السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

وهل يكفي “التوصيف”؟

السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par محمد عبيد

حديث مندوب فلسطين لدى اللجنة الثانية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ربيع الحنتولي، عن معاناة الشعب الفلسطيني، في ظل عجز المجتمع الدولي الكامل أمام قوة الاحتلال، وإسهابه في توصيف جرائم الاحتلال “الإسرائيلي” الشاملة التي لم تترك قطاعاً إلا وأصابته بالشلل، ولم تسمح ولن تسمح، بالتأكيد ببناء وتنمية في فلسطين المحتلة، لا يكشفان عجز المجتمع الدولي وحسب، وإنما يكشفان أيضاً عورات وعجز النظام العربي الرسمي والقيادة الفلسطينية .

لا أحد لا يدرك، ولا يؤمن بأن الكيان المحتل هو أبشع استعمار دموي توسعي اقتلاعي عرفه التاريخ الحديث، ولا أحد يستطيع إنكار فداحة جرائمه ولا دمويته، لكن العالم يغمض عينيه فقط إزاء كل هذا الإجرام، ويستسهل الصمت كونه لا يسمع صوتاً مدوياً ولا يرى رداً بليغاً من أصحاب الشأن الفلسطينيين منهم والعرب، على حد سواء .

مندوب فلسطين أكد أن قوة الاحتلال تعتمد سياسة ممنهجة بغرض السيطرة على الأرض والموارد الطبيعية بعد تهجير الفلسطينيين بالقوة، وقال خلال مناقشة اللجنة تقريراً عن الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للاحتلال، إن “إسرائيل” تفننت لمدة 46 عاماً في قمع الشعب الفلسطيني ونهب موارده الطبيعية واستغلاله، كما تجبره على العيش بالحد الأدنى من إمكانات الحياة الكريمة .

لكن الأمر لم يتعد، كما هو معروف مسبقاً عن المؤسسة الدولية ممثلة بالأمم المتحدة، توصيف ومناقشة حقائق لا تحتاج إلى نقاش، بل إلى قرارات واضحة وصريحة تدعمها آلية تنفيذ حقيقية، وهذا لم يكن في السابق ولن يكون في المستقبل، لأن الأمم المتحدة لم توجد لقيادة العالم، بل لتبرير وشرعنة قرارات وجرائم وسياسات القوى العظمى .

الوقت يمر متسارعاً، والتطورات لا تكف عن التفاعل والتشكل، مفرزة وقائع جديدة على الأرض الفلسطينية كل يوم، والجميع بصفتهم غير فاعلين ولا ناشطين، يكتفون برد الفعل الذي يأتي على هيئة ظاهرة صوتية تعتمد الإدانة والتنديد والاستنكار والدعوات المفرغة إلى حل سياسي أو سلمي للقضية الفلسطينية .

المثير للعجب أن المستوى الرسمي الفلسطيني الذي لا يكف عن التنديد بسياسات وجرائم الاحتلال في المحافل العربية والدولية، لا يأتي على خطوة عملية واحدة تدعم الأقوال، وإن أتى على عمل، فإنه الاستمرار في الدوران في حلقة المفاوضات المباشرة المفرغة من المضمون والأهداف مع كيان يعرف جيداً متى يضرب ضربته، ومتى يتحرك ل”تبييض وجهه” عالمياً، وكيف يمكن فعل ذلك مترافقاً مع هجمة دموية شرسة تستهدف كل مقدس في فلسطين المحتلة .

لا يمكن لقضية بحجم القضية الفلسطينية أن تحل من خلال التعويل على مجتمع دولي بلا طعم ولا لون ولا رائحة، ولا يمكن أن تغير شروط التفاوض من خلال الاستمرار فيه بشروط الخصم، وتحت حراب سياساته الناسفة لأي إمكانية لتحقيق التسوية المبتغاة، ولا بالاستمرار في الندب والتباكي على أطلال مؤسسة أممية لم تمثل يوماً مصالح الشعوب، بقدر ما مثلت تحكّم الأقلية القوية في الأغلبية العاجزة المتخلفة وغير القادرة على رفع صوتها في وجه كل هذا الظلم .

Mohamed.obeid@gamil.com



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2165857

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165857 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010