السبت 14 كانون الأول (ديسمبر) 2013

غزة تغرق والضفة تتجمد والقدس تنهار بفعل الحفريات الصهيونية

السبت 14 كانون الأول (ديسمبر) 2013

الضفة تتجمد

أفادت الشرطة الفلسطينية اليوم بأن جميع الطرق في مدن رام الله والخليل ونابلس مغلقة بشكل كامل أمام حركة المرور (دخول وخروج وداخل المدينة نفسها) مناشدة المواطنين عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى. وذكر بيان للشرطة، بثته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، أن الطرق في محافظة سلفيت سالكة داخليا مع وجود صعوبة في الدخول والخروج. أما في باقي محافظات الوطن فإن الطرق سالكة دون معوقات مع أخذ الحيطة والحذر.

وتجاوز نطاق العاصفة الثلجية قدرة خدمات الإنقاذ . وقال «راديو إسرائيل» إنه جرى إغلاق كل الطرق السريعة المؤدية إلى القدس لحين إشعار آخر، إذ أعاق استمرار تساقط الثلوج استخدام الجرافات في رفع كتل الجليد. وأضاف الراديو أن فروع الأشجار المتساقطة أطاحت بخطوط للكهرباء، مما أدى لانقطاع التيار عن آلاف من السكان.

هذا وضربت العاصفة التاريخية يالو الأراضي الفلسطينية مساء يوم أمس الأول الخميس، بحيث فاقت توقعات كافة دوائر الأرصاد الجوية في المنطقة وتدنى تساقط الثلوج حتى 400م .

وفي القدس حدثت عدة انهيارات في المدينة القديمة للمساكن ومنازل المواطنين الفلسطينيين كما تعرضت بعض الشوارع في سلوان والعيزرية للانهيارات .

وأشار قسم التنبؤات الجوية في طقس فلسطين أن التبريد الكبير الحاصل في طبقات الجوي العليا والذي تجاوز 33 درجة مئوية تحت الصفر هو ما سبب تدني تساقط الثلوج إلى هذه المستويات بشكل فاق التوقعات ، حيث تراوحة سماكة الثلوج في نابلس وسلفيت ورام الله والقدس وبيت لحم والخليل ما بين 5-90سم حتى الساعة الحادية عشرة من صباح الجمعة ، وكان أعلاها في نابلس ثم الخليل ورام الله، وعادت لترتفع إلى متر ونصف ومترين في بعض مناطق الخليل ونابلس ليلة السبت.

و تدخل الدفاع المدني الفلسطيني لانقاذ العديد من الحالات الانسانية في كافة مدن الضفة الغربية بسبب موجة الثلوج الكثيفة غير المسبوقة التي تضرب الاراضي الفلسطينية. وقال مدير العلاقات العامة والاعلام في الدفاع المدني المقدم لؤي بني عودة ان الدفاع المدني احصى 4 الاف و293 حالة تدخل والفين و566 حالة انقاذ لمواطنين في الضفة. من جانبه، قال مدير عام شركة كهرباء القدس هشام العمري ان 80 بالمئة من اعطال التيار الكهربائي في محافظة رام الله والبيرة بالضفة الغربية لها علاقة بالكهرباء الواصلة من المحطات الرئيسية من تل ابيب الى القدس. واشار الى ان العمل جار لاصلاح الاضرار وان طواقم الشركة تعمل على اصلاح الاضرار التي تغذي الاراضي الفلسطينية وتوقع عودة الكهرباء خلال وقت قصير.

و كانت السلطة الفلسطينية قد ناشدت جميع المواطنين عدم الخروج من منازلهم والالتزام بالتعليمات الصادرة من الدفاع المدني والشرطة بخصوص التعامل مع نتائج العاصفة الثلجية التي تمر بها الاراضي الفلسطينية، وعدم مغادرة منازلهم الا للضرورة القصوى، وذلك حرصا على سلامتهم وتسهيلا لعمل اطقم الطوارئ. وافادت الشرطة بالضفة الغربية بأن جميع الطرق في مدن رام الله والخليل ونابلس مغلقة بشكل كامل امام حركة المرور، مناشدة المواطنين عدم الخروج من المنازل الا للضرورة القصوى.

