الأربعاء 25 أيلول (سبتمبر) 2013

هل‮ ‬استؤنف‮ ‬الكفاح‮ ‬المسلح؟‮ ‬

الأربعاء 25 أيلول (سبتمبر) 2013 par صالح عوض

بالأمس في الخليل وأول أمس في قلقيلية والمحصلة قتل جندي وطيار اسرائيليين.. وفي ردة فعل اسرائيلية مباشرة، تناولت بعض الصحف وبعض قيادات يمينية الموضوع على اعتبار انه موجه من السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى كون أحد “المتهمين” ينتمي إلى حركة فتح، وذهب البعض في الكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬إلى‮ ‬اتهام‮ ‬الرئيس‮ ‬الفلسطيني‮ ‬بالمسئولية‮ ‬عن‮ ‬مقتل‮ ‬الطيار‮ ‬الاسرائيلي‮.‬

اجل، ان كل مبررات استئناف الكفاح المسلح قد عادت من جديد بعد اكثر من عشرين عاما على رحلة التسوية التي تخللتها أعمال عنف صهيونية فائقة البشاعة استهدفت كل المقدسات عند الفلسطينيين الأرض والمسجد الأقصى والرئيس عرفات، فلقد بلغ الاستطيان شأوا بعيدا ووصلت الحفريات‮ ‬إلى‮ ‬جدران‮ ‬المسجد‮ ‬الأقصى،‮ ‬وبلغ‮ ‬الأمر‮ ‬ان‮ ‬جاهرت‮ ‬المؤسسة‮ ‬الصهيونية‮ ‬الأمنية‮ ‬عن‮ ‬نيتها‮ ‬السماح‮ ‬لليهود‮ ‬بالصلاة‮ ‬في‮ ‬المسجد‮ ‬الأقصى‮ ‬واثناء‮ ‬تأديتهم‮ ‬الصلاة‮ ‬تمنع‮ ‬المصلين‮ ‬المسلمين‮ ‬من‮ ‬دخول‮ ‬المسجد‮ ‬الأقصى‮.‬

في رحلة التسوية التي أخذت من عمر الشعب الفلسطيني اكثر من عشرين سنة دفع الشعب الفلسطيني من ابنائه الآلاف ضحايا الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب وهدمت عشرات آلاف المنازل وجرفت المزارع وبني جدار الفصل العنصري، وفاتورة الحساب طويلة،وعندما يبرز السؤال لدى الفلسطينيين وماذا كانت المحصلة؟ ماذا استفدنا من جراء هذه الرحلة!؟ ام انه محرم علينا ان نفهم وان نناقش؟ ام هل علينا فقط ان نكون أغناما تساق إلى المذبح ونشهد على ضياع حقوقنا العامة والخاصة، فيما يمنع علينا النطق بكلمة.. وندخل في فوضى المفاهيم وبعثرة الكلمات فيضيع‮ ‬منا‮ ‬الحق‮.‬

في الضفة الغربية تسمح اسرائيل لدخول اكثر من 50 الف عامل إلى العمق الفلسطيني، وفي الضفة الغربية هناك التوظيف المستمر للشباب في قطاعات أمنية ومدنية، وفي الضفة الغربية مشاريع استثمار وبناء بنية الدولة، وفي الضفة الغربية ايضا الوعود بالرفاه والوفر الكبير ضمن السلام‮ ‬الاقتصادي‮ ‬واحلامه‮ ‬الوردية‮.. ‬فظن‮ ‬الجميع‮ ‬ان‮ ‬لا‮ ‬صوت‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬يخرج‮ ‬من‮ ‬الضفة‮ ‬معاكسا‮ ‬لتيار‮ ‬المقاوضات‮ ‬كخيار‮ ‬استراتيجي‮.‬

تأتي العمليتان المسلحتان لتقتل جندي وطيار اسرائيلي كرد بسيط على القتل المستمر الذي تقوم به وحدات الجيش والأمن الاسرائيلي للشباب الفلسطيني فضلا عن استمرار الاختلال والاستيطان والاعتداء على حرمات المسجد الأقصى.. وهذا يعني بوضوح اننا امام احتمال تنامي العمل العسكري وانتشاره في الضفة الغربية، وقد يؤثر ذلك على مسار التسوية بأن يعجل من وتيرتها ويعطيها زخما مؤقتا، لكن الذي أدركه الفلسطينيون تماما انهم لن يأخذوا من حقهم الكبير والمقدس إلا كمن يأخذ من الشاة أذنها.

قتل الجنود والطيارين والمستوطنين لن يجد من يدينه على المستوى الدولي، ذلك لأنهم قتلة ولصوص وقطاع طرق، وماذا يفعلون بالضفة الغربية.. لعله فهم جديد يتسرب إلى أفهام الشباب الفلسطيني بأن يجعل ارض الضفة الغربية محرمة تماما على المستوطنين والجنود وضباط الأمن الاسرائيليين.. بمعنى آخر هل نستطيع القول ان الكفاح المسلح الفلسطيني انعتق من التردد والبلبلة!؟ المسألة محكومة بالإمكانيات والرؤية، ولكن كما قال المثل الفلسطيني: “الرجال بيجيبوا المال أما المال ما بيجيب رجال”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165328

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2165328 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010