الخميس 1 تموز (يوليو) 2010

الارتزاق بالجيش «الإسرائيلي»

الخميس 1 تموز (يوليو) 2010 par رضا محمد لاري

تقوم في إسرائيل منظمة جديدة تعمل على تجنيد أعداد كبيرة من اليهود غير الإسرائيليين للخدمة في الجيش الإسرائيلي، يأتي معظم هؤلاء المرتزقة من يهود أمريكا، وتبرر تل أبيب هذا المسلك لتواجه به التهديدات على كل الجبهات في منطقة الشرق الأوسط.

صرح جاي سولتز المدير التنفيذي لمنظمة (آيش مالاش) الجديدة التي تأسست بهدف تجنيد الأجانب: «نحن نشعر أن إسرائيل تقاتل من أجل حياتها في كل الجبهات، مما يجعل من تجنيد الأجانب في جيشها النظامي يمثل الأمر الصائب في الوقت المناسب» ،وقد أقامت إسرائيل معسكراً للتدريب لمدة ستة أسابيع للمرتزقة الوافدين الذين لا يستطيعون إكمال تدريباتهم العسكرية لمدة عامل كامل قبل التحاقهم بالجيش النظامي الإسرائيلي.

وضعت منظمة «آيش مالاش» أول دفعة من المرتزقة تحت التدريب العسكري قبل أن يتم إلحاقهم بوحدات على الجبهة لحرس الحدود الإسرائيلي أو إرسالهم إلى الضفة الغربية.. التي تخوض وحدات الجيش فيها في عمليات عنيفة ضد المدنيين الفلسطينيين.. وقال جاي شولتز إن الجند من غير الإسرائيليين سوف يخضعون للقوانين العسكرية الإسرائيلية ليتساووا مع الجند الإسرائيليين وسينتشرون في المواقع التي يريد الجيش نشرهم فيها.

من الطبيعي أن تعاني إسرائيل من المواجهة ضدها من كل الجبهات الحدودية لها لأنها قامت أساساً على العدوان وتواصل عدوانها إلى اليوم ضد كل هؤلاء الجيران فينطبق عليها المثل الاسباني «من يزرع الريح يحصد العواصف» وحاولت الدول العربية تبديل هذا الموقف تجاه إسرائيل بمبادرة عربية تلزم إسرائيل بإعادة كل الأراضي التي احتلتها في عام 1967م في فلسطين ومرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية مقابل تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل، التي لم تأخذ هذه المبادرة بمحمل الجد وأخذت تسوّف في القبول بها وتحاول أن تغير من نصوصها وما تحتويه غير أن العرب أصروا وهم على حق أن كل الأراضي العربية المحتلة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل التي عملت على محاصرة قطاع غزة وفرض العدوان على الضفة الغربية والمناداة بتهجير الفلسطينيين من ديارهم والتوسع في بناء المستوطنات اليهودية والعدوان السافر على القدس والزعم بأنها مدينة للديانة اليهودية فقط واتخاذها رغم أنف المسلمين والنصارى عاصمة لإسرائيل تقام فيها طقوس العبادة الدينية اليهودية، ويُهدم المسجد الأقصى أولى القبلتين بكل ما له من قدسية عند المسلمين ويُحرم النصارى من الحج إليها ولست في حاجة أن أذكر بالوثيقة العمرية الصادرة في سنة 15 للهجرة والتي يتعهد فيها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحماية العبادة للنصارى في كنائسهم واحترام كل معتقداهم.

وهذا العدوان الإسرائيلي الصهيوني على المسلمين والنصارى يحتاج إلى موقف موحد ضد اليهود الصهاينة الذين يمارسون العدوان وإرهاب الدولة ضد الدينين السماويين الإسلام والنصرانية، ولست في حاجة أن أذكر أيضاً أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قام بطرد اليهود من فلسطين باعتبارهم من المفسدين في الأرض استناداً إلى الشكوى المرفوعة إليه من النصارى.

تكرر إسرائيل اليوم ما كانت تفعله بالأمس فهي لا تسيء فقط للمسلمين والنصارى وإنما تسيء أيضاً لليهود بدليل المظاهرات اليهودية ضد الحكومة الإسرائيلية في داخل إسرائيل، وبدليل الموقف اليهودي المستقل في خارج إسرائيل ضد إسرائيل وضد سبل الحكم الصهيوني القائم بها الذي يتسم بالعدوان على كل الناس في كل زمان وفي كل مكان، وجسد ذلك عدوانها السافر على أسطول بواخر الحرية التي جعلت العالم يقف ضدها ويطالب بضرورة التحقيق معها باعتبارها مجرمة حرب ومثول رموزها أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لإنزال العقوبات عليهم لما ارتكبوه من جرم في حق الإنسان وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي العام.

الجريمة الجديدة التي ترتكبها اليوم إسرائيل فتح باب الارتزاق بتجنيد يهود غير إسرائيليين في الجيش الإسرائيلي، وهي خطوة أولى سيفتح بعدها باب الارتزاق للجيش الإسرائيلي على مصراعيه والسبب في هذا الارتزاق أن المواطن الإسرائيلي يرفض الاستجابة لنداء الجيش لينضم إليه على الرغم من أن كل مواطن إسرائيلي هو مجند احتياطي بالجيش الإسرائيلي لأنهم فقدوا قناعتهم بجدوى الحروب التي تخوضها إسرائيل واعتبارها نوعاً من العدوان الذي يمثل إرهاب الدولة ويخشى هؤلاء المواطنون من استجابة النداء للجيشتلصق بهمتهمةالرهاب ويحاكمون عليها إن لم يكن اليوم ففي مستقبل الأيام، ولذلك فهم يهربون بصورة علنية من العمل في الجيش النظامي بل يثورون عليه بالمظاهرات المضادة له ليقيموا الدليل على رفضهم لمسلك الدولة الإسرائيلية العدواني.

لم يقف تصرف الشعب الإسرائيلي عند حدود هذا الرفض وإنما حدث بين صفوفه حركة هجرة معاكسة من إسرائيل إلى المواطن التي جاءوا منها بعد أن ثبت لهم أن فلسطين ليست أرض الميعاد وإنما هي أرض مغتصبة من أهلها وأقيمت بها إسرائيل عنوة بمساعدة دول استعمارية كبرى مما جعل الحياة بها جحيماً مستعراً فأهلها يريدون العودة إليها وهي تصر على طردهم منها مما يشعل الحروب والتوتر ويشعل المقاومة الشعبية التي تزعزع استقرار إسرائيل الأمر الذي يجعلها في حالة توتر دائماً فلما عجزت عن توفير الجند من بين مواطنيها لجأت إلى أسلوب الارتزاق بدعوة شباب إلى الحرب في صفوف جيشها مقابل أجور مادية عالية وهذا الارتزاق سيخلخل بناء الجيش الإسرائيلي لأن المرتزقة لن يضحوا بأرواحهم في سبيل نصرة إسرائيل وإنما سيحاربون تحت استر الحماية لأنفسهم لأنهم يفتقدون للحس الوطني ويفتقدون للدفاع على القتال وكل ما يحاربون من أجله الأجر الذي يحصلون عليه في آخر الشهر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- الصورة : الدفعة الأولى من المرتزقة الأمريكان في جيش الإحتلال الإسرائيلي امام قبة الصخرة في القدس المحتلة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2178436

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178436 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40