الاثنين 9 كانون الأول (ديسمبر) 2013

الوطن العمانية: الاحتلال وتبادل الأدوار في تعميم الأوهام

الاثنين 9 كانون الأول (ديسمبر) 2013

لم تكف يومًا المستعمرة الكبرى في المنطقة المسماة “إسرائيل” التي أقيمت بمؤامرة قوى غربية عن مخاطبة العالم من موقع الباحث عن “السلام والأمن” وأنها تسعى إليه، في حين الواقع يؤكد بالأدلة والوقائع عكس ذلك، وأن هذه المستعمرة انتهجت سياسات مضادة تمامًا لمفهومي الأمن والسلام، وراحت تختلق العوائق وفبركة الأكاذيب وحوك المؤامرات لقطع الطريق على الجميع نحو إرغامها على الالتزام بالوفاء بالاستحقاقات الواجبة، ولشن الحروب وارتكاب المجازر والسطو على حقوق الآخرين، في دلالة واضحة على أن هذه المستعمرة الكبرى تعلم يقينًا أن بقاءها مرتبط بكميات الدم التي تسفكها بصورة مستمرة، وأن اختفاءها مرتهن بوقف نهجها العدواني وإراقة الدماء.
ووفق هذه الحقيقة، وفي خضم المفاوضات الجارية مع الجانب الفلسطيني وبضغط أميركي لافت على الفلسطينيين، لا يزال قادة الاحتلال يدلسون ويختلقون المزاعم والأكاذيب ويصورون مستعمرتهم على أنها وسط وحوش توشك أن تنقض عليها، وبالتالي لا يمكن الوصول إلى سلام حقيقي وشامل مع الفلسطينيين، محاولين تصوير ما يجري من فوضى “الربيع العربي” على أنه “سونامي” يتحرك لجرفهم تمامًا من المنطقة.
وفي ظل هذا التسويق الكاذب للأوهام والمزاعم أخذ قادة الاحتلال يتبادلون الأدوار في إطلاق التصريحات التي لا تعبر في النهاية إلا عن نتيجة واحدة وهي “لا سلام مع أحد”، ففي الوقت الذي يزعم فيه بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال أنه مستعد للتوصل إلى ما أسماه (حل تاريخي) في المفاوضات الجارية مع الجانب الفلسطيني، يرد عليه أفيجدور ليبرمان وزير خارجية الاحتلال، محاولًا الربط بين الجمود السياسي المستمر منذ عامين وبين فوضى “الربيع العربي” التي “أعطت دفعة لجماعات إسلامية معادية لإسرائيل” بالقول: “أي أحد يعتقد أن من الممكن أن نصل إلى حل سحري لسلام شامل مع الفلسطينيين في قلب هذا المحيط الاجتماعي الدبلوماسي .. هذا السونامي الذي يهز العالم العربي هو شخص لا يدرك الأمور”. مضيفًا: “هذا مستحيل. من غير الممكن حل الصراع هنا. الصراع يمكن إدارته ومن المهم إدارة الصراع ... والتفاوض للتوصل إلى اتفاق انتقالي طويل الأجل”.
إن الواقع الذي يشهد مدى استخفاف المحتلين الصهاينة وتمردهم على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وعدم الجدية لا يمكن عزله عن ما يتحكم في المنطقة من فوضى ما يسمى “الربيع العربي”، فهذه الفوضى التي وصفها ليبرمان بـ“سونامي” هي بالأساس “ربيع إسرائيلي” بامتياز لا يزال الاحتلال يجني ثماره على أكثر من صعيد وأكثر من اتجاه، فأُسقطت من أجل بقاء كيان الاحتلال الصهيوني أنظمة ودمرت دول عربية ولا تزال تدمر أخرى لبلوغ أحلامه التلمودية، وبالتالي فهم لا ينظرون إلى القضية الفلسطينية إلا من زاوية أهمية ترتيب المشهد في الخارج وتهيئة الأرض أولًا، ومن ثم البدء بعملية التصفية النهائية من الداخل.
هذه هي حقيقة المستعمرة الكبرى “إسرائيل” وهذا هو واقع المفاوضات ومؤداها ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2165988

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165988 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010