كانت فلسطين قد تأثرت بمنخفض جوي عميق مصدره روسيا منذ قبل امس الاول الاربعاء، مما ادى الى تساقط الثلوج وبغزارة على القدس ورام الله والبيرة والخليل ونابلس وبيت لحم وعلى بعض مناطق محافظتي جنين وسلفيت. وادى تواصل هطول الثلوج في محافظة رام الله والبيرة الى اغلاق كافة شوارع المحافظة وشلل تام للحركة فيها بسبب تراكم الثلوج كما انقطع التيار الكهربائي على كافة ارجاء المحافظة. وفي محافظة بيت لحم تساقطت الثلوج منذ ليلة امس ووصل سمكها الى اكثر من 115 سنتيمترات ما ادى الى اغلاق بعض الطرق وتعطل حركة المواطنين والمركبات. وفي محافظة نابلس تساقطت الثلوج بكثافة ووصل سمكها في بعض المناطق الى اكثر من 140 سنتيمترا، مما ادى الى اغلاق العديد من الطرق وعزل سكان المناطق المرتفعة عن باقي ارجاء المدين

غرق غزة

تعرضت عشرات المنازل في مناطق مختلفة في قطاع غزَّة إلى الغرق نتيجة الأمطار الشديدة التي هطلت ليلة أول من أمس على القطاع. وخلال تفقده منازل المواطنين التي تضرَّرت بفعل المنخفض الجوي في غزة وصف إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة الوضع الإنساني في قطاع غزة بالصعب داعياً العالم إلى التحرك لرفع الحصار «الإسرائيلي» وإنهاء أزمات القطاع.

وقال: «إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعد بالتدخل لدى «إسرائيل» ومصر لرفع الحصار عن غزَّة» موضحاً أن المطلوب هو إدخال الوقود لحل أزمة الكهرباء التي كانت سببا في توقف عمل كثير من مضخات المياه وهو ما سبب غرق كثير من المنازل. وأوضح أن البنية التحتية بحاجة إلى صيانة وترميم وهو ما يتطلب إدخال مواد البناء التي يمنع الاحتلال دخولها إلى غزَّة ما تسبب بوقف أكثر من 30 مشروع دولي للاعمار في غزَّة.

وأعلن هنية عن توزيع 70 ألف دولار على معظم الأسر المنكوبة التي تضرَّرت بفعل المنخفض الجوي الذي ضرب الأراضي الفلسطينية والمنطقة. كما حيّا صمود الفلسطينيين في داخل الأرض المحتلة عام 48 وهنأهم بتراجع الاحتلال عن تنفيذ مخطط «برافر» الذي يستهدف تهويد وتهجير سكان مدينة النقب المحتلة.

وفي سياقٍ متصل قال محمد الميدنة الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في القطاع: «إن منطقة كاملة في حي النفق في مدينة غزة تم إخلاؤها نتيجة ارتفاع منسوب المياه في بركة الشيخ رضوان ما أدى إلى غرق عشرات المنازل».

وأكد عدم وجود إصابات في المنطقة كما أوضح أن ارتفاع منسوب المياه في منطقة وادي السلقا في دير البلح نتيحه فتح الاحتلال لسد مياه ما أدى إلى غرق منازل في المنطق وإخلاء سكانها.
وتحدث عن إغلاق الطريق الساحلي أمام المركبات نتيجة ارتفاع منسوب المياه في وادي غزَّة.
وأشار إلى أن الدفاع المدني أخلى عدداً من المنازل في منطقة حي الجنينة في رفح والمستشفى الأوروبي.

ومن جهتها أنقذت طواقم الإنقاذ التابعة لجهاز الدفاع المدني في محافظة الشمال 4 أشخاص من الغرق نتيجة فيضان وادي جباليا. وأفاد مدير الدفاع المدني في المحافظة المقدم أنور أبو العمرين أن طواقم الدفاع المدني قامت بعمليات إنقاذ متعددة خلال أيام المنخفض الجوي. وأوضح أن طواقم الإنقاذ سحبت 10 سيارات غارقة في المياه وأزالت 8 أشجار ساقطة في الشوارع.
كما أخلت الطواقم سكان 5 منازل غارقة بالمياه وشفطت المياه منها وإزالة الألواح المعدنية المتطايرة عن أسطح المنازل جراء الرياح. وبيَّن أن طواقم الإطفاء سيطرت على حريقين ناتجين عن ماسات كهربائية.

