الثلاثاء 10 كانون الأول (ديسمبر) 2013

دعوة لجبهة عربية موحدة

الثلاثاء 10 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par زهير ماجد

في غمرة الحرب الدائرة على سوريا، وأمام تردي الأوضاع العربية الأخرى بما تأخذه من تعابير مختلفة تبعث على القلق المستقبلي، يمكن للمثقفين العرب ان سلمنا جدلا بقدرتهم على قيادة مشروع عربي هام، ان يضعوا اللبنة الاولى في انشاء جبهة عربية عريضة تضم جميع القوى المناهضة للصهيونية والاستعمار بكل اشكاله وللقوى الرجعية وغيره من الأصوات الشاذة عربيا .. هذه الجبهة يفترض أن تمتد من المحيط الأطلسي الى بحر العرب، وان تشمل كافة القطاعات العربية وان تغزو المجتمعات الشعبية في مرحلة لاحقة.
اعتقد ان مثل هذا المشروع قد تحدده نواة طليعية تحمل مسؤوليته على اكثر من صعيد فكري وتنظيمي وقيادي .. والطليعة عادة هي الأكفأ والأكثر قدرة فكرية وخبراتية ولديها تجربتها الوطنية والقومية. بل ان هذه الطليعة هي الأكثر تضحية وقدرة على العطاء بحكم مسؤوليتها التاريخية التي ستتحول لاحقا الى قيادة للعمل الجماهيري.
اذ ليس الحال العربي اليوم مايسر البال والنفس، حيث الأمة في قمة هرم أزماتها، والشعوب ضائعة بين مفاهيم وميادين، والشعارات التي ترفع يظهر بعدها انها ليس من صميم برنامج التغيير الذي تدعو اليه، هي باختصار شعارات فيها موهبة كتّاب، كما انها طريقة للتعبير لابد من وجودها امام تلاطم الناس الذين يدقون في هذه الايام على باب العصر طالبين فتحه من اجل ولوجه والوصول الى الهدف الثمين، وهو عالم عربي جميل جليل منقاد بوطنيته وبقراراته، مرشح لأن تكون تلك الجبهة مقدمة لوحدة أعم وأشمل.
ولهذا السبب،لابد من الدعوة الى مثل هذه الجبهة وان كانت هنالك صعوبة في ايجاد اللحمة في مابينها .. فلماذا لايكون هنالك حزب طليعي عربي يتمثلها وكل المواهب العربية لديها القابلية ان تكون طليعتها وحاملة لوائها .. ثم ان تلك الجبهة ستكون خير عامل على استعاد المبادرة لتحريك الشارع العربي على قاعدة برنامج واضح شامل ومعلن عن التزاماته الكبرى ، اضافة الى اظهار قياداته التاريخية التي ستتحمل عبأها مهما كان الثمن.
ان جبهة من هذا النوع يمكن لها ان تغير من طبيعة المعارك الوهمية التي يخاض بعدضها اليوم، نحو معارك مؤسسة لتغيير حقيقي، في الذهنية ، وفي المنطلق وفي المباديء وفي شكل اللحمة في مابين العرب. ولأن العرب في حالة تشتت، وهم كذلك دائما، فان لزوم قيام الجبهة يعني تغيير مسار الأمور وضبطها وتنظيمها واعطاء كل شأن حقه .. وهنا لابد من القول ان مثل هذه الجبهة قد تلاقي مايجري في سورية العربية بنصرة تستحقه، ولعل سورية اليوم هي الأكثر توترا بين العرب، وما يلزمها ان يكون هنالك عالم عربي مؤازر لها في طبيعة نضالها، من اجل الزام بعض القوى التي تعمل على تسليح وتمويل الجماعات المسلحة والتي اخذت على عاتقها تخريب سورية بكافة الاشكال لأسبابها هي وليس لأي سبب آخر.
ومع صعوبة هذا المقترح الذي أظن ان البعض يناقشه بين الكواليس وفي الجلسات التنظيمية، فان ثمة اياد أمينة تعمل عليه وتسعى لاحلاله، وقد بدأت بالفعل حمل بعض ملفاته وتسويقها بين القوى العربية الفاعلة، رغم انها تلقى من البعض تمهلا ومن آخرين استعجالا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165372

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165372 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010