السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

الأسرى . . قصص وحكايات

السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par أمجد عرار

“إسرائيل” لا تحب الحديث عن الأسرى، وهذا سبب إضافي للحديث عنهم . هي تفضّل أن يبقى الأسرى قيد النسيان، وهذا مبرر أكثر من كاف لتذكّرهم والانتصار لقضيتهم، ولو بالقلم واللسان لأنهم ليسوا أرقاماً بل قصص وحكايات . ولأنهم يشكّلون عقدة بالنسبة لها، فإنها أخرجت الدفعة الأخيرة بعد منتصف الليل .

على هامش إطلاق الدفعة الأخيرة قبل ثلاثة أيام، تبادل الفلسطينيون الذين سبق لهم أن دخلوا السجون حديثاً ذا شجون عن مناضلين تستحوذ قضيتهم على نصيب الأسد من اهتمام الفلسطينيين وتعاطفهم . وثمة حوار ثنائي بين أسيرين سابقين تعرّفا على اسم أحد المفرج عنهم، حيث التقيا به صيف 1985 في زنازين التحقيق، ثم في غرف السجن، قبل أن يفترقا عنه بلا لقاء آخر . تخيّل، قال أحدهما للآخر، بعدما تركناه أكملت فترة اعتقالي وغادرت المعتقل، ثم اعتقلت ثانية وحكمت عليّ محاكم الاحتلال سنتين، وبعدما خرجت من السجن تزوّجت وأنجبت، وها هي ابنتي الكبرى في الجامعة، لكن رافع كراجة يخرج من السجن الآن . أمر مرعب حقاً ليس عصياً على تخيل أولئك الذين يتعاملون مع القضية كخبر في الفضائيات .

منتصف عام 1985 شنت أجهزة الاحتلال حملة أمنية واسعة النطاق في مناطق الضفة وغزة والقدس والمناطق الفلسطينية المحتلة عام ،1948 حيث اعتقلت خلالها مئات الفلسطينيين منهم ثلاثة من بلدة صفا القريبة من رام الله تم اعتقالهم بعد اكتشاف الاحتلال أنهم مسؤولون عن تنفيذ عملية فدائية ضد قوات الاحتلال في رام الله، وقتل أحدهم .

كان رافع كراجة شاباً قليل الكلام وأبعد ما يكون عن النظر إليه كعضو في المقاومة، إذ أن الدارج أن النشطاء في العمل العسكري لا يتعاطون أحاديث السياسة ويتجنّبون الفعاليات الجماهيرية، بل وصل الأمر برافع أن كتب بيده على جدران البلدة “احذروا العميل رافع كراجة”، على سبيل تضليل سلطات الاحتلال . كانت تضحية كبيرة أن يمس إنسان بسمعته لحماية نضاله السري .

ويستمر الحوار على هامش الإفراج عن الفلسطينيين الستة والعشرين . بعد تنفيذ العملية الفدائية عاد رافع إلى بلدته وكأن شيئاً لم يكن . كان عمّه موجوداً في بيتهم قادماً في زيارة قصيرة من الولايات المتحدة . ولسوء حظّه كان موعد سفره على التذكرة هو يوم تنفيذ العملية . لكن إجراءات الاحتلال أدت لمنع العم من السفر .

انتابت الزائر حالة من الغضب وبدا وكأنه ممتعض من منفّذ العملية بسبب ارتباطات ومشاغل له في الخارج، وبدأ يبعثر الأسئلة الغاضبة يميناً ويساراً عن توقيت العملية التي لم يكن يعلم أن منفّذها هو ابن أخيه الذي يقف بجواره .

سنوات سجنه الثماني والعشرون تكفي رفاق السجن لفترات قصيرة أن يخرجوا من السجن ويتزوجوا وينجبوا ويتخرّج أبناؤهم في الجامعات، ويعملوا بدورهم ويتزوّجوا وينجبوا أحفاداً . هذا مشهد نادر الحدوث في أي مكان آخر في العالم، وبات “ماركة مسجّلة” باسم الفلسطينيين في مواجهتهم لاحتلال ينفرد بحالة يبقى فيها مناضلون قيد الأسر رغم توقيعه سلسلة اتفاقات “سلام” مع قياداتهم .

والغريب أن بعض المثقفين يطلقون على كل مناضل أمضى فترة طويلة في السجن، لقب “مانديلا” الذي امضى 27 سنة في السجن، في حين أن عشرات الأسرى الفلسطينيين تجاوزا عتبة الثلاثين سنة .

a_arar2005@yahoo.com



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2176495

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2176495 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40