على موقعها بشبكة الانترنت تقول احدى شركات الأمن الخاصة الدولية ان هدفها الأساسي هو دعم عودة الأعمال التجارية الدولية في قطاع الأعمال الليبي من خلال مجموعة متكاملة من وسائل النقل وخدمات إدارة المخاطر اضافة إلى توفير خدمات مخصصة لعدد متزايد من المنظمات غير الحكومية في جميع مناطق ليبيا. هذه واحدة من شركات عدة دخلت ليبيا وبنت قواعد لها منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي حتى قبل أن يستقر الحكم للسلطة الجديدة التي كشفت بدورها في سبتمبر الماضي إنها بصدد التعاقد مع عدد من الشركات الأمنية الأجنبية لـ»حماية الحدود والمساعدة في تأهيل الجيش الوطني». وتعود أولى بوادر دخول الشركات الأمنية الخاصة إلى ليبيا إلى بدايات الاحداث التي أطاحت بنظام القذافي حيث قتل رئيس شركة «سيكوبيكس» الامنية الفرنسية الخاصة في بنغازي كما تم اعتقال 4 من موظفيه وبقي السؤال قائما حول هل ما اذا كان مقتله جاء نتيجة خلاف على حاجز للشرطة الليبية تحول إلى اطلاق نار، ام في اطار قضية تجسس؟.
وشأن كل زميلاتها كانت أيضا شركة «سيكوبيكس» تقدم نفسها على انها جاءت لتقديم حماية امنية لرجال الأعمال والمساعدة في تدريب القوات الوليدة.
وعلى النقيض من الطريقة التي تقدم بها هذه الشركات نفسها تفيض التجارب السابقة بكوارث عدة تصدرت البطولة فيها هذه الشركات في كل من العراق وأفغانستان.
ففضائح (بلاك ووتر) في العراق وأفغانستان ليست ببعيدة عن الذاكرة وكان من الجرائم الذي وجد طريقه للنشر قتل مدنيين افغانيين بإطلاق الرصاص عليهما في وأيضا قتل 17 مدنيًّا عراقيًّا في ساحة النسور ببغداد بينهم نساء وأطفال.
وقد استخدمت شركات الأمن الخاصة كوسيلة غير خاضعة للقانون ولكنها تعمل من أجل تنفيذ أهداف وسياسات ذوي المصالح مع الحرص على ان تكون لهذه الشركات نوع من الحصانة يعفيها من الخضوع إلى قوانين الدول التي تعمل بها.
ومن الواضح ان عيون شركات الأمن الخاص باتت منصبة على منطقتنا خاصة وأن الانفلات الأمني هو السمة الغالبة في بلدان كثيرة منها الأمر الذي جعل لعاب هذه الشركات يسيل نحو كعكة ينتظرون منها أن تدر عليهم أرباحا بالملايين.
والقاسم المشترك في كل الدول التي برز فيها نشاط شركات الأمن الخاصة هو اختفاء دور الجيش الوطني وانهيار أجهزة الأمن نتيجة هجمات غالبا ما تكون بأيد داخلية وبرعاية قوى خارجية الأمر الذي يصنع حالة من الفراغ الأمني سرعان ما يسعى أصحاب المصالح إلى ملئه بمرتزقة يمثلون الوجه الجديد لجيوش المستعمرين الذين جاؤوا محتلين بدعوى حماية شركات وجاليات بلدانهم زاعمين انهم حاملون لمشاعل التحضر وقيم الديمقراطية. واذا كانت الجيوش الوطنية في المنطقة هي من خرجت من رحم كفاح الشعوب وتصدت للمستعمر القديم فإن وجود هذه الجيوش والالتفاف الشعبي حولها هو صمام الأمان للتصدي للمستعمر الجديد.
الثلاثاء 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013
استعمار بوجه جديد
الثلاثاء 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013
par
هيثم العايدي
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
57 /
2178813
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
15 من الزوار الآن
2178813 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 17