السبت 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

بحثا عن معارضة سورية مقنعة

السبت 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 par فاروق يوسف

قد لا يوفق المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي في العثور على ضالته الغامضة. فـ“معارضة سورية مقنعة” هو تعبير يمكن تأويل معانيه على أوجه عديدة، بعضها ينفي البعض الآخر.

فما هو مقنع للمعارضين أنفسهم قد لا يكون مقنعا بالنسبة للمجتمع الدولي الذي قد يتراجع في أية لحظة عن قراره في النظر إلى الائتلاف الوطني من جهة كونه ممثل المعارضة الأكثر قبولا وحظوة.

لقد جرت الكثير من التطورات الميدانية التي كان من شأن وقوعها أن يقلل من تأثير قوى الائتلاف على الداخل السوري.

هناك جماعات وفصائل مقاتلة كثيرة اعلنت عن عدم اعترافها بالائتلاف وحذرت من مسألة اختزال التمثيل السياسي لقوى الثورة به. وهو ما شكل ضربة كانت متوقعة للتنظيم السياسي الذي أشرفت قطر على تأسيسه على انقاض المجلس الوطني الذي فاجأنا رئيسه جورج صبرا بأنه لا يزال موجودا، يوم أعلن عن رفضه الذهاب إلى جنيف. وكان الرجل محقا. إذ إنه لا يملك سلطة على الداخل.

من المعروف أن المجلس ومن بعده الائتلاف قد أسسا على عجل بناء على رغبة الدول الداعمة والممولة للمعارضة السورية في حربها ضد النظام. وفي الحالين سعت جماعة الاخوان المسلمين على أن لا تظهر سيطرتها وتركت للتيار العلماني قدرا كبيرا من الحرية في الظهور الاعلامي، وذلك من أجل كسب المزيد من ود الولايات المتحدة وسواها من دول الغرب.

غير أن الامور في الداخل لم تكن تجري وفق المعادلة التي تحكم الاخوان بعناصرها في الخارج. الان يتضح أن هناك من خدع معارضي الخارج بتلميعهم خارج سوريا وكان في الوقت نفسه يضخ إلى الحركات الدينية المتشددة التي تقاتل في الداخل أموالا ورجالا وأسلحة ومعدات ومواد تموين أخرى.

لقد غلب الواقع الإعلام الجاهز.

كان الرئيس السوري قد توقع أن لا ينعقد مؤتمر جنيف 2 في وقت قريب، كما لو أنه كان يشير إلى عجز المجتمع الدولي عن العثور على الطرف الثاني في حوار يجب أن يفضي إلى انهاء القتال في سوريا.

فإذا كان الاسد، من خلال ممثليه الذين سيحضرون المؤتمر قادرا على وقف طائراته عن التحليق واسكات مدافع جيشه فهل سيكون الطرف المقابل قادرا هو الآخر على فعل الشيء نفسه؟

يعرف الأسد أن بلاده قد تم انتهاكها من قبل جهات عديدة، اقليمية ودولية. وقد كان حديث المؤامرة جاهزا على لسانه منذ اللحظة الاولى. غير أنه يدرك أن الجهات التي كانت قد اتفقت على ازاحته من الحكم وتقويض نظامه لم تكن مصالحها في سوريا متطابقة، لذلك اخترعت كل جهة ما يناسبها من الفرق المقاتلة.

في لحظة الحرب كان كل شيء مقبولا من قبل كل الفرقاء، غير أن لحظة السلم لن تتحمل تلك المسافات العقائدية التي تفصل بين الجماعات المسلحة. الادهى من ذلك أن الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد النظام لم تكن متفقة في ما بينها أثناء القتال فكيف لها أن تتفق في السلم؟

لا يعجب هذا الكلام معارضي الخارج. ولكن الداخل السوري صار يفرض شروطه، بدليل أن الابراهيمي كان يفكر في زيارة حلب، وهي المدينة التي صارت رغما عن أنفها معقلا لمسلحي المعارضة.

بعد أكثر من مئة الف قتيل وملايين المهجرين سيكون علينا الاعتراف بحق الأسد في السؤال عن شرعية من يحاوره. وهو السؤال نفسه الذي صار الابراهيمي رهين تقنياته. مَن يمثل مَن؟ فإذا كان الأسد يدعي تمثيل الدولة التي هي كيان لا يزال ممثله في الجمعية العامة للامم المتحدة قادرا على التكلم باسم الشعب السوري، فمَن سيكون ممثلا للجهة التي تملك الحق في سحب ذلك التمثيل؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2165225

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165225 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010