الاثنين 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

عشرة أيام قد تهز العالم

الاثنين 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par زهير ماجد

فرصة جديدة .. عشرة أيام من أجل نتيجة مبهرة ليست شيئا .. اللهم إذا كانت بمستوى الطموح الإيراني، والمطلب الأميركي الأوروبي .. قد تكون هذه الأيام العشرة يوميات دسمة لإنجاز الاتفاق الذي يتكون في النهاية من بنود قد تهز العالم لما ستكون عليه من برمجة تعطي ايران مالإيران، وتقدم للاميركي والاوروبي سعيه..
من الواضح ان قطع وزير الخارجية الاميركي جون كيري سفره إلى الجزائر من اجل الاشراف على اللحظات الساخنة في جنيف اشارة ايجابية، كما ان كاترين آشتون التي كان لديها لقاء عمل في ايطاليا، فضلت بقاءها في المباحثات مع وزير الخارجية الايراني لطيف على أمل ان يخرجوا بالولادة الكاملة للاتفاق الكامل .
المسعور الوحيد الذي أصابته رعشات القلق والخوف وتنامت لديه الأحاسيس الثقيلة من حصول الاتفاق، كانت اسرائيل. ليس غريبا موقف طاقمها الحاكم، كانت علامات الأسى على وجه نتنياهو تنبئ بحال طاقمه الحاكم وغير الحاكم، واذا كان ثمة من عثرات، فهو الموقف الفرنسي الذي أودع فيه الاسرائيليون سر رفضهم الاتفاق فقام وزير الخارجية فابيوس بمحاولة قلب الطاولة، وأدخل نفسه في تفاصيل تقنية ربما لا يفهمها، مع ان فرنسا واحدة من كبار المشتغلين في الحقل النووي، بل هي التي زودت اسرائيل بمفاعل ديمونة عام 1956، فكانت هدية حملها معه آنذاك شيمون بيريز فكانت العملية التي أرادها بن غوريون ابو ذلك الكيان الغاصب.
لكن البعض يضيف إلى تلك التفاصيل، ان الوفود غرقت ايضا خارج نص الاتفاق النووي، اي انها ذهبت باتجاه ترتيب ملف كامل يشمل القضايا الحساسة التي لإيران علاقة بها، وفي مقدمتها العدوان على سوريا، ووضع حزب الله ومن ثم العراق ... ان مجرد رعاية مزدوجة من كبيرين للمؤتمر، لافروف وكيري، كان يعني تجاوزه من قضية النووي إلى أكثر من قضية، فهل تأجيله إلى العشرين من الشهر الجاري بمثابة عشرة ايام في غاية الأهمية قد تثمر من خلال مباحثات ثنائية وأخرى جماعية، وربما تكون مسألة التخصيب التي يطالب بها الغرب ان تكون 5 بالمائة فقط، واحدة من المعضلات، خصوصا ما قاله الرئيس الايراني حسن روحاني في هذا الاتجاه وكأنه كان يرد على تلك النقطة بالذات.
المطلعون يؤكدون ان الاتفاق قطع شوطا، مع انهم يخافون من التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان احيانا، مع ان قراءتهم الدقيقة للموقف الاميركي تقول بأنه موقف نابع من فهمه لطبيعة المرحلة استراتيجيا ورؤيته لاسرائيل وبعض دول المنطقة بأنها قابلة لأن تتهاوى في اية لحظة، اذ لم يعد هنالك من حصانات لها، وبالتالي تريد اميركا اخراج نفسها من معادلة خاسرة في المستقبل قبل فوات الأوان.
حينما نقول اذن، انها عشرة ايام باقية وبعدها اما ان يهتز العالم بعد التوقيع على الاتفاق، واما ان يعود حيث هو عليه الآن، مع كل المخاطر التي يحملها وخصوصا ما هو مثبت في العقل الصهيوني اتجاه ايران. لكن مساحة التفاؤل ما زالت غالبة، رغم ان سعي ايران الحثيث من وراء هذا الاتفاق ان تخرج من دوامة الحصار وشرطها الاساسي أو يفلت النفط ومن ثم المعاملات المصرفية من هذا الجائر.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165381

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165381 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010