الجمعة 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

معتقلون عراقيون أهداف في ميادين الرمي الأميركية

الجمعة 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par أحمد صبري

لا يخفى على أحد الكارثة التي حلت بالعراق بعد غزوه واحتلاله، والتي ما زالت تداعياتها متوالية أدخلت العراق في خانق من صعوبة الخروج منه.
وتركة الاحتلال، بالإضافة إلى نظام المحاصصة الطائفية والعرقية في الحياة السياسية، تسببت أيضا في إيقاع أفدح الخسائر بأرواح العراقيين وممتلكاتهم.
وبعد مرور أكثر من عقد على احتلال العراق تنكشف للرأي العام، الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال التي تحصنت بقوانين تحميها من المساءلة القانونية والأخلاقية، وما خلفته من آثار تدميرية ما زال المجتمع العراقي يعاني من وطأتها.
والجرائم التي نتحدث عنها كشفها لمسؤول عراقي سابق جنرال أميركي كان مشرفا على أحد المعتقلات العراقية في بغداد.
واعترف الجنرال الأميركي، أن العشرات من المعتقلين العراقيين جرى تحويلهم إلى أهداف شاخصة في ميدان الرمي، في إطار سعي القوات الأميركية لتدريب القوات العراقية على إصابة الهدف.
وطبقا لرواية الجنرال الأميركي فإن ميدان الرمي تحول إلى مجزرة إنسانية بعد مقتل عشرات المعتقلين الأبرياء.
ويكشف المسؤول العراقي السابق، أن المعتقلين الذي جرى سوقهم إلى ميادين الرمي في بغداد، وتحويلهم إلى أهداف شاخصة، هم من مكون معين ومن المقاومين للاحتلال ويتحدرون من مناطق عدة في بغداد والأنبار وصلاح الدين ونينوى.
ويبدو أن قوات الاحتلال بفعلتها هذه، أرادت تطبيق نظام المحاصصة الطائفية في عملية القتل العمد.
إن تحويل المعتقلين العراقيين إلى أهداف شاخصة في ميادين الرمي، هي جريمة بشعة تضاف إلى جرائم الاحتلال, غير أن مخاطر هذه الجريمة تعكس نزوع القوات الغازية إلى إحداث الفرقة والانقسام بين العراقيين، بالإضافة إلى الاستهتار بأرواح المعتقلين بصفة بشعة وتنفيذ أحكام الإعدام بأياد عراقية وعلى الطريقة الأميركية.
إن هذه الجريمة ينبغي أن لا تمر من دون عقاب ومساءلة مرتكبيها من المسؤولين الأميركان المشرفين على المعتقلات وملاحقتهم، إضافة إلى منفذي عملية القتل العمد التي نفذت ضد معتقلين أبرياء جرى سوقهم إلى ساحات الإعدام القسري.
والمعتقلون الذين جرى تحويلهم إلى أهداف شاخصة في ميادين الرمي وبحسب ما كشفه الجنرال الأميركي، هم من أشد المقاومين للاحتلال الذين رفضوا التعاون مع إدارة السجون الأميركية في محاولة للتخلص منهم بأي طريقة.
وعلى الرغم من الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال وأولها غزو العراق واحتلاله وقتل العراقيين وترويعهم، خارج السياقات الإنسانية، وما جرى في معتقل أي تخريب شاهد على همجية قوات الاحتلال، الآن إن تحويل المعتقلين إلى أهداف للتدريب عليهم في ميادين الرمي، هي جريمة لا ينبغي السكوت عليها والمطالبة بكشف أسماء الشهداء الذين نفذت بحقهم أحكام الإعدام في ميادين الرمي، وكذلك كشف أسماء الذين قاموا بإطلاق الرصاص على المعتقلين وقبل ذلك الكشف عن المتورطين في تنفيذ هذه الجريمة، سواء أكانوا أميركان أم من العراقيين.
هذه الجريمة ليس لها مثيل إلا في القاموس الأميركي حيث جرى توظيف الأدوات العراقية لاستخدامها في تنفيذ عمليات القتل والتصفية الجسدية لتدريب العراقيين على قتل العراقيين.
من هنا تكمن أهمية الشروع بحملة قانونية وسياسية لجلب مرتكبي هذه الجريمة وغيرها وسوقهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل جراء قتل معتقلين أبرياء بصفة همجية وكشف المتواطئين في تنفيذ اطلاق الرصاص عليهم في ميادين الرمي.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 39 / 2176636

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2176636 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40