الجمعة 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

عذر أقبح من ذنب

الجمعة 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par نواف أبو الهيجاء

مع اقتراب ذكرى صدور وعد بلفور المشؤوم في الثاني من نوفمبر تتصاعد حدة الغضب الشعبي الفلسطيني. والغضب الشعبي يمكن أن يعبر عن نفسه بتظاهرات دعت إليها قوى فلسطينية متمثلة بشباب الانتفاضة الثالثة ومجموعة من المثقفين الفلسطينيين تنطلق يوم الثاني من نوفمبر رفضا لنتاج اتفاقية أوسلو ورفضا لاستمرار المفاوضات بين السلطة والعدو المحتل، وغضبة على استمرار الانقسام الفلسطيني بين رام الله والضفة؛ أي بين حركتي فتح وحماس.
وفي هذه الأثناء تتوالى التصريحات الصهيونية كما من أركان السلطة الفلسطينية عن ما قيل إنه الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات. أحد مستشاري الرئيس الفلسطيني قال عبر قناة تلفزيونية عربية إن: المفاوضات مستمرة لأننا نريدها أن تستمر، ولكنها تعرقل من قبل حكومة نتنياهو. وأضاف: نحن لا نريد أن نعلن فشلها، ونتوقع أن يعلن ذلك الطرف الثاني بحيث نذهب إلى الرباعية الدولية وإلى أوروبا وروسيا وأميركا، ونقول لهم نحن أردنا الوصول إلى نتيجة، ولكن نتنياهو هو من أفشل المفاوضات. نحن قدمنا لهم أكثر مما يستحقون.
تسيبي ليفني قالت بدورها إنها تخشى أن توصل المفاوضات إلى اتفاقية لا ترضي إسرائيل. في الوقت عينه استمر الاستيطان في الضفة الغربية وفي القدس المحتلة تحديدا. آلاف الوحدات الاستيطانية يجري العمل بها من جنين إلى الخليل. ويقال إن حكومة نتنياهو تقول للفلسطينيين إطلاق الأسرى القدامى مقابل استمرار الاستيطان.
الحقيقة أن السلطة قدمت الكثير من التنازلات وهي مستعدة لعملية تبادل الأراضي، لكن الطرف الصهيوني يرفض مناقشة مسألة القدس نهائيا. أكثر من ذلك الكنيست يصوت على مشروع قانون يقول بأن أي تفاوض بشأن القدس يجب أن يحظى بموافقة ثمانين من أعضاء الكنيست أي الثلثين، وهو أمر يعني رفض القبول بمجرد التفاوض حول القدس.
نتنياهو نفسه صرح قبل أيام أنه يرى أن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل، وهذا الأمر لا يقبل النقاش. ماذا يعني هذا كله؟ إن السلطة ذاهبة ومستمرة في التفاوض لكي تقول في النهاية إن الطرف الصهيوني هو الذي يعرقل الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. لا القدس ولا حق العودة ولا وقف الاستيطان ولا السيطرة الفلسطينية على المعابر الحدودية، ولا انسحاب إلى حدود الرابع من يونيو 67 ولا تخلي عن إبقاء غور الأردن تحت سيادة المحتلين، ولا تفكيك للمستوطنات وهي باقية وفي أي تسوية تبقى تحت السيادة (الإسرائيلية).
ماذا بعد؟ أهي تسريبات لكي تخفي السلطة والشريك الصهيوني حقيقة الصفقة التي يراد لها أن تفاجئ شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية؟
إذا كان الأمر غير ذلك، فلماذا الاستمرار في ممارسة العبث؟ ألكي نقول للعالم إن العدو لا يريد حلا؟ إنه عذر أقبح بكثير من أي ذنب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165880

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165880 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010