .. لا يهمهم التغيير الحاصل فيه، كما لا يهمهم ان تتراجع القوات الضاربة باسمهم.. كل ما يتطلبه الانفعال حاضر لديهم، بل كل ما هو مقرون بالهدوء يودون سلوكه، لكنهم في النهاية يقبلون بالنتائج دون أن يعني تراجعهم عن خيار القتال .. يريدون للجبهات في سوريا ان تظل ساخنة لكي يظل لهم يد ورجل وقامة في الحرب عليها، فإذا ما أتى زمن التسويات السياسية تكون لهم الأهمية والحضور السياسي، أي لا بد من قطف الثمار.
عندما سألت احدهم عن تلك الفكرة، أجابني بوضوح، ان المشروعين سيظلان على قتال متحرك هنا وهناك وفي امكنة متعددة. الدول اللاعبة في سوريا لا تخسر شيئا يبعدها عن الميدان .. المشروع النقيض للرئيس الأسد يعرف صعوبة تمثيل “داعش” و “النصرة” والجهبة الاسلامية وآخرين في جنيف 2، هذه القوى التي قدر لها ان تسيطر على اجزاء من سوريا لن يكون لها مطرح في عالم السياسة رغم انها تطرح نفسها كجزء من المشكلة والحل في آن معا. هي تريد دولة اسلامية، وهي تعمل عليها ممولة من اطراف باتت معروفة وليست غريبة عن المسرح الميداني .. لكن على ما يبدو لن تكون مقبولة في جنيف، هنا لا بد من تمثيل لها دون الإعلان عنه بشكله القائم. عندما سألت عن حوار الطرشان الدائر حول حضور ايران، كان الجواب القوي انها ستحضر، لا تصدقوا ما يصدر من اقوال كما اجابوا، لأنه لا قيمة للمؤتمر المذكور اذا لم تكن ايران اساسه لأكثر من سبب ..
نفهم السبب الذي يدعو جميع من في الميدان إلى الاستعجال العسكري قبل الوصول إلى الموعد المحدد للمؤتمر .. كل يريد مساحة كبرى يتحدث باسمها، سواء كانوا غرباء او من اهل المكان. لكن الذي ما زال يغرب عن البال، ان الدولة السورية قررت استرجاع كل شبر بل كل مليمتر من مساحة الوطن، لا مكان لأي آخر إلاها، ولن تقبل بتمثيل غير شرعي لقوى هي خارج العلاقة ولقوى هي مجرد عصابات لا أكثر ولا أقل، اي لا مكان لداعش والنصرة والجبهات الاسلامية المتعددة، لأنه على حد تعبير رئيس الوزراء السوري الحلقي سيكون الحوار سوريا سوريا، وهو المعنى الذي نذهب إليه.
اذن، الطرف الداعم لتلك القوى بأسمائها المتعددة يعرف ايضا ان تمثيله غير شرعي لقوى غير شرعية وغير سورية، فلماذا يكون في جنيف .. ربما يقبل بعدم الحضور من أجل هذه الغاية كي يظل سيفا مسلطا على اية نتيجة تصدر عن المؤتمر، وان حضر فسيردد كلاما قيل سابقا انه لو غاب العالم كله عن دعم المعارضة السورية فهو باق ولوحده.
قيل لي ان جنيف قد لا يكون نهاية المطاف لأنه مثل صرخة في حفلة صخب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 88 / 2165564

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

36 من الزوار الآن

2165564 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 37


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010