السبت 7 أيلول (سبتمبر) 2013

بل أنتَ العقيم !

السبت 7 أيلول (سبتمبر) 2013 par د.امديرس القادري

هذا أهدأ وأخف تعقيب يمكن لهذا القلم أن يكتبه إذا ما أردنا للموضوعية أن تكون هي المسيطرة والطاغية على هذه السطور ، لأننا ضقنا ذرعاً بأصحاب هذه الأطروحات ، وصبرنا عليهم حتى فاق وزاد صبرنا عن ما صبره النبي أيوب عليه السلام ، لقد طفح الكيل بنا وبسببهم عشرات المرات ولكنهم لا يريدون التراجع ، ولا يبدون أدنى رغبة في العودة عن منحدر الهاوية التي اختار السير طواعيةً على طريقها العفن والمخزي ، فماذا نقول فيهم أكثر يا ترى ؟ وإلى متى سيواصل شعبنا وقواه الوطنية السكوت على بذاءاتهم التي باتت روائحها العفنة تزكم الأنوف ؟.
متى سيأتي يوم القصاص منهم ؟ و من هذا الإستهتار الذي يمارسونه بحق هذه القضية ومصالحها الوطنية والتي دفع شعبنا في سبيلها ولا يزال كل الغالي والنفيس دماً وشهداء ! أين هم الرجال الأحرار والشرفاء القادرين على لجم وإسكات هذه الأصوات النشاز والناعقة والمصرة على التسلي والتطاول على ثوابت نضالنا الوطني ما دامت لا تجد من يردعها ويلقي بها إلى مزبلة التاريخ حيث مُنتهاها ومكانها الطبيعي الذي لا بدَ وأن تنتهي إليه عما قريب .
وحتى يكون الوضوح سيد الموقف ، فلا بد من التأكيد على أننا لا نتناولهم بأشخاصهم في كل ما نكتبه عنهم ، لأننا أرفع بكثير من أن ننزلق إلى المستنقعات الشخصية المقيتة التي لا نقبلها لأحد كما نرفضها لأنفسنا ، وعليه ، فإننا وعندما نخطُ كلاماً ورأياً عنهم فمردود ذلك نابع من كونهم لا يزالون محسوبين في المواقع “القيادية” والتي و بموجبها تسلقوا وإلتصقوا على أكتاف وظهور هذا الشعب البريء منهم إلى يوم الدين وحتى قيام الساعة في كل ما يقولون أو يفعلون .
نكتب اليوم ومن جديد عن ياسر عبد ربه - أمين سر - اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وكلنا يعلم علمَ اليقين عن المخازي والأنشطة المشبوهة التي شاركَ فيها هذا “الأمين” مع أعداء شعبنا من الصهاينة القتلة والمجرمين ، وهذا ما دفع بالغالبيةَ العظمى من جماهير شعبنا وعبر العديد من المنابر بأن تُطالب وفي أكثر من مناسبة بضرورة طرد وإبعاد هذا المتصهين عن كل المواقع التي يشغلها في المنظمة ، أو في السلطة ، ولكن لا سميع ولا مجيب ، فهذا “الياسر” مدعوم ومسنود ويبدو أن باقي أعضاء الفريق الذي يتمتع ياسر بعضويته لا يزالون في حاجة ماسة وضرورية إلى ما يتحلى به من قدرات التآمر مع الصهاينة الذين على شاكلته .
ياسر وفي آخر حديث مع إذاعة صوت فلسطين يتبجح ويقول : “بأن المفاوضات التي اتخذنا قراراً بالمشاركة بها عقيمة ، ولا تقود إلى أية نتائج ، وأن الأمل في تقدمها ضعيف ، بل هو معدوم في هذه اللحظة ، وإذا ما ظلت هذه المفاوضات في إطارها الحالي ، فهذا دوران في الفراغ ، ولن نشهد لها أي إنفراج فعلي ، ولن تكون مثمرة بدون ضغط كبير من واشنطن” ، و واشنطن هي الراعي الرسمي لكل اللقاءات والإجتماعات السابقة واللاحقة بين الطرفين الصهيوني والسلطة الوطنية التي يشكل ياسر عبد ربه واحدا من مرتزقتها المنتفعين من سراب وعبثية هذه المفاوضات .
وهنا ، ومن بعد قراءة تصريحات السيد عبد ربه ، وبعد تجديد التأكيد على أننا لا نتناوله شخصيا ، فإنني وباسم كل غيور على المصالح الوطنية الثابتة للقضية الفلسطينية وشعبها المناضل أصرخ وبعالي الصوت قائلا له : بأنك أنتَ العقيم أولاً ، ولذلك فمن الطبيعي جداً أن تكون مفاوضاتك مع عدونا الصهيوني عقيمةً جداً وهذا ثانيا ، ولتعلم بأنك وباقي أفراد جوقة أوسلو اللعين مصابون بمتلازمة العقم الوطني التي لا أمل في الشفاء منها ، و أننا لا نريد منكم سوى أن ترحلوا عن كاهل قضيتنا وشعبنا الذي قد يُمهل ولكنه لن يُهمل بحقه في الإنتقام من كل الذين تمادوا على حقوقه وتطاولوا عليها .
إن كلَ ما تفوهتَ به يا سيد ياسر مردودٌ عليك ، فلا تحاول التنصل من الجريمة التي شاركتَ وساهمتَ في إرتكابها ، ولا تحاول التباكي والتلاعب على ما فعلته يداك ، وعلى ما سارت إليه قدماك ، ولأنك لم تعرف في يوم من الأيام معنى للخجل فمن المنطق أن لا نقول لك إخجل ، فهذا الفعل مفقود وغائب من قاموس حياتك التي تعج بالصفحات السوداء وبالمواقف التي لا تحمل إلا كل ما هو خسيس ونذل .
لقد أضحكني كثيرا أن تصفك بعض المواقع الإعلامية الإخبارية بوصف المسؤول الفلسطيني “الرفيع” وهي تنشر تصريحك الفارغ ، فإذا كنت أنتَ مسؤولاً رفيعاً يا ترى ، فماذا أبقيت إذا لرئيسك ولولي النعمة الذي ينفق عليك وعلى أمثالك ؟ وما هو الوصف الذي يجب أن نستخدمه بحق القادة العظام الذين استشهدوا على درب النضال الطويل ولم تنحني لهم قامة ، ولا طأطأت لهم رقاب .
ماذا سنقول عن الآلآف الشهداء الذين ضحوا بالدماء رخيصة في سبيل الثرى الفلسطيني الغالي الذي تأتي أنت اليوم ومن معك من نكرات لتتفاوضوا عليه مع زناة التاريخ من بني صهيون ، الجبناء يا أيها العقيم وطنياً لا يحق لهم حتى مجرد التلفظ بحروف الوطن الفلسطيني وبعد أن فضحتكم وكشفتكم “رفيقتكم” تسيبي ليفني التي تتسابقون على السقوط في أحضانها ، وعلى الجلوس بجانبها حول موائد اللهو السمر التي تسمونها مفاوضات ، لكنني أعدك بأنك لن تفرح طويلا ، فهذا الشعب وأحراره لا شك في أنهم سيقلبون هذه الموائد فوق رؤوسكم جميعاً وقريباً جداً .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2165279

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165279 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010