الجمعة 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

“ولو كنتم في بروج مشيدة”

الجمعة 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par نواف أبو الهيجاء

استبق نتنياهو وصول جون كيري إلى فلسطين المحتلة بالإيعاز الفوري ببناء جدار ـ أو سور عازل ـ في الأغوار ربما يبلغ طوله مئة كيلومتر. الكيان الصهيوني يبني حاليا سورا آخر في الجنوب ـ إيلات ـ ليعزلها عن مصر بحرا. كما أنه يقوم بتشييد سور آخر يعزل فلسطين المحتلة والجولان السوري عن سوريا. وهو يبني أسوارا وأسيجة بين فلسطين المحتلة ولبنان. كل ما ورد وحدث يعلن الصهاينة أنها لأسباب أمنية؛ أي لمنع وصول أو تسلل من يناصب الكيان الغاصب العداء، ويسعى إلى إيصال الحق العربي الفلسطيني إلى أهله وأصحابه.
في هذه الأثناء شرع العدو ببناء نحو خمسة آلاف وحدة استيطانية في عموم الضفة الغربية، ومنها ألف وخمسمئة وحدة استيطانية في شرق القدس. وقال العدو عبر أجهزته الإعلامية إن اتفاق استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لا يمنع بناء المستوطنات أو البؤر الاستيطانية الجديدة. بل إن الصهاينة في مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين القدامى البالغ عددهم 104 لا بد لهم من إطلاق البناء الاستيطانبي على الأقل للمحافظة على الحكومة ووحدتها.
كما سرب العدو الإسرائيلي أنباء عن وجود اتفاق سري يقضي ببناء وحدات استيطانية مع السلطة الفلسطينية في التاسع عشر من يونيو دون أن تعترض السلطة على ذلك العمل. بدورها أعلنت السلطة في رام الله أن ما يجري هو اغتيال للمفاوضات ووضع حد لها، وإجهاض زيارة الوزير الأميركي المشرف على المفاوضات نيابة عن الإدارة الأميركية. وقد تسربت أنباء عن أن الوفد الفلسطيني المفاوض قدم استقالته وقيل له أن ينتظر نتائج اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح. اجتمعت اللجنة وأعلنت أنها قررت مواصلة المفاوضات حتى تنتهي مدة الأشهر التسعة المقررة لها. وجاء هذا في انتظار ما يحمله كيري للسلطة من ضمانات يمكن أن تجعل السلطة تعدل عن اتجاهها عرض موضوع الاستيطان على الجهات المعنية في الأمم المتحدة.
المشكلة أن السلطة هي الطرف الوحيد الذي يشاطر جون كيري تفاؤله بالمفاوضات رغم كل ما يقال ويعلن من تصريحات توحي بعكس ذلك. حيث كان الوزير الأميركي قد صرح في القاهرة أنه متفائل وغير متشائم، وأنه يأمل أن ينتج عن المفاوضات الفلسطينية (الإسرائيلية) اتفاق. المهم أن السلطة وقيادة حركة فتح قررتا المضي في التفاوض حتى موعد انتهاء المدة المعلن عنها وهي تسعة أشهر.
بعد مضي نصف المدة أطلق الاحتلال سراح اثنين وخمسين أسيرا فلسطينا، وفي الوقت عينه قام ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية وبمعدل مئتي وحدة استيطانية في مقابل كل أسير يطلق سراحه. وبعملية حسابية بسيطة فإن إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال والبالغ عديدهم نحو خمسة آلاف فإن العدو ينوي بناء نحو مليون وحدة استيطانية في الضفة والقدس لإسكان نحو أربعة ملايين مستوطن صهيوني. وهو أمر يبدو اليوم غير معقول.
إن العدو يريد أن يقول إنه متمسك بفلسطين كل فلسطين والقدس .. كل القدس وهو يبني الجدران والمستوطنات ويهود ويصدر القوانين ضد أبناء الوطن ويهدم مساكنهم ويصادر أراضيهم كي يبقى في الوطن كله.
ولكن للحقيقة وجهها الآخر المتعلق بموقف شعب فلسطين الذي يصر على تحرير كامل ثراه الوطني من البحر إلى النهر ومن رفح للناقورة. والتصميم هذا يجعلنا نردد أن الحق الفلسطيني وأن أصحاب الحق الفلسطيني وراءكم أيها اللصوص الغزاة: سيدرككم الحق وأهله (ولو كنتم في بروج مشيدة). وإذا كان المظهر اليوم يقول بأنه زمنكم فإن الجوهر يقول إنه زمن أصحاب الحق المتمسكين به، وإن قدموا على ما قدموه عشرات آلاف من الشهداء ومثلهم من الجرحى والأسرى.

Nawaf.m.abulhaija@gmail.com



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165473

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165473 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010