الثلاثاء 3 أيلول (سبتمبر) 2013

انتقادات في «إسرائيل» لأوباما

الثلاثاء 3 أيلول (سبتمبر) 2013 par حلمي موسى

في ظل الخيبة« الإسرائيلية» من تأجيل الضربة العسكرية الأميركية، طالب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الجمهور بـ«التسلح بالصبر»، مبدياً إيمانه بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يمر بهدوء عن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي. وقد دفع الغضب من قرار التأجيل معلقين مقربين من حكومة بنيامين نتنياهو لوصف الموقف الأميركي بأنه تجسيد لرغبة دولة عظمى في التخلي عن مسؤولياتها.
وسربت أوساط سياسية إسرائيلية لصحيفة «هآرتس» تقريراً يخالف ما تحدثت به الصحافة الأميركية عن مفاجأة أوباما لمستشاريه بالقرار الذي اتخذه بشكل منفرد، وذكرت أنه أبلغ نتنياهو به مسبقاً. وأشاعت أوساط عسكرية إسرائيلية وجود خشية من تهور النظام السوري وحلفائه في أعقاب الإحساس بضعف الإرادة الأميركية. وفي هذه الأثناء، تزايدت الإشاعات بأن أوباما قرر تأجيل الضربة لسوريا من أجل أن يضمن تأييد الكونغرس لضربة عسكرية أميركية لإيران.
وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال بيريز إنه واثق بأن أميركا ستعمل في سوريا وسترد على استخدام السلاح الكيميائي. وطلب من الجمهور الإسرائيلي «التسلح بالصبر، أنا واثق بأن الولايات المتحدة سترد». ورفض بيريز الانتقادات التي وجهتها أوساط إسرائيلية مختلفة لأوباما بسبب قرار التأجيل، وقال إنه لا يستخف بالقرار، لكن «الاتزان ليس تلعثما. إنه أنقذ الاقتصاد الأميركي، ولم يكن لإسرائيل صديق أفضل منه استجاب لكل طلباتها».
وجاءت أقوال بيريز رداً على الحملة التي يشنها ساسة ووزراء ومعلقون في إسرائيل ضد إدارة أوباما. إذ كتب دان مرغليت في صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو، مقالة بعنوان «أميركا فقدت الرغبة للعمل كقوة أعظم». وبعدما عدد مثالب أوباما، التي أبرزها رسم خطوط حمر وإطلاق الوعود لدول بينها إسرائيل بالحماية، عاد عن كلامه ليذهب إلى الكونغرس. واعتبر أن الكونغرس ملاذ أخير لرئيس متردد يبحث عن ذرائع، بينما يحطم بلسانه وبرداءة قراراته مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى ربما الوحيدة في العالم. واعتبر أن أوباما نسخة عن الرئيس جيمي كارتر، وهما واهمان بأحلامهما عن «الربيع العربي»، حيث أسقط كارتر الشاه الإيراني، بينما أسقط الثاني الرئيس المصري حسني مبارك ويعرقل الفريق عبد الفتاح السيسي برعايته المريبة لجماعة «الإخوان المسلمين».
ومعروف أن القرار الأميركي أربك إسرائيل التي كانت في ذروة قلق جمهورها واستعداداتها لمواجهة عواقب الهجوم الاميركي، وأثار مخاوف لدى القادة السياسيين والعسكريين من تراجع مستوى التنسيق. لكن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي وصحيفة «هآرتس» أشاعتا أن جهات أميركية أبلغت إسرائيل مسبقاً بنية الرئيس أوباما الطلب من الكونغرس المصادقة على الضربة. وأشار التلفزيون إلى أن وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين جون كيري وتشاك هايغل أبلغا نظيريهما الإسرائيليين بالتأجيل المقترح لمنع انتقادات علنية من جانب إسرائيل.
وكانت الصحف الإسرائيلية قد أشارت إلى طلب نتنياهو من وزرائه التزام الصمت وعدم التعليق على أي تطورات لها دخل بالشأن السوري أو التعامل الأميركي معه. غير أنها عادت لتقول ان نتنياهو وبخ وزير إسكانه المستوطن أوري أرييل بسبب انتقاداته العلنية للرئيس أوباما لتأجيل الضربة العسكرية. ولم تخف مصادر سياسية إسرائيلية أخرى شدة خيبتها من القرار الأميركي، ما يشير إلى أنها لم تكن في صورة القرار قبل إعلانه.
ومعروف أن غالبية وسائل الإعلام الأميركية نقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن أوباما اتخذ القرار في «اللحظة الأخيرة» منفرداً ومن دون مشاورة أقرب مستشاريه. وأشارت هذه الوسائل إلى أن قرار أوباما اتخذ خلافاً لرأي مستشاريه في مجلس الأمن القومي، الذين دعوا إلى عمل عسكري من دون مصادقة الكونغرس.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس قد أعلن أنه «في العامين الأخيرين بتنا شهودا على هزة إقليمية هائلة. ومقابل هذه الهزة، هذه الحساسية التي تشير لها وتنتجها لدينا، مطلوب منا مستوى جاهزية عالية. وفي الأسبوعين الأخيرين جسدت الأحداث الفتاكة والمأساوية في سوريا بشدة أكبر ضرورة استعداد وجاهزية الجيش الإسرائيلي على مستويات أعلى».
وجاء كلام غانتس في ظل ما تشيعه القيادة العسكرية من حالة التأهب القصوى في غرفة العمليات في هيئة الأركان خصوصاً، وأن فترة الأعياد اليهودية وشيكة. وقد شددت إسرائيل من إجراءاتها المنظورة والمستترة بما فيها طلعاتها الاستكشافية فوق لبنان وسوريا بهدف جمع المعلومات الاستخبارية. ويبدو القلق كبيراً في ظل التقديرات باحتمال إقدام سوريا على فعل متهور سواء جراء الطلعات الجوية السورية، التي قد تنقلب في كل لحظة إلى هجومية أو القوات الصاروخية. وتتحسب القوات الإسرائيلية من تطور عمليات من فعل منفرد إلى تحرك على طول الجبهة.
عموماً كانت صحف أميركية قد أشاعت أن القرار الأميركي بتأجيل الضربة لسوريا جاءت بسبب الخشية من أن التصرف الحربي المنفرد من جانب الرئيس أوباما قد يضر باحتمالات قبول الكونغرس لضربة عسكرية لإيران لاحقاً. وأمس كتب المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل أن النبوءة حول إيران قد تحقق نفسها. وأشار إلى أن المعسكر الإسرائيلي المعارض لهجوم إسرائيل المنفرد على إيران ويتمسك بالعلاقات مع أميركا يجد فرصة لتفعيل اللوبي الصهيوني ونيل تأييده للضربة العسكرية لسوريا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 102 / 2165777

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165777 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010