الأربعاء 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

الفرصة السانحة...

الأربعاء 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par صالح عوض

نمر بأحسن ظرف تاريخي سياسي موات على مستوى الأمة منذ عدة قرون.. فالعدو الإمبريالي الأمريكي يعيش حالة من الانحسار والوهن التي تضرب بعمق في روحه بعد حروبه الخاسرة تدهور اقتصاده القومي، حيث تزداد النفقات على الدخل القومي وتعاني كثير من الولايات من حالة إحباط شديد أرهق ولايات أخرى تقوم بتسديد العجز، فيما تشهد معدلات الجريمة تنام مستمر، وكذلك نسبة البطالة والمهمشين بلا تأمين صحي.. ولقد كانت حرب أمريكا على العراق هي آخر الحروب، حيث ملأ الروس الفراغ الذي انسحب منه الأمريكان..

اما أوروبا فهي أضعف من ان تغامر بحرب ضدنا، وعجز فرنسا وبريطانيا كان بالغ الدلالة على اي وضعية وصلتها أوروبا الاستعمارية العجوز.. وفي السياق نفسه يجب النظر إلى اسرائيل التي تمر بمرحلة النصف الثاني من عجلة الحياة اي الارتداد الى أرذل العمر.. فإسرائيل ليست عاجزة فقط عن القيام بضرب ايران.. ان اسرائيل عاجزة عن استفزازات حزب الله، فلقد قتلت مجموعة جنود استطلاع إسرائيليين منذ أمد قريب عندما حاولت الدخول قليلا إلى التراب اللبناني فابتلعت اسرائيل غصتها وهددت ولكن دون فعل وعجزت اسرائيل عن الرد على عمليات فدائية نوعية كان آخرها قبل يومين على حدود غزة ذهب على اثرها خمسة عسكريين إسرائيليين منهم ضابطان كبيران ولم تقم اسرائيل حتى الآن بأي رد فعل، الأمر الذي لم يكن سلوكا مقبولا او متوقعا من المؤسسة العسكرية الصهيونية.. اسرائيل الآن في حالة انهيار نفسي وعسكري بعد ان اضطرت للانسحاب من جنوب لبنان بالقوة المسلحة، ومن غزة تحت أزيز الرصاص المقاوم، وبعد ان جربت محاولتها لاحتلال الجنوب واحتلال غزة فلم يكن بإمكانها حسم المعركة بعد اسابيع طويلة، بل لجأت إلى وسطاء ينقذونها من حرب غزة.

الآن بعد ان فشل المشروع الأمريكي الغربي في سوريا، وبعد ان صمدت غزة وجنوب لبنان، وبعد ان بدأ الموقف العربي في اكثر من مكان، يستعيد لياقته ودوره الإقليمي، اصبحنا قادرين على التأكيد بأن المنطقة اصبحت تتحكم في مصيرها، وانها هي التي ستحسم قضاياها، وان التدخلات الأجنبية اصبحت عاملا ثانويا ولن يكون عاملا حاسما، الأمر الذي يعني ان قوة كبيرة ستكون للمنطقة في معالجة الملفات المستعصية.

الآن تتكشف الفرصة بوضوح امام المناضلين في المنطقة أن تقدموا لمعالجة ملفاتكم بقوة، فالعدو في مرحلة تراجع ولا يخدعنكم بمحاولاته الإعلامية في التغطية على عجزه.. وفي هذه المرحلة بالذات كلما تحررت إرادة الناس وطاقاتهم، سيتنازل العدو عن مطالبه ويتبدد في صحراء التيه.. النقطة الأساسية للانطلاق في الهجوم على العدو معنويا وسياسيا وعسكريا ينبغي ان تكون في فلسطين، في الضفة الغربية وقطاع غزة و48 ومحيط فلسطين، يجب ان ينهض الفلسطينيون من كبوتهم، فهي فرصة حاسمة قبل ان يتمكن العدو من ترتيب أوراقه.. فهل نبدأ بتسجيل انهيارات العدو او بتضييع فرصة تاريخية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 47 / 2165884

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165884 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010