بدوره قال وزير الصحة في الحكومة المقالة مفيد المخللاتي: « أعلنا حالة الطوارئ القصوى في جهاز الإسعاف واستنفرنا امكانيات الطوارئ كافة بكل طواقمه الفنية وسياراته وقدراته اللوجستية في جميع محافظات قطاع غزَّة». وبيَّن أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة أن الطواقم الصحية ساندت طواقم الدفاع المدني والبلديات والاجهزة المعنية بالطوارئ لاتمام مهامها الوطنية في مواجهة الآثار المترتبة على استمرار المنخفض الجوي الحاد الذي تتعرض له المنطقة.

وأكد على الجهوزية التامة في كافة أقسام الطوارئ وغرف العمليات والعناية المركزة في جميع مستشفيات قطاع غزَّة وإعلان حالة الإستنفار القصوى في صفوف طواقمها الطبية والتمريضية والفنية والادارية على مدار الساعة. ونوه القدرة بتماسك الخدمات الصحية وكفاءتها في مواجهة مثل هذه الظروف الصعبة داعياً كافة المواطنين إلى الأخذ بأسباب السلامة الصحية و اخذ أقصى درجات الحيطة والحذَّر خلال المنخفض الجوي الحاد حفاظاً على أنفسهم و ممتلكاتهم. وقال: «إن 66 مواطناً أصيبوا منذ بدء المنخفض الجوي بجروح تراوحت بين الطفيفة المتوسطة والخطيرة».

وعلى صعيدٍ متصل أصدر وزير الحكم المحلي محمد الفرا تعليماته لرؤساء بلديات قطاع غزَّة بضرورة إلغاء جميع إجازات الموظفين والعاملين في قطاعي المياه والصرف الصحي حتى انتهاء فترة المنخفض الجوى الذي يعصف بالمنطقة.

وقال: «إن طواقم البلديات لن تنام الليل والنهار حتى إنتهاء المنخفض الجوي الذي يعصف بالمنطقة» مؤكداً أنها ستواصل جهودها رغم ضعف الإمكانيات وقلة الوقود وانقطاع الكهرباء». وأشار الى أن العاملين في أقسام المياه والصرف الصحي وفرق الكهروميكانيكي ومشغلي مضخات الصرف الصحي وفرق الصيانة يعيشون حالة طوارئ تامة على مدار الساعة لمواجهة السيول والفيضانات التي تحدث نتيجة هطول الأمطار الغزيرة».

ووصف الفرا طواقم البلديات بخلية نحل تعمل لمساعدة المتضررين في المنازل وعلى الطرق بالتعاون مع طواقم الدفاع المدني ومسعفي وزارة الصحة. وبيَّن أن طواقم البلديات عملت طيلة الساعات الماضية في مناطق وادي غزة حي الجنينة السلام في رفح الفراحين وقرب المستشفى الأوروبي في خان يونس وشوارع رئيسة وفرعية في بيت لاهيا ومناطق منخفضة في غزَّة والبركة في دير البلح مطالباً المواطنين بالتعاون مع طواقم البلديات والتواصل عبر الهواتف التي عممتها وزارته عبر وسائل الإعلام.

وحمَّل الفرا حكومة العدو الصهيوني الأضرار الناجمة عن اندفاع كميات هائلة من المياه في وادي غزة مطالباً المجتمع الدولي بالخروج عن صمته والتحرك لوقف الانتهاكات اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين خصوصاً في قطاع غزَّة محذراً من خطورة تكرار فتح السدود الشرقية المحاذية للقطاع التي ستغرق المنازل المحيطة وبعض المناطق في المغراقة وأخرى بدير البلح وسط القطاع.

وأشار إلى وجود عجز كبير في كمية الوقود المتوفرة يمكن أن تفاقم من حدة الأزمة في ظل زيادة معدل استهلاك الوقود لتشغيل محطات وآليات البلدية داعيا المؤسسات الدولية و»الأونروا» والصليب الأحمر إلى تقديم كل سبل الدعم لمواجهة المنخفض وتوفير الوقود لتشغيل مضخات الشفط ومحطات ضخ مياه الأمطار ومحطات الصرف الصحي.

