الجمعة 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

“إسرائيل” تسيّج احتلالها

الجمعة 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par الياس سحاب

إنها لحظة التجليات التاريخية للحركة الصهيونية، تكشف عن أعمق مكنونات مشروعها التاريخي، في لحظة فارقة يغرق فيها العرب من حولها في شؤونهم الداخلية، حيث بلغت جامعة الدول العربية مرحلة تكاد لا تستطيع فيها المحافظة حتى على تماسكها الخارجي الشكلي .

فجأة، قررت الحركة الصهيونية، استكمال إقامة الجدران والاسوار والسياجات التي تقيمها في الداخل والخارج، وما علينا سوى تأمل خارطة الأسوار الجديدة التي تنطلق “إسرائيل” نحو إقامتها، حتى ندرك أنها في الوقت نفسه خارطة الاحتلال “الإسرائيلي” بكامل حدوده، وأيضاً خارطة فلسطين التاريخية:

- سور في الأغوار، على حدود فلسطين مع شرقي الأردن .

- وسور بين إيلات وصحراء سيناء، على حدود فلسطين مع مصر .

- وسور يحيط بالجولان المحتل، في توسيع لفلسطين التاريخية المحتلة، على حدودها مع سوريا .

فجأة، نلاحظ أن توقيت إقامة هذه الأسوار الجديدة، وتسييج حدود فلسطين التاريخية واستيعابها بكاملها تحت سلطة الاحتلال “الإسرائيلي”، تتزامن مع عدد من الأحداث:

- الاستمرار في الحلقة المفرغة للمفاوضات الكارثية مع السلطة الفلسطينية، المتواصلة منذ عقدين من الزمن من دون طائل، ستاراً لاستكمال عملية تهويد ما تبقى من فلسطين التاريخية .

- إحياء نظرية استكمال تهويد المسجد الأقصى بل إطلاق مشروع السيطرة الكاملة عليه، بعد سلسلة الإنشاءات العمرانية التي أحاطت به من كل جانب، بإطلاق فكرة تقسيم المسجد الأقصى للصلاة فيما بين المسلمين واليهود .

- استكمال توسيع دائرة الأسرى الفلسطينيين، إلغاء للخطوة العملية التي أطلقت فيها مئة وأربعاً من آلاف الأسرى، تحت حجة تشجيع وتسريع مسار المفاوضات، وذلك بأن قامت “إسرائيل” بعدة خطوات لإعادة اعتقال أعداد من الفلسطينيين تفوق حتماً أعداد المطلق سراحهم، وذلك في دوامة استكمال الدائرة الصغرى للأسرى الفلسطينيين، التي تتكون من بضعة آلاف من المعتقلين الدائمين في السجون الإدارية، والدائرة الكبرى للأسرى التي تضم كل ما تبقى من شعب فلسطين تحت نير احتلال العام 48 احتلال العام 1967 .

ذروة الخزي العربي أمام كل هذه الأحداث، أن نتذكر أننا نملك منذ أكثر من ثلاثين عاماً، لجنة عربية عليا لشؤون القدس، منذ أيام ملك المغرب الراحل، الحسن الثاني . وهي لجنة تمت أمام ناظريها، عملية تهويد كل الأحياء العربية المتبقية في القدس، في وقت تهدر فيه في كل عام مليارات الدولارات العربية، من دون أن يصل النزر اليسير منها إلى حيث يتم إنقاذ ما تبقى من عروبة القدس . حتى وصلت الأمور في العام ،2013 إلى أن يتم التوجه تحت أنظار وأسماع الأمة العربية كلها، نحو تقسيم المسجد الأقصى للصلاة ما بين المسلمين واليهود .

نعود إلى خارطة الأسوار الجديدة التي ستطوق حدود فلسطين التاريخية مع الأردن ومصر وسوريا،في عملية تحد صهيوني سافر، لأي سلطة عربية، وفي تحديد واضح بل صارخ للمصير النهائي لأرض فلسطين في أي من المفاوضات التي تجري بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، وأي من المعاهدات التي تم توقيعها بين “إسرائيل”، وبعض ما يحيط منها من دول عربية .

إنها لحظة تاريخية عربية، تشير إلى أسوأ نقطة وصلت إليها قضية فلسطين، منذ انطلاقها، حيث وقعت بكاملها تحت الاحتلال، وسط أهدأ العلاقات السياسية بين دولة الاحتلال الصهيوني، وسائر دول الامة العربية .

هل سمعتم آخر أنباء المفاوضات الفلسطينية مع “إسرائيل”؟ لقد قام الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بوضع استقالته تحت تصرف محمود عباس، على أساس أن المفاوضات طريقها مسدود .

وها هي “إسرائيل” تسيج كامل احتلالها لأرض فلسطين التاريخية .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165788

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165788 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010