الأحد 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

انتحاريون وليسوا شهداء !

الأحد 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par زهير ماجد

دخل لبنان في نادي الانتحاريين بعدما عرف (استشهاديين) ابان الاحتلال الاسرائيلي... وصلت ريح الموت المفتعل إليه .. فبعدما كشف عن أن أحد الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما قرب السفارة الإيرانية هو لبناني ومن مدينة صيدا الجنوبية بالذات ، صار لهذا البلد الذي قدم شهداء وقتلى على مر تاريخه المعاصر، ماهو اكبر من عدد شعبه الذي تجاوز الاربعة ملايين بقليل، فيما مات في حربه الاهلية اكثر من مائة وخمسين الفا، الى جانب مائة الف معوق وسبعة عشر ألف مفقود. واما في حروبه مع اسرائيل فكثير .. ومع ذلك يطل الانتحاريون من شعبه ليقدموا عرضا جديدا من الموت المجاني غير المقبول لافي الأوساط الشعبية ولا في المفاهيم الدينية. فحتى لو كان المقصود السفارة الايرانية، فهي مكان لبناني بالدرجة الاولى وسط عالم لبناني من شتى الاجناس، اذن لايحق لأحد اعتبار من فجر نفسه من الشهداء، تلك التسمية لاتنطبق سوى على مقارعة عدو، مثل اسرائيل التي وحدها تحتل العداوة، وما بقي هم اخصام إن في العقيدة أو في الحزب او في المفهوم ..
في المقابل قدم لبنان خلال تاريخ الاستشهاد كوكبة من المجاهدين الذين قدموا في سبيل وطنهم ارواحهم واجسادهم، وليس الاستشهادي احمد قصير الذي يحتفل قبل ايام بعملية استشهاده سوى اللبنة الاولى التي نفذت واحدة من اكبر العمليات في التاريخ اللبناني وتكاد ان تكون الاولى من هذا النوع، حينما فجر نفسه بمبنى الاستخبارات الاسرائيلية في صور في العام 1983 اي بعد اقل من عام على اجتياح لبنان، فتهدم المبنى وقتل فيه ضباط وجنود استخبارات اسرائيليين يفوق المائتين .. تتالت على اثره العمليات المشابهة حين دخلت شاحنة تحمل اطنانا من المتفجرات بمبنى يقطنه رجال المارينز الاميركيون فمات على الفور كل من فيه وهم اكثر من 260 ، فيما كان موقعا فرنسيا يتعرض لعملية جهادية يذهب ضحيته اكثر من سبعين جنديا فرنسيا .. دون أن ننسى عملية الفتاة سناء محيدلي التي بات لها في كل عاصمة عربية تقريبا شارع باسمها، والتي نفذت اجرأ عملية ضد الجيش الاسرائيلي .. والحقيقة انه على مدار لاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان، اي ثمانية عشر عاما قد نفذ خلالها إحدى عشرة عملية فقط وكلها ضد اسرائيل او مواقع اعداء مشابهين.
العمليات ضد عدو إذن، هي تصحيح لتاريخ وضرورة مطلوبة من اجل ان تصنع خوفا دائما لديه، وان تبشره بان شعبا لايهاب الموت هو الذي ستواجهونه على مر السنين، وقد ثبت ذلك خلال تاريخ الاحتلال الاسرائيلي للحزام الأمني اللبناني، كما ثبت قوة وايمان هذا الشعب على اختيار لحظات استشهاده بعمليات ذات اثر نوعي كان لابد من تنفيذها.
أما أن توضع سيارات مفخخة وسط اماكن شعبية او مكتظة بالناس او تنفيذ عملية انتحارية لن تغير من الواقع القائم شيئا، بل قد تزيد من الاصرار على مواقف الجهة التي استهدفت، فانها عبارة عن موت مجاني لاطعم له ولا لون ولارائحة ولن يؤدي اغراضه، بل يكون الذي قد مات قد انتحر فعلا، وكل ما صار ان الذي قام بتشغيله انهالت عليه مكاسب مادية ومعنوية لأنه تمكن من غسل ادمغة صغار في السن كما هو حال انتحاري السفارة الذي يبلغ من العمر واحدا وعشرين سنة، اي انه لم يزل في مرحلة الجنون الجسدي والعقلي الذي يمكن غسل دماغه بسهولة وارساله في مهمة من هذا النوع من اجل ايصال رسالة ذات معنى لن تغير او تبدل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 50 / 2178333

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2178333 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40