الأحد 15 أيلول (سبتمبر) 2013

فلسطين التي نسيناها..

الأحد 15 أيلول (سبتمبر) 2013 par صالح عوض

من ينسى فلسطين والنسيان خيانة؟ من يتخلى عنها والتخلي موت؟ في ظل حروب الإخوة الأعداء وتفشي جنود الموت في سورية ومصر وليبيا والعراق ولبنان أصبح أنين فلسطين خافتا غير مسموع.. وكيف نسمعه وقد أصاب العرب حكامهم ونخبهم السياسية خبل رهيب فلم يعودوا يفرقون بما هو أولي وثانوي.. فانغمسوا حتى آذانهم في حروب لا رابح فيها إلا العدو، وعنوانها الكرسي وكان بالإمكان تقليل الخسائر وتجنب الفتن المسعورة.. ولكن كيف وآبار النفط تصب عليها تزيدها اضطراما، حيث بلغت أموال العرب المنفقة من دول الخليج على الصراعات الداخلية عشرات مليارات الدولارات..

فلسطين التي نسيناها تودع اتفاقية لتستقبل اتفاقية أقسى وقعا وأشد إيلاما، وكل اتفاقية عبارة عن عملية جراحية موغلة في الجريمة يتم اقتطاع بعضها ليلتهمها الوحش الصهيوني.. فلسطين التي كانت بلدا عربيا مكتمل الأركان هي اليوم شتات موزع بعضه محتل كاملا من قبل العدو وبعضه يتقاسم فيه الفلسطينيون والصهاينة الحكم والإدارة والأمن، وبعضه محاصر مغلقة عليه الأبواب، فيما الشعب ليس بأحسن حالا من الأرض الفلسطينية تتقاسمه القوى والدول والأحزاب.

فلسطين التي نسيناها كانت وتظل ترمومتر الحالة العربية والإسلامية، والأمر ليس رغبة ولا تمنيا، إنما هو الارتباط العضوي بينها وبين أوضاع الأمة على الأصعدة جميعا، حتى لو غشي العمى أعيننا، فإن العدو يذكرنا من حين إلى آخر بأن فلسطين هي الجوهر وأن الكيان الصهيوني هو مركزية الهجمة الغربية.. وأخيرا كان واضحا أن الغربيين تنازلوا عن مسألة حقوق الإنسان التي صدعوا رؤوسنا بها بعد أن روج الغرب تهمة إلقاء الكيماوي على الآمنين السوريين المظلومين تنازل الغرب عن دعواه وتهمته مقابل أن يوضع الكيماوي السوري تحت إشراف دولي، لكي تأمن إسرائيل على مستقبلها ووجودها.

الآن نعيش واحدة من أكثر مضامين العقوق جلاء.. فليس فقط الحكام الذين غفلوا عن فلسطين أو فرطوا بتنازلات مجانية بل إنه حتى الأحزاب والقوى التي قدمها الربيع العربي لم تنشغل بطرح القضية الفلسطينية بل إن الأوضاع التي حلت بتغيير الحكام لم تكن أحسن حالا منها أيام الدكتاتوريين.. بل إن بعض هؤلاء الثوار الجدد رأى أن النجاح لا يتم إلا بتحقيق ثقة الغربيين. وهذا يستدعي تقديم ضمانات الطمأنينة لقادة الكيان الصهيوني.

فلسطين التي نسيناها تتآكل اليوم والاستيطان يتوغل في مفاصلها ولحمها فيما نعيش غفلة، وانشغال الحكام العرب والنخب العربية وبعض الفلسطينيين الذين كان من المفترض أن لا يكتفوا بحالة الوظيفة وأن يكونوا رسل قضية ودعاة رسالة، واكتفوا بأكل أموال فلسطين بالحرام.. غفلة أخرست الألسنة وفتت الهمة وبددت العزيمة..

ولكن هذا العجز وهذه الغفلة وهذا النكوص والتخلي عن القضية والكفاح من أجلها لا يمكن أن يكون قدر الشعب الفلسطيني ولا الأمة العربية الإسلامية.. فنحن الآن في مرحلة ستشهد ميلاد جيل فلسطيني عظيم يحمل الراية كاملة ويطالب بالحق كاملا، يجتاز الأرزقيين الذي أصبحوا عبئا على القضية والشعب.. إنه الفجر فجر الشعب الفلسطيني والأمة المجيدة عندما يتحرك رواد الشعب الفلسطيني ويعيدون قضيتهم إلى الواجهة.. ثقتنا في الشعب الفلسطيني عظيمة أن يخرج من تحت الرماد ورغم الجراح وخذلان الأشقاء والإخوة نحو فجر الحرية والاستقلال.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 57 / 2178768

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2178768 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40