الأحد 4 تموز (يوليو) 2010

هل هؤلاء ينتمون حقاً إلى شعب فلسطين؟

الأحد 4 تموز (يوليو) 2010 par حسن خليل

غداة العدوان اليهودي الصهيوني الإجرامي على ركاب سفينة مرمرة التركية قائدة أسطول الحرية في عرض البحر المتوسط قبل نحو شهر، واهتزاز الضمير العالمي في كل أنحاء المعمورة فزعاً وقشعريرة من هول الجريمة الوحشية التي ارتكبها جنود الكوماندوز الصهاينة، وارتفاع صيحات الجماهير الإنسانية منادية بضرورة رفع الحصار المفروض حقداً وظلماً وطغياناً مركباً على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أربعة أعوام، والذي ازداد همجية وضراوة منذ عام ونصف العام.. فوجئنا بلهجة مستهجنة يخرج بها علينا في نفس الوقت اثنان ممن يسميان نفسيهما مستشارين لرئيس السلطة في رام الله السيد محمود عباس، وكان واضحاً من تشابه النبرة واللهجة أنهما يغرفان من إناء واحد.. قال الاثنان؛ عزام الأحمد الذي احتل موقع رئيس المجلس التشريعي في كل المحافل الدولية، والطيب عبد الرحيم الذي يغفو ويعيش في عالم آخر معظم ساعات يومه، قال الاثنان :

- غريب هذا الذي نسمع؟ من قال إن شعبنا في قطاع غزة يعيش في ظلّ حصار خانق؟ السلطة تحول رواتب شهرية بالدولار لأكثر من ستين ألفاً من الموظفين.. إنّ القطاع يستأثر بـ(60%) من مجمل ميزانية السلطة!!، وسألت قريبي القادم من غزة منذ شهرين، فقال :

- هذا الكلام صحيح.. فالأنفاق تشكل دخلاً هائلاً لسلطة غزة، ويضاف إلى ذلك صرف رواتب لحوالي سبعين ألفاً.. والله الحياة عندنا أرخص من مصر والأردن!! وللعلم فإن قريبي له ثلاثة أبناء يتقاضون رواتب مجزية من السلطة، وهم جلوس في بيوتهم، ومثلهم ولدان لأحد إخوانه.. فقلت له :

- وحوالي مليون عامل من أبناء القطاع كيف يعيشون وهم عاطلون عن العمل منذ أربعة أعوام لا يجدون ثمن علبة حليب لأطفالهم.. وآلاف المرضى لا يجدون العلاج المناسب لأمراضهم، والموت يتخطفهم ليلا نهارا، وأصحاب عشرين ألفا من المنازل التي تهدمت على رؤوسهم.. كيف يعيشون في البرد والحرّ والعراء القاتل.. ماذا يعني كلّ هذا؟ أم أنكم تنظرون إلى بقية سكان القطاع من خلال حياتكم، وتبكون فقط لأنكم لا تتحركون بحرية لتعيشوا حياتكم المترفة كبقية المتراكمين في رام الله وفنادقها؟!

وهل هناك ما هو أشدّ فتكاً وإيلاماً من هذا الحصار الممتزج بصواريخ الصهاينة ورصاصهم الذي يجتاح شعبنا من السماء وعلى الأرض الزراعية والمصانع وعلى الصيادين؟

وكنت - يشهد الله - أحسّ بالريبة والتخوف وأنا أشاهد من يحمل لقب رئيس فلسطين وهو يتحرك فوراً في أعقاب كل سياسي أو مسؤول عربي أو دولي يتحدث عن ضرورة رفع الحصار عن شعبنا في قطاع غزة؛ لأنه يعيش في ظل كارثة إنسانية لا يستطيع أحد أن يتحملها!! كنت أتساءل : ماذا يمكن أن يفعل المسمى رئيسنا؟ هل يشد على أيدي من ينادي بتحرير شعبنا من الأسر الكبير؟ ويدفعنا إلى هذا الإحساس ما سمعته من مستشارَيْه سابقَيْ الذكر!! إلى أن قرأت قبل أيام مقابلة الرئيس في صحيفة «الأيام» التي تصدر في رام الله.. ذهلت، بل صعقت.. ماذا أقرأ، وما هذا الذي يقوله رئيس دولة فلسطين؟

هل يمكن أن يتفوه مسؤول في أي دولة في هذا الكون وزيراً كان أو رئيساً بمثل هذا الكلام عن شعبه؟ وهل يصدق أحد أن رئيس أي دولة يتوسل إلى رؤساء الدول صاحبة القرار كي يتمهلوا في رفع الحصار عن نصف شعبه؟ ولماذا شاركت في ثورة «فتح» يوم 1/1/1965م؟ ولماذا رددت طويلا شعار «ثورة ثورة.. حتى النصر»؟ ولماذا لم تنسحب من قيادة تلك الثورة؟ هل كنت تريد فقط أن تمتطيها لتصل على ظهرها إلى كرسي الرئاسة وتكون وحدك صاحب القرار!!؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2178753

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2178753 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40