من جهتها أعلنت الحكومة المقالة عن عدد العائلات المتضرِّرة نتيجة المنخفض حيث وصل عددهم في مراكز الايواء إلى 137 أسرة بواقع 787 فرداً مقسمين على النحو الآتي: في غزَّة 35 أسرة وفي الشمال 43 أسرة وفي الوسطى 21 أسرة وفي خان يونس 38 أسرة.

إلى ذلك أكد ايهاب الغصين الناطق باسم الحكومة المقالة ومسؤول المكتب الإعلامي الحكومي أنه تم اصلاح الاعطال في الخطوط المغذية الى شبكة كهرباء غزَّة. وأشار إلى أنه وبعد جهود حكومية كبيرة تم اصلاح جميع الخطوط المغذية لشبكة كهرباء غزَّة حيث أصبحت تعمل بصورة طبيعية بعد اصلاح جميع الأعطال.

وكان أحمد أبو العمرين مدير مركز المعلومات في سلطة الطاقة في قطاع غزَّة قال في وقت سابق: «إن الجهود جارية لإصلاح خمسة خطوط كهرباء من أصل عشرة تعطلت بفعل المنخفض الجوي الكبير».
وأضاف أبو العمرين في تصريحات صحافية: «إن طواقم مصرية قامت بتصليح الخط المصري الممتد من الجانب المصري فيما عملت طواقم «إسرائيلية» من داخل الخط الاخضر على إصلاح أربعة خطوط تغذي غزَّة بالكهرباء».

كما أكدت كتائب الشهيد عبدالقادر الحسيني الذراع المجاهد لتيار المقاومة والتحرير في حركة« فتح» و سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن كافة امكانياتها البشرية والمادية ستضع تحت تصرف أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم في قطاع غزَّة حتى يتم تجاوز كافة المحن الناتجة عن المنخفض الجوي.

وأشارت إلى ان هذا العمل يعد ميدانا من أحد الميادين التي تجاهد بها معتبرةً أن تقديم يد العون والمساعدة لأبناء الشعب الفلسطيني في مثل هذه الظروف لا يقل أهمية عن صد العدوان الصهيوني على الأرض والشعب.

الخبراء والتوقعات

وفي لندن، قالت شركة «ويليس ري» للتأمين إنه ثبت أن موسم أعاصير عام 2013 كان الأهدأ منذ عدة عقود، إذ شهد أقل عدد من الأعاصير منذ عام 1982، كما أن أيا من هذه الأعاصير لا يعد من الفئات الكارثية. ولا تمثل فحسب مواسم الأعاصير الهادئة بصورة غير معتادة أهمية لصناعة التأمين نظرا لصرف مبالغ أقل للتعويضات، بل لأنها تقلل أيضا من أسعار إعادة التأمين. وتراقب شركات التأمين عن كثب موسم أعاصير المحيط الأطلسي لأن هبوب عاصفة مدمرة يمكن أن يلحق أضرارا جسيمة بمناطق مزدهرة بها كم كبير من أنشطة التأمين على غرار ميامي، كما أنه يكبد صناعة التأمين المليارات في صورة تعويضات.

وأوضحت دراسة أجرتها شركة «ويليس ري» للتأمين نشرت نتائجها أول من أمس الخميس لموسم أعاصير 2013 أنه شهد عاصفتين الأولى همبرتو والثانية انجريد، وصنفتا على أنهما إعصاران. وقالت الدراسة «لم يحدث أن مر موسم دون وقوع إعصار مدمر منذ عام 1994، وعدد الأعاصير التي اجتاحت المنطقة هذا العام هو الأقل منذ عام 1982».

ويبدأ الموسم الرسمي للأعاصير من الأول من يونيو (حزيران) وحتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. وكان كثير من خبراء التنبؤات الجوية توقعوا أن يكون هذا الموسم «نشطا أو فوق المتوسط». وقالت شركة «ويليس ري»: «إلا أنه كان في واقع الأمر واحدا من أهدأ المواسم التي شهدتها الأعوام العشرون الماضية».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2182071

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2182071 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40