الخميس 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

صراعات الفساد

الخميس 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

أنصار محمد دحلان القيادي المفصول من «حركة فتح» يعرفون أكثر من غيرهم كيف وصلت العلاقة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الوزير محمود الهباش، وزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية، هذا الحد من القوة والمتانة، والذي بات بفعل العلاقة القوية هذه إلى التعامل على أنه الوزير الأول في السلطة في الترتيب عند الرئيس، قبل وزراء الحقائب السيادية.
مقربون من دحلان شنوا هجوما على الهباش، وأبرزهم القيادي سفيان أبو زايدة عضو المجلس الثوري لحركة فتح الذي تعرضت عربته قبل أيام لحادثة إطلاق نار من قيل مجهولين في مدينة رام الله، كتب مقالا وضع فيه تصورا (بصورة تهكمية) على خطبة لصلاة الجمعة يلقيها الهباش أمام الرئيس عباس في مسجد (مقاطعة ياسر عرفات) في رام الله، وهو ما يعرف بمسجد التشريفات الذي يؤدي فيه الرئيس الفلسطيني صلاة الجمعة كل أسبوع.
أبو زايدة في مقالة الطويل انتقد خطبة الهباش الأخيرة التي انتقد فيها أي الهباش أمام الرئيس (اؤلئك الذين يتطاولون على المقامات العليا)، وقال ان الخطبة كما كانت (عبارة عن خطبة لقائد سياسي او ناطق اعلامي اكثر منها خطبة دينية).
الرجل القريب من دحلان كتب يقول أيضا (اتفهم ان تخصص خطبة جمعه كاملة تدافع فيها عن الرئيس، هذا ليس من حقك فقط و لكن من واجبك ايضا، لما لا والسيد الرئيس فرط برئيس وزراء من اجل ان تبقى أنت وزير وكاد ان يفرط برئيس وزراء آخر لولا أن الأخير تراجع عن موقفه، لما لا وأنت بالنسبة للرئيس أهم من أي عضو لجنة مركزية و أهم من أي عضو لجنة تنفيذية، وان الموقف السياسي لفتح و للمنظمة يمكن انتظاره لحين خطبة الجمعة التي تلقيها أنت)، وتابع بعدها متهكما على خطب الرجل الدينية.
الانتقاد الكبير هذا للهباش والذي تجدد مؤخرا سببه الرئيس اطلاق النار على سيارة أبو زايدة، فالرجل كما أتباع دحلان من قيادات فتح في غزة المقيمين في الضفة، انتقدوا مؤخرا أخذ الهباش للسيارة المصفحة التي كان يستخدمها دحلان خلال تواجده في الضفة الغربية، وهي ما تعرف إلا الآن باسم (سيارة دحلان)، حيث يبرر الهباش استغلاله لهذه السيارة بخشيته على حياته، فهو أحد المسؤولين القليلون الذين لا تقف عرباتهم أمام الإشارات الضوئية في شوارع الضفة الغربية، بأمر من الرئيس عباس، خشية من الاغتيال.
وبالعودة للموضوع الأساسي فعلاوة على تأكد أنصار دحلان أن حوادث إطلاق النار على عرباتهم تحمل رسائل من الخصوم المعروفين في الضفة، فإن تحديدهم لشخص الهباش للهجوم لم يكن وليد الصدفة، بقدر ما يحمل كره للرجل، الذي قدموه بوما ما قبل سيطرة حماس على غزة، وتحديدا بعد انتهاء الانتخابات وفوز حماس على أنه سيكون أبرز معاونيهم في انتقاد حماس، كونه كان أحد أبرز قادة الحركة يوما ما، ومن ضمن من عملوا في حقبة الثمانينيات مع جماعة الإخوان المسلمين في عزة.
فيقول منهم أن الهباش كان من خيارات دحلان في حكومة الدكتور سلام فياض الأولى التي شكلت بعد طرد حماس لقوات حركة فتح من غزة، لدرجة أن الهباش بقي إلى جانب وزير الخارجية هما الشخصان اللذان حافظا على بقائهم في الحكومة بدلا عن الآخرين، وكاد الهباش أن يطيح برئيس الوزراء الحالي رامي الحمد الله لو بقي مصر على إخراجه من حكومته، خاصة وأن الرجلان تخاصما في اجتماع للحكومة بشكل علني.
مؤخرا وعقب حادثة إطلاق النار على سيارة أبو زايدة وقبلها ماجد أبو شمالة المقرب هو الآخر من دحلان، بدأ هؤلاء ودائرة أنصارهم ويطلقون على أنفسهم مسمى (الحراك الفتحاوي) يتحدثوا بصوت عال وهم يفكون طلاسم العلاقة الوطيدة بين الهباش والرئيس، بالكشف أن سببها كان إبلاغ الأول وبالتسجيل انتقادات دحلان للثاني وأبناءه، وهي التي فجرت الخلاف بين الطرفين (عباس ـ دحلان)، وأدت إلى إقصاء دحلان من اللجنة المركزية لفتح، متخذا (الهباش) من ذلك نقطة ارتكاز لتوطيد علاقته بالرئيس، التي جعلت أبو مازن يتمسك به كوزير رغم رفضه من رئيس الوزراء الحالي رامي الحمد الله.
من بين ما همس به مطلعون ل (رأي اليوم) أن عباس تسلم تسجيلات وعلم بمخططات فريق دحلان الذي كان يعقد اجتماعات في القاهرة ضده عن طريق الهباش، الذي كان حاضرا في بعضها، وهو الذي أنشأ من وقتها حالة عداء بين دحلان وأنصاره من جهة وبين الهباش من جهة أخرى علاوة عن خلاف دحلان مع أبو مازن واللجنة المركزية.
ولا تتواني المواقع الاعلامية التابعة لدحلان من شن حملات انتقاد شديدة ضد الهباش، ونشرت مؤخرا صورة عن بلاغ مقدم لرئيس هيئة مكافحة الفساد تطالبه بالتحقيق مع الهباش، وسؤاله عن مصدر ثراءه وعقاراته في الضفة الغربية، موقعة من (مواطن فلسطيني مقهور).
ورغم الانتقادات الأخيرة والحادة من فريق دحلان إلا أن الهباش لازم الصمت حتى اللحظة رغم أنه معروف بقدرته على الرد، واستخدم ذلك مرارا في مهاجمة خصوم أبو مازن وحركة حماس.
ومن أنصار دحلان هنا في الضفة الغربية من يتحدث عن شخصيات قيادية كبيرة أخرى تعاونت مع بداية نشوب الخلاف مع الرئيس ودخلت في التحالف ضد دحلان، ويسترسلون أكثر في الشرح عن (الخيارات الخاطئة) للرجل المقيم الآن في الإمارات بعد الخروج بالإجبار من الضفة.

- رأي اليوم



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165238

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع شؤون الوطن المحتل  متابعة نشاط الموقع أخبار تيارات التصفية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165238 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010