الجمعة 2 تموز (يوليو) 2010

هل سورية مستعدة لمواجهة ضربة عسكرية اسرائيلية قادمة؟

الجمعة 2 تموز (يوليو) 2010 par د. محمد عجلاني

تسود منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر لم تشهده هذه المنطقة من قبل، وكل الأطراف تضع يدها على الزناد تخوفاً من هجوم مباغت.

اسرائيل من جهتها تعيش حالة من التوتر والانكماش على نفسها لم تشهدها من قبل، فهي محاصرة من طرف اوباما، وكذلك من طرف اردوغان، ومحاصرة بتقرير غولدستون، والرأي العام الأوروبي الذي أصبح يعتبر اسرائيل خطراً على السلام العالمي، لذلك فمن غير المستبعد أبداً ان يستفز أحد الأطراف (سورية او حزب الله) لشن هجوم عسكري تستطيع من خلاله فرض امر جديد وخلق حالة جديدة تنسى فيها كل مواقفها المتصلبة والمتشددة السابقة، وتضع الرئيس الامريكي اوباما امام معطيات جديدة.

لقد اصبح يراود ذهن العسكريين الاسرائيليين القيام بمثل هذه الخطوة للأسباب التالية :

1- الانتقام من حزب الله وسورية لأن جولتها السابقة عام 2006 لم تحسمها عسكرياً، مع حزب الله، بل عادت سورية وحزب الله الى الواجهة كقوى مؤثرة في المنطقة.

2- هناك اخبار غير صحيحة واردة الى وزارة الدفاع الاسرائيلية ومفادها ان سورية اصبحت تملك اسلحة دفاعية وهجومية متطورة جداً، ولذلك يجب تأديب سورية حتى لا تخل بالتوازن العسكري مع اسرائيل.

3- اقناع الرأي العام العالمي بأن سورية دولة ارهابية والدليل تحالفها الاستراتيجي مع ايران وحزب الله وكونها تزود هذا الاخير بجميع انواع الاسلحة المتطورة، وهي تعرف تماماً ان هذا الكلام غير صحيح، وان حزب الله لديه اسلحة كافية وليس بحاجة الى المزيد لخوض حرب متكافئة مع اسرائيل.

4- جر ايران الى المعركة، وذلك من اجل اشعال المنطقة وتظهر اسرائيل من خلالها وكأنها الشرطي الذي يحمي مصالح الغرب ويؤدب دول محور الشر.

5- ضرب مواقع حيوية واستراتيجية في سورية لإضعاف النظام السوري، وتكليفه خسائر باهظة، وافهامه بأن سقف المقاومة مع اسرائيل على الجولان يجب ان لا يبقى مرتفعاً، بل يستجيب للمطالب الاسرائيلية.

6- وضع اوباما والادارة الامريكية امام منعطف آخر، بعد ان أصرت هذه الادارة على العودة الى مبادرات السلام (مدريد، المبادرة العربية) التقليدية، وتقديم مفهوم الامن الاسرائيلي على أي اعتبار آخر.

هذه خلاصة كل ما يراود ذهن الاسرائيليين لكن ما هو مدى القدرات والاسلحة التي تستخدم في هذه المعركة، والتوقيت الزمني والمساحة الجغرافية لهذه المعركة، وكيف ستبدأ ومتى ستنتهي، وما هو حجم الدمار الذي ستلحقه، وماذا ستكون عليه مواقف الاطراف الاقليمية والدولية، هذه كلها حسابات ستظهر وقابلة للتغيير واحداث عنصر المفاجأة، والادارة السورية يجب ان تقوم بهجوم دبلوماسي واسع النطاق للفت انظار العالم والرأي العام الدولي الى نيات اسرائيل الحقيقية.

والدبلوماسية الاستباقية الذكية هي التي تطفئ النار قبل ان تشتعل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165876

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165876 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010