الأربعاء 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

إرهاب نحبه وإرهاب نكرهه

الأربعاء 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 par فاروق يوسف

كانت العلاقة بتنظيم القاعدة واحدة من ذريعتين لغزو العراق من قبل الولايات المتحدة واحتلاله عام 2003. أما الذريعة الثانية فهي تتعلق بامتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل. ولقد تبين في ما بعد أن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن وكان قائداً لتلك الحملة ومساعديه يعرفون جيدا أن لا صحة لما يدعونه وأن الذريعتين تم تلفيقهما من أجل إسكات الرأي العام الأميركي.
الجزء الأول من هذه المعلومة التاريخية هو ما يهمني الآن.

من خلال ذلك الجزء وبمنطق الولايات المتحدة نفسها تكون العلاقة بتنظيم القاعدة سببا كافيا لإسقاط نظام سياسي وتدمير دولة وإبادة أكثر من مليون إنسان وتسليم مصير بلد إلى المجهول من خلال استضعاف مجتمعه وتدمير أسباب العيش المشترك فيه ووضعه في متاهة فوضى لا نهاية لها.

في سياق تلك المعادلة الأميركية فقد كان العراق يستحق ما جرى له لأن زعيمه ونظامه السياسي كانا متورطين بعلاقة من نوع ما بالتنظيم الإرهابي الذي ارتبط اسمه بغزوة نيويورك.

ولكن هل في الإمكان تطبيق ذلك القانون الذي تم بموجبه تجريم العراق على كل من تثبت الوقائع والأدلة أن له علاقة بتنظيم القاعدة، أم أن تلك العقدة كانت قد لفقت خصيصا من أجل احتلال العراق، وبعد ذلك تم طي سجلها؟

مناسبة هذا السؤال ما يتردد في استمرار عن علاقة تربط عدد من حلفاء الولايات المتحدة بتنظيم القاعدة بطرق مختلفة. فإذا صحت التسريبات المصرية التي تؤكد أن الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي كان قد أجرى عددا من الاتصالات الهاتفية بأيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، فان ذلك يعني أن الولايات المتحدة كانت (لا تزال) تدعم جماعة سياسية، هي على صلة وثيقة بتنظيم القاعدة.

وإذا ما عرفنا أن تلك الجماعة كانت تتهيأ لحكم مصر عقودا طويلة، لولا أن حيوية الحراك الشبابي الثوري في مصر قد أفسدت خيال تلك الجماعة، يمكننا أن نتوقع أي جحيم، كان في انتظار دولة، يفترض أنها كانت ومنذ عقود صديقة للولايات المتحدة.

وإذا ما كانت علاقة جماعة الإخوان بالقاعدة لا تزال في طور الشكوك ولم تتأكد قانونيا بعد، فإن علاقة دولة قطر بالإرهاب العالمي، ومن ضمنه تنظيم القاعدة قد تأكدت في غير مناسبة.

كان فتح مكتب لطالبان في الدوحة قد جرى بطلب أميركي وذلك من أجل إجراء مفاوضات مباشرة بين طرفي القتال في أفغانستان (الولايات المتحدة وحركة طالبان)، غير أن الدوحة قد اعتبرت ذلك المكتب سفارة للحركة الإرهابية ورفعت علمها على بنايته ليومين، بعد ذلك تم إنزال ذلك العلم بعد ما أشيع من أن الإدارة الأميركية قد غضبت من الفعلة القطرية ووبختها.

أما في الحرب السورية فإن تورط قطر في علاقات قوية وقديمة مع جماعات إرهابية مسلحة (شركات مرتزقة وفرق موت ترفع الإسلام شعارا لها) هو أمر لم يسع أحد إلى إخفائه أبدا.

لقد رعت قطر ومولت جماعات دينية مسلحة، سورية وغير سورية، كانت ولا تزال تقاتل في سوريا، ولم تكن جبهة النصرة التي أنكر المعارضون السوريون وجودها أشهرا متلاحقة إلا واحدة من تلك الجماعات.

كما قامت قطر بالاتصال بمقاولي المرتزقة الإسلامويين من أجل تجهيز فرق مقاتلة وزجها في القتال ضد النظام السوري، وذلك بعد إدخالها إلى سوريا، أما عن طريق البحر أو عن طريق الأراضي التركية.

وهنا تكون تركيا هي الأخرى متورطة بعلاقات قوية مع التنظيمات الإرهابية المسلحة، وهو ما يجعل الحديث عن إسلام أردوغاني معتدل مجرد تلفيقات إعلامية.

وبما أن الولايات المتحدة هي الراعية الرسمي لطرف من طرفي الصراع في سوريا، وهو الطرف الذي ينبغي أن يكون مستفيدا من الدور الذي تلعبه قطر وتركيا في الحرب السورية، فإنها لا بد أن تكون على علم بما تفعله حليفتاها وخادمتا مخططاتها.

ألا يجب إغراق دولة قطر في مياه الخليج واحتلال تركيا والزج بأردوغان في السجن ومن ثم محاكمته، وذلك تطبيقا للقانون نفسه الذي طبق على العراق قبل أكثر من عشر سنوات؟

كانت علاقة العراق بابن لادن كذبة، أما علاقة قطر وتركيا بالجماعات الإرهابية حول العالم فإن المأساة السورية تنطق بها كل لحظة. ألا يعني كل ذلك شيئاً؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 73 / 2165402

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165402